أقلام حرة

هل من سبيل لإقامة صناعة سياحة في العراق

على خريطة العالم للإفادة والاستفادة من هذه الصناعة ذات المردود الحضاري والتاريخي والمالي على بلدنا من شماله حتى جنوبه ومن شرقه حتى غربه إذا ما توفّرت له وسائل الاستقرار وفق مناطقه والظروف المحيطة به فإنها ستكون مناطق جذب هامة لكل المتطلعين للتعرف على حضارات الأمم وأولها حضارات وادي الرافدين سواءٌ كانوا أفراداً أو مؤسسات سياحية أو جمعيات دولية مهتمة بكل ما يعني تاريخ وحضارات العالم المتداخل بمصالحه المشتركة بكل الثروات بما فيها صناعة السياحة. يُضاف إلى كل ذلك موقع المدن المقدسة الإسلامية وغيرها من الديانات الأخرى كالمسيحية فإن التعريف والتعرف على ماهية هذه المواقع في عالمنا الحاضر يترك رسالة هامة للآخرين عن ماهية ديننا ودنيانا نحو الآخرين وسمو وسلام وانسجام مع كل من لا يعرف الكثير عن هذه الماهية العراقية العريقة. والسؤال المتكرر والمطروح على أجندة أصحاب القرار الوطني بكل مؤسساته هو ما مدى وصولنا إلى مستوى هذه الدول المتقدمة بتعزيز هذه الصناعة العالمية الهامة وبالذات مع مدخل الألفية الثالثة لهذا القرن وما لازمها بكل تركيباتها وواقعها ومكانتها بين كل دول العالم لتكون مدننا السياحية في مقدمة مدن الجذب السياحي بمستوى لا يتجاوزه الآخرون رغم حداثة دخولهم لهذه الصناعة ولكنها تجاوزت كل ذلك بتعزيز مواقعها السياحية وفق متطلبات وحاجات الإنسان العصري للبحث والوصول إلى الراحة والاطمئنان والأمن والأمان المنشود لهواة السياحة العالمية رغم النقص الحاد والملحوظ بالعمق الحضاري والتاريخي وكذلك الجغرافي لهذه المواقع السياحية لدى تلك الدول، ولكن العقل الإنساني المُبدع جعلها في مصاف دول الجذب السياحي لمدن تم تجهيزها بصناعتهم السياحية الحديثة، فهل لكل ذلك التساؤل إجابة؟؟

أما الصناعة السياحية لمدننا فهي لا تزال كنوزاً مدفونة بتراثها وحضارتها وتاريخها العريق. تنتظر النهوض بها والإفصاح لها عن مكنوناتها لتعبّر عن إمكانياتها التي نعتقد أن هناك من لا يريد لها أن تبرز أو تنهض من مكانها لأغراضٍ كثيرة. ونوايا مُبيّتة، ومشاريع مقصودة لطمس بروز هذه الصناعة التي تلازمها لحظات من الغفلة نتيجة ظروفنا الحالية سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، حيث العثرات تلو العثرات لإيقاف المد السياحي العراقي لصناعة السياحة العراقية المنشودة، فهل لنا من فارسٍ مُخلّص لهذا التعثر المستمر؟

 

في المثقف اليوم