أقلام حرة

مؤامرة الخنازير،، وضمير الملائكة .. حتى لا نتشرنق في شبكة التعقيد

 وعندما نؤشر لهذا الارتياب فمن باب عدم اختلاف اثنين بوجود اجندة متنوعة تستتر وراء عناوين عذابات البشر للمتاجرة او تحقيق ضغينة معينة. فلم تعد خافية تجارب قاسية مر بها سكان الارض كالحروب الواسعة المدمرة وتجارب نووية وذرية وكيمياوية الى ابتكار مؤامرات وفضائح مالية واقتصادية وعسكرية متصاعدة حتى بلغوا استغلال فيروس المرض والهلاك كالجمرة الخبيثة قبل حوالي عشرة اعوام او قبلها من بعد حرب الخليج الثانية.

 لم تسلم حتى الباكتريا والفايروسات من التسييس والتوجه الخطير لتكنولوجيا الطب وتوظيف تطورها وهيبتها الفتاكة.. فها هو فيروس انفلونزا الخنازير يملأ قلوب البشر رعبا وصار حديث الساعة والدقيقة. مع ان العلم لم يقف مكتوف اليد بل نشط علماء متخصصون للقضاء على هذا الوباء ومحاصرته ونهضت قنوات صحية ووقائية تعرض طرق معالجته والحيلولة من عدم انتشاره بين الناس، لكن الفايروس الخنزيري هذا كان اكثر تحمساً وشراسة لتسديد رميته الى اقصى نقطة في الارض بعد انطلاق شرارته الاولى من كندا.

 يذكر انه بمقابل هذا الاصرار الطبي والبحثي فقد تحرك نشطاء ساسة ومشككون عبر قنوات اعلامية يفندون صحة اكتشاف اللقاحH1N1 المضاد لوباء انفلونزا الخنازير Swine flu vaccine، فصرحواِ: انها مؤامرة كبيرة جديدة تحيكها (الماسونية العالمية) عبر شركةBaxter  وبتنسيق مع من يسيطر على قرار البيت الابيض. واشاروا بوجود مختصين أجانب وصفوا انتشار الوباء بصفقة كبيرة سيذهب ضحيتها المجتمع البشري عموما.! ويصر هؤلاء على ان الكثير من الأطباء المشاركين في اختراع هذا اللقاح امتنعوا من اخذه ومنعوا أصدقاءهم ومعارفهم من التقرب اليه وان ارقاما مذهلة عن ضحايا مثل هذه الصفقة التجارية تكررت- حسب الادعاء- على فترات زمنية من القرن المنصرم.

 من الطبيعي في هذه الحالة ان يرتفع منحنى الهلع بين الناس فالارقام هذه والاعلانات تتقصد زرع القلق بين البشرية وهو بالفعل ما حدث وبلغ رتبة ان تتبنى قنوات اعلامية مشهورة اعداد برامج مكثفة وموجهة لمناقشة مغامرة الخنازير الوبائية كفضائية الجزيرة القطرية. فقد جاء في البيانات: هذه ليست المرة الأولى لمثل هذه المؤامرات فقد حصل نفس الأمر عام 1918 عندما توفي أكثر من 50 مليون انسان بنفس الطريقة The 1918 flu pandemic.

 ايضا فقد انتشرت مزاعم لمثل هذه الضحايا ووزعت في الشبكة العنكبوتية ومن ثم هولت بطريقة كشفت ان وراءها ارادة تسعى لمحاربة توريد وشراء وقبول اخذ المصول واللقاحات اللازمة لمكافحة وباء انفلونزا الخنازير حسبما يذهب انصار اللقاح.

 هنا.. وجدت نفسي مضطرا لمتابعة تداعيات الاضطراب الهائج عبر شبكة المعلومة او مباشرة من مراكز طبية رسمية وشبه رسمية مسؤولة عن الحالة ووجدت اسئلة ملحة وضرورية تطرح نفسها منها:

 * ما الغاية من نشر الوباء بهذه الطريقة ومن ثم توزيع لقاح يساعد على انتشاره بصورة اسرع بين البشر؟ أليس الموزع والمخترع والناشر جزءا من عالمنا البشري وسيقعون شاؤوا ام ابوا ضحية كالباقين؟ هل  سيحصن هذا الصنف نفسه ويعيش مع ثلة في الارض تماما كالثلة التي عاشت ايام اسطورة كلكامش او طوفان سيدنا نوح عليه السلام؟ وعند ذلك ما الذي ستحصل عليه هذه الثلة؟

 * هل يقصد من هذه الاخبار توجيه لطمة قوية لشركات المنافسة الموردة والمصنعة للقاحات؟ ومن ثم قبرها والخلاص من منافستها وبالتالي الاستفراد بتجارتها في بيع لقاح الانفلونزا؟

 ان اغلب البيانات طالبت وزراء الصحة العرب برفض استقبال اللقاح وعدم التعامل به وهذا الطلب بدوره يثير الشكوك حول المستفيد من نتائجها.!

 قرأت تقريرا نشر مؤخرا حول اسرار خطيرة وراء تعميم الوباء بعنوان (كابوس مروع) اشترك في تحريره ثلاثة اشخاص دكتورة وصحفي ومحرر اسماؤهم: سارة ستون، جيم ستون والمحرر روس كلارك. كرسوا ديباجة التقرير بان برنامج التطعيم الإجباري ضد انفلونزا الخنازيرH1N1 يبرهن صحة فرضية أن الفيروسH1N1 من الفيروسات المركبة جينياً وأنه اطلق بعمدية لتبرير التطعيم، وهو يكشف عن مؤامرة قذرة وواضحة لتقسيم الإنسانية لمجموعتين: الأولى من الذين تدنت قدراتهم العقلية والفكرية وتدهورت صحتهم وانخفضت القدرات الجنسية لديهم عن طريق التطعيم الملوث. والثانية لا زالت تمتلك تلك الميزات الإنسانية الطبيعية وبالتالي فهي متفوقة وتحكم المجموعة الدنيا إن لم تستعبدها فعلاً.

 ويخلص هؤلاء الثلاثة انه بعد فحص مكونات اللقاح المضاد لفيروس H1N1 ظهر انه يهدف إلى: [الهبوط بمستوى ذكاء الناس. خفض معدل العمر الإفتراضي. خفض معدل الخصوبة إلى 80% للسيطرة على عدد السكان. وختاما إبادة عدد كبير من سكان العالم و بالتالي السيطرة على الباقين.

 يستند تقريرهم على احتواء اللقاح على السكوالين ومواد ضارة اخرى. والسكوالين مادة هامة ومنتشرة بشكل كبير في الجسم تستمد من الغذاء، وهي أساسية في انتاج الجسم للعديد من الزيوت والأحماض الدهنية المختلفة المهمة لأداء الوظائف الحيوية لأعضاء الجسم. وهي المادة الأم التي تنتج منها كافة الهرمونات الجنسية في الرجل والمرأة وبالتالي هي المسؤولة عن خصوبة الذكور والإناث. كما أنها تقوم بأداء وظائف المخ بشكل صحيح وتلعب دوراً مهماً في حماية الخلايا من الشيخوخة و الطفرات الجينية. وان حقن السكوالين كمادة مساعدة مع التطعيمات يسفر عن حدوث إستجابة مناعية مرضية عامة ومزمنة في الجسم بأكمله ضد مادة السكوالين.

 وبما أن الجسم يستمد حاجته من السكوالين من الغذاء وليس الحقن عبر الجلد، فإن حقن السكوالين إلى جانب الفيروس الممرض عبر الجلد أثناء حملة التطعيم ضد إنفلونزا الخنازير سيكون سبباً في إحداث استجابة مناعية مضادة ليس فقط ضد الفيروس المسبب للمرض بل أيضاً ضد مادة السكوالين نفسها لتتم مهاجمتها هي الأخرى من قبل النظام المناعي.

 هناك اشارة كبيرة يوردونها نقلا عن أخصائي في علم الفيروسات لم يذكر اسمه: [بحق الجحيم، من أين حصل هذا الفيروس على كل هذه الجينات؟ إننا لا نعرف!]. ثم يشددوا على أن الجينات الأصلية للفيروس هي نفسها التي كانت في الفيروس الوبائي الذي انتشر عام 1918م بالإضافة إلى جينات من فيروس انفلونزا الطيورH5N1، وأخرى من سلالتين جديدتين لفيروس H3N2 وتشير الدلائل إلى أن انفلونزا الخنازير فيروس مركب ومصنع وراثياً.! حسب هذا الزعم.

 من الفقرات الخطيرة في التقرير ايضا: [في فبراير 2009، قامت شركة (باكستر) إحدى الشركات الكبرى لإنتاج اللقاحات بإرسال لقاح فيروس الإنفلونزا الموسمي إلى 18 بلداً أوروبياً وكان اللقاح ملوثاً بفيروس انفلونزا الطيورH5N1 الحي. ولحسن الحظ قررت الحكومة التشيكية إختبار اللقاحات كخطوة روتينية وعينت شركة بايوتست Biotest التشيكية لإختباراللقاح التي قامت بتجربته على حيوانات المختبر. فكانت الصدمة عندما ماتت جميع الحيوانات التي أعطيت اللقاح فأدركوا أن هناك خطأً هائلاً. وأسرعت الحكومة التشيكية إلى إخطار حكومات البلدان الأخرى التي تلقت اللقاح. وعندما فحصت الدول الأخرى اللقاحات تبين فعلاً بأن جميع اللقاحات تحتوي على الفيروس الحي.!

 للاطلاع على نص التقرير يمكن متابعته عبر الروابط التالية:

 http://www.alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=460

http://www.maannews.net/arb/ViewDetails.aspx?ID=227507

 http://www.islamtoday.net/albasheer/artshow-15-120079.htm

 

 الان .. وبعيدا عن صحة الادعاء او عكسه فان الاطباء العراقيين في استراليا وعلى سبيل المثال في مدينة ملبورن يعتمدون رأيين متفاوتين: الاول ينصح الراغبين بالسفر خارج استراليا بالتريث وعدم أخذ اللقاح لحين تكشف الحقيقة كلية. والثاني يدعو لأخذه دون تريث وتأخير وهو شخصيا ممن تعاطاه بالاعتماد على توصيات طبية ونشرات صحية وقائية موثقة لشركة (سي اس ال)CSL  الاسترالية المحدودة المعتمدة منذ 50 عاما لدى السلطات الاسترالية كون ان هذه الشركة تقوم بصناعة اللقاحات منذ اكثر من نصف قرن. وجاءت التوصية عبر نشريات طبية مترجمة لكل اللغات المتداولة داخل المجتمع الاسترالي بعنوان [احرص على وقاية نفسك ومجتمعك] تدعو لاخذ اللقاح. وقد فاتحت مجموعة اطباء ينصحون باخذ اللقاح دون تأخير.

 اما السلطات الصحية الاسترالية فتؤكد ان اللقاح من وباء فيروس انفلونزا الخنازير مجاني ومتوافر وقد اجريت الاختبارات عليه وهو آمن للاستعمال ولا يحتوي على اي فيروس انفلونزا (حي) ولن يتسبب في الاصابة بالانفلونزا. وان الاثار الجانبية المحتملة للقاح شبيهة بتلك التي ترافق لقاحات الانفلونزا الموسمية كظهور تورم واحمرار او بعض الالم في موضع غرز الحقنة. واللقاح متوافر في كل العيادات الطبية والمستوصفات ومراكز التلقيح الاسترالية.

 ملاحظة هامة: تحذر التوصية الذين يعانون من الحساسية جراء تناول البيض بعدم اخذ هذا اللقاح.!

 ملبورن – ربيع 2009

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1217 الثلاثاء 03/11/2009)

 

 

في المثقف اليوم