أقلام حرة

الوشم

قد شاعت منذ زمن طويل وان أمهاتنا الجنوبيات قد استحسن واستعذبن هذه الظاهرة وأخذن يطلقن عليها(خشل الفقيرة) ومعنى الخشل جنوبيا هو المذهبات الذي يتحلين فيه الجنوبيات من العراق وبه تتباهى النسوة وخاصة من أرباب الجمال والفتنة ويكتب الوشم ويدق بالون الأزرق الذي يناغي ويحاكي زرقة السماء إضافة انه يأتي لكبح جماح الحسد وفقه العين الحاسدة وكذلك دفع الفال الأسود والقبيح لأنة

 اعتقادهم بان للزرقة عمل جبار في دحض الحسد وإيقاف الإيذاء والنساء في أواسط القرن العشرين تفنن بطبع الرسوم والإشكال الهندسية على الأجساد والأرجل والأكف وكان هناك نسوة بارعات في هذا الفن الجميل ومحتواه استعمال الإبر العادية ومزجها بما يتركه الطهي والطبخ على القدور من سواد (الصخام) وغرسه في الجسد والذي يتحول بعد حين إلى الزرقة حينما يتفاعل مع الجسد وقد غطى الوشم وجوه أمهاتنا وجداتنا في إشكال جميلة ومبهرة وكان له دور فاعل في أظهار الفتنة في الأنوثة وقد ركبنا النسوة هذه الموجة ولم تسلم أمرة واحدة من ذلك وخطى الرجال خطوات النساء في  ذلك وملى الوشم وجوه الرجال وأجسادهم واكفهم وخاصة النساء الذي تفقد أبنائها على الدوام وتتشبث بالوليد حتى يبقى على قيد الحياة

أجدادنا السومريون امتهنوا هذا الطريق وساروا عليه أبناء العراق في خطوات لاحقة وشكلت هذه الرسوم الهندسية امتدادات عمرية كثيرة ونتج عن ذلك التمسك بهذا الوشم للدرء الإخطار والنحس ومزريات الأيام وكان لبعض النسوة تاريخ مجيد في هذه الحرفة ومردودها المالي

والوشم فتنة نسائية جميلة خاصة أذا كانت المرءة ذات جمال أخاذ وفاتن فهوا يزيد الافتتان ويعطي الجمال والبهاء ألا أن نهاية القرن العشرين قصمت ظهر الوشم وأخذة يختفي ويتلاشى من عموم النساء وأصبح ظاهرة غير مرغوب فيها بسبب التغير والتطور الحياتي وظهور عوامل مدنية الحديثة وأصبح الإقلاع عنه مثاب أعجاب اللاخرين لأنها أصبحت بضاعة كاسدة الاان الوشم ظهر مجددا في الدول الأوربية ولكن هذه المرة باستعمال الآلة الحديثة والليزر عكس ما يحدث سابقا بالآلة القديمة والسخام وقد ابتدع الأوربيون العديد من الرسوم والصور والإشكال والخطوط في الوشم

 وبانت رسوم جديدة ومنها رسوم الحيوانات المختلفة با ان الاعلام الوطنية والشعارات بدأت تغطي الوجوه والأجساد والصدور والأيدي وأصبحت ظاهرة إعلامية ودعائية للبلدان والأمم الذي ينتمي أليها الموشوم بل آمه شكل ظاهرة تعريفية لبلده وأمته ومكانا رحب للتعارف والتلاقح الحضاري والحب والمحبة …........ وشهدت السوح الراضية بروز ظاهرة الوشم ولكن هذه المرة بالطبع الذي يزال بسرعة وأظهرت الأيام جنون الوشم والاستنساخ والطباعة وخاصة بالتشجيع الرياضي والوطني وكذلك الحفلات الغنائية وطبع الاعلام الوطنية على الصدور والوجوه ويلحظ الجميع وجوه

 المشجعين مغطاة بإعلام الوطنية وشعارات بلدانهم ……. والحق يقال أنها موضة تستحق الوقوف والثناء

 

إبراهيم الوائلي

ذي قار قلعة سكر

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1217 الثلاثاء 03/11/2009)

 

 

في المثقف اليوم