أقلام حرة

ألاخرون... كلمة تدينا جميعا وتبرئنا جميعا

التشهير واتهام الاخرون بدون اي مبرر ...ولكن في نفس الوقت تمنح بعض الوقت للمفسدين والسراق بان يتملصوا بسرقاتهم وفسادهم من خلال استخدامهم أليات ديمقراطية قانونية هي ايضا جديدة علينا نحن العراقيون. بعض الكلامات هي دخيلة ايضا على ثقافتنا مثل (هناك البعض او الاخرون او قلة قليلة وليس الجميع) هذه المصطلحات تتناقض من ثقافتنا في مواجهة الخطأ مباشرة وكما يقول المثل الشعبي عندنا (كل واحد طينتة بكصته) ناهيك عن الكياسة وأخلاقيات المهنة فأن البعض يستخدم هذه المصطلحات من باب اللياقة وفي احيان اخر يكون الحذر الذي يتطور الى خوف في اغلب الاحيان ...عند اللصوص والفاسدون تعتبر هذه المصطلحات سفينة النجاة وانهم غير معنيون بها ومن المؤكد (كما يعتقدون) ان هناك البعض هم المقصودون والجميع يعتقد هذا الاعتقاد والجميع متأكد بانه بريء ولكن من هم الاخرون؟! .

عندما دخل ماك ارثر الى اليابان صافح امبراطور اليابان وهو في زهو النصر وانكسار اليابان وامبراطوره بعد هذه المصافحة نزل امبراطور اليابان الى الشارع وقام بمصافحة الناس البسطاء والاعتذار منهم لانه خذلهم في الحرب وهو يطلب السماح منهم مع انه كان من اقدس الاشياء عند اليابانون (هذا نموذج من المستحيل ان يوجد في العراق) بعدها اصبح اليابان كما يعرفه العالم اجمع طبعا ليس بهذه الحالة وحدها ولكن لان الجميع يقول في نفسه انه هو سبب الخسارة وانه لم يقدم ما هو مطلوب منه بصورة الصحيحة هذا التواضع الذي يرفع صاحبه والذي يبني الاوطان .

ان يكون شعارنا هو التواضع للعراق والعراقيون وان يكون سلوكنا هو ان الاخر قد قدم للعراق ما يكمن ان يقدمه ولم يبخل على وطنه باي شيئ لا ان يكون شعارنا هو الكبر والانفة واننا افضل من الاخر واننا قدمنا اكثر من غيرنا واننا نستحق اكثر من غيرنا ... هذا اسمه دعر السياسة ولا اجد تسمية اخرى انجع لهولاء الذين يعتقدون بانهم فوق الشبهات وانهم غير مقصودين بكل الذي يقال وانهم افضل من قدم للعراق .

بناء الاوطان يحتاج الى ان يشعر الجميع بانه لم يقدم ما هم مطلوب منه وان يشعر بالخجل اذا حدث اي خرق امني او سرقة ما او فسادا في الحكومة , هذا ما يجعلنا نقدم اكثر وان نبحث عن الخلل ادق واعمق ... بالنسبة لي انا اعلنها بصراحة اني اشعر بالخجل والعار من كل قطرة دم عراقية طاهرة تستمد طهارتها من طهارة كلمات الله التامات التي وردت في كل الكتب السماوية وفي اعلى قيمة من قيم كل هذه الاديان (على الرغم من انني لا اعمل في الحكومة) ولكني عراقي واشعر بأخي العراقي وعليه يجب على الجميع ان يشعروا بهذا الشعور لكي نكون اكثر قوة وثبات في مواجهة الارهاب او الفساد وان لا ننظر الى بعضنا على اننا نحن الاطهر واننا نحن الاكثر وطنية واننا نحن الاشرف يجب ان يكون للاخر (العراقي) مكان في قلوبنا وعقولنا ومثلما تقاسمنا الهموم والظلم فلنتقاسم حب الوطن وخيرات العراق .

 

صادق العلي

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1216 الاثنين 02/11/2009)

 

 

في المثقف اليوم