أقلام حرة

لقاح أنفلونزا الخنازير بين التجارة والضرورة

 فائقة لاستخلاص اللقاح الذي أطلقوا عليه اسم (تاميفلو) والذي كان عبارة عن حل مؤقت لحين تطوير لقاح جديد معتمد. ولاسيما أن نتائج الأبحاث السريرية الخاصة بلقاح أنفلونزا الخنازير، لم تظهر إلا في شهر أيلول الماضي.ودراسة النتائج لاستخلاص اللقاح وتجريبه قبل اعتماده ودراسة تأثيراته الجانبية يحتاج عادة إلى مدة زمنية ليست بالقصيرة.

 

وقد تعرض اللقاح (تاميفلو) إلى انتقادات كثيرة منها التشكيك بفعاليته وتأثيراته الجانبية الكبيرة والتي قد تؤدي إلى الشـلل في بعض الأحيان. ولا سيما أن المختبرات العالمية تعرف بالتجربة أن لكـل تلقيح تأثير ضار. ثم لا ننسى  أن اللـقاح القديم  للأنفلونزا العادية المستخدم منذ سنين في الدول الغربية كان ولا زال عرضة للنقد الشديد، بسبب ضعف فعاليته التي لا تتجاوز نسبة 10 إلى 30% فقط. رغم أنه صنع منذ مدة ليست بالقصيرة وتسوق الشركات منه سنويا ملايين العبوات فكيف بلقاح لا زال في مراحل الاختبار؟

كذلك يجب أن لا ننسى أنّ الطب ألمختبري أثبت أن الناس الذين يتناولون اللقاحات المتداولة حاليا  بأنواعها المختلفة يتعرضون لخطـر الإصابة بالأمراض مثل غير الملَقحين ولكن بنسب أقل أي أن هذه اللقاحات رغم نجاحها بالفحص ألمختبري منذ عدة سنين تبقى تشكل علامة استفهام.  فكيف بلقاح مثل لقاح (H1N1) الذي لم تصدر لحد الآن دراسة أو بحث محايد يشخص ويحدد الحماية والكفاءة التي يوفرها.

إن انبعاث الفيروس المسبب لأنفلونزا الخنازير  من العدم وانتشاره المريع والسريع في كل دول العالم وبشكل وبائي  يرسم أكثر من علامة استفهام ويشير بإصبع الاتهام إلى جهات معينة، ولذا كثرت الأسئلة عن مصدره وسبب انتشاره في البيئات الجغرافية المختلفة بنفس الكفاءة والسرعة في هذا الوقت بالذات. ولذا تجد عشرات السيناريوهات التي تتحدث عن قصدية تصنيعه ونشره  والغاية من وراء ذلك، ولاسيما أن ذلك تزامن مع الأزمة الاقتصادية الدولية التي هددت كبرى الشركات والمصارف العالمية بالانهيار وما يتبع ذلك عادة من آثار اقتصادية مدمرة على البلدان الغنية، والدوافع التي تقف وراء هذه التساؤلات سببها حجم الأرباح التي حققتها  مختبرات الأبحاث الطبية والحجم الأكبر الذي ستحققه شركات صناعة  الأدوية العالمية التي ستسوق اللقاح بعدما خصصت خطوطا إنتاجية خاصة لإنتاج هذا اللقاح كانت تستخدم سابقا لإنتاج لقاحات وأدوية ضرورية أخرى لا غنى عنها أيضا! ويكفي أن نعرف أن شركة مستحضرات الأدوية السويسرية العملاقة (روش) حققت زيادة في مبيعاتها من اللقاح المسمى (تاميفلو) في النصف الأول من عام 2009 بمعدل ثلاثة أضعاف، لتصل إلى نحو مليار فرنك سويسري.

وما يدفعنا للشك في جدية إنتاج هذا اللقاح بل في سبب انتشار الفيروس المسبب لهذا المرض أنه لا زال الجدل دائرا في المجتمعات الغربية منذ سنين طويلة عن جدوى التلقيح ذاتها. ثم لا ننسى أن الكثير من المختصين يوصون بدل استخدام اللقاح بتوفير سبل النظافة العامة والخاصة لتجنب الإصابة، والتزام المصابين بأي نوع من الأنفلونزا بقواعد الصحة العامة لتجنب نشر المرض.

أما وقد انتشر الفيروس الذي تتوقع المصادر الطبية العالمية أنه سيصيب الملايين في العالم كله في الخريف والشتاء الحاليين،فلم تعد من طريقة لمنعه من دخول أي منطقة في العالم حتى تلك التي لا يأكل أهلها لحم الخنزير مثل العراق الذي ظهرت به إصابات في مناطق متباعدة في الشمال والوسط والجنوب فلم تعد من وسيلة لمنعه من الانتشار بشكل وبائي سوى مجموعة ضرورات من الواجب توفرها والالتزام بها، أهمها النظافة العامة، كما تأتي زيارات الأطباء للمدارس للنصح والمعاينة والفحص بالمركز الأهم. وتبقى المراقبة المستمرة في البيت والمدرسة والعمل أكثر الضرورات أهمية. ولا مناص من أخذ الدولة ومؤسساتها الطبية لموضوع الإرشاد الصحي من خلال الجولات الميدانية وتسخير أجهزة الإعلام والفضائيات مأخذ الجد

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1218 الاربعاء 04/11/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم