أقلام حرة

المدلّلون

أجل أيها القارىء اتحدث اليوم عن اولئك المدللين والمنزلين من السماء بزنبيل خاص والذين يغرفون الثروات والنعم والسؤدد اينما دارت اكفهم والتي لاتجيد سوى التلويح بالرفض لكل قرار فيه مصلحة للناس، بيد ان ذات الكفوف تعرف من اين تؤكل الكتف عندما يتعلق الأمر بصرف رواتبهم او تخصيص اراض سكنية لهم، معظهم على مدى اربع سنوات لم نسمع له رأيا مناصرا للفقراء، وأغلبهم يعرف كيف يقف امام كاميرات التصوير ليصرح بكلام لا يغني ولايسمن عن جوع، وجلهم لا يمتلكون اراء خاصة بهم بل هم تابعون اذلاء الى كتلهم وينفذون ماتأمرهم به .. ادخلوا الى القاعة للتصويت .. فيدخلون .. اخرجوا من القاعة فورا حتى لا يكتمل النصاب فيخرجون تباعا كخرز المسبحة التي تداعبها اصابع دجال !! لاحول لهم ولاقوة غير قوة المطالبة بحقوقهم وحقوق افراد الحماية الذين يحيطون بهم، وفوق كل ذلك يتمتعون بإجازات موسمية يقضون ايامها في المصائف الأوربية وشراء العقارات الثمينة في هذا البلد أو ذاك، وخير مثال تصويتهم على السبعين الف دينار للمتقاعدين فبعد جرٍّ وعر توصلوا الى منح هذه الفئة المسحقوقة تلك الدنانير التي لا تسد رمقا في هذا الزمن العصيب، لكنهم خرجوا تباعا على الفضائيات ليعلنوا عن ذلك النبأ العظيم بزيادة راتب المتقاعدين ولا حول ولاقوة إلا بالله وكرد فعل مباشر على عملهم الإنساني الباهر بحق المتقاعدين، سارع مجلس الرئاسة على مضض!! لمكافأتهم جميعا وذلك بمنح عوائلهم جوازات سفر دبلوماسية لمدة ثمانية سنوات قادمة .. ماشاء الله .. بينما المواطن العادي مازال يطش الرشى عند باب الجوازات منذ شهور املا بالحصول على جواز سفر من الفئة " ج " وليس هناك من بارقة امل للحصول عليه، بينما جوازات السفر الدبلوماسية وصلت لعوائل اعضاء مجلس النواب بعد صدور القرار الرئاسي بيوم واحد فقط، وكانت مبررات الرئاسة ان اعضاء مجلس النواب اصروا على هذه الإمتيازات برغم انف الحكومة بعد ان نال التعب والإرهاق منهم نتيجة رفع اياديهم كل يوم في قاعة المجلس للتصويت، وان البعض من اعضاء المجلس صار يشتكي من اوجاع في ساعده نتيجة رفع يده المستمر في قاعة مجلس النواب، وياله من عمل شاق والله، خاصة اذا ماعرفنا ان رفع اليد بحاجة الى تدريبات رياضية خاصة وبحاجة الى مدرب للياقة البدنية، ويفكر المجلس الرئاسي بصرف مخصصات خطورة مجزية إمعانا بظلم الشعب نتيجة العوارض السيئة الناتجة من رفع اكف اعضاء مجلس النواب للتصويت على قانون الإنتخابات الذي بحاجة كما يعتقد المجلس الرئاسي الى رفع الأيادي من اعضاء مجلس النواب لهكذا مرة حتى يصلوا اخيرا للتصويت الاخير على هذا القانون الذي اظن انه سيكون القشة التي ستقصم ظهر البعير لكنهم يبقون واعني اعضاء مجلس النواب الفئة المدللة من الشعب، لأن معظهم بصراحة بارعون جدا بالامور السياسية والإقتصادية والإجتماعية، والبرهان ان الناس جميعا حين تأتي سيرة أعضاء مجلس النواب يتداولون أمثالا شعبية منها .. ردناه عون طلع فرعون، وشفتك فوك شفتك تحت، والمثل الشعبي الدال .. ودع البزون شحمه .. وأية شحمه !!

 

 

حسن النواب

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1222 الاحد 08/11/2009)

 

 

في المثقف اليوم