أقلام حرة

كفاح الامين ووجع بغداد

بغداد صورتها انامل الفنان الفوتغرافي (الاستاذ كفاح الامين)

*** *** ***

 

جدران تشققاتها تنزف دموع غبش معتم يلف جبين صبيات تلفعن بخوف. من المجهول.. يتمثل امامهن. يزرع انينا يتشظى خلف النوافذ الملتحفة بالصمت والحزن.. شناشيل ترتخي تحتها شراشف عليلة وقمصان صعاليك يحبون الحياة.. متدلية بفناء الباحة المهجورة التي تستغيث من بؤرة المياه الاسنة. لاح امامي باب عتيق تقفل على من خلفها ضاحكا ام عابسا لزمن لااعلم متى اؤرخ يومه. ذكرني باغنية لفيروز (بيتي ياستي الختيارة بيذكرني بيت ستي تبقى ترندح لي اشعاره والدنيا عم بتشتي ايوك وفرشات وديوان عتق الباب وهل الحيطان دراك مثل داره ياستي الختيارة)

 

ايها النبيل يامن مسكت اناملك سحر التقاط همومنا والامنا. ايها الامين الكفاح الرجل الاكثر صمتا والاجمل حديثا.

 

واجهتني صورة اخرى لملامح امراة تخاف اظهار تقاطيعها كي لاتصاب بحجرهم.

 

رجل يحتظن الخراب ويتوسد الوجع الازرق جليلا بارتعاشات الطفل بداخله. فجأة تحيله الفاجعة الى جسد يبتغي الموت اكثر من الحياة.

 

هنا خلف طابوقك. وظلك الصاعد من ظلمة الماء وقفت متراجعة الى عالم يطوينا بين هذه النوافذ وتلك الابواب.. خشعت تلك النظرة الفزعة من الاتي بعين السماء المتجلية. مرتعدة من شبح قد يطفيء نورها...

ايه بغداد رايتك تتكلمين بمقلة الرجل الامين.

وتنطقين باوجاع سنينك الثكلى. بانفاس الرجل الفنان..

مبارك عبيرك ينثر.. يدندن.. كجرس يدق في وادي النسيان.

اجواء تختزل امام الناظر الحياة بفرداتها. بكوسج يشق طوفان الدم العراقي

ويحيل مباهجه الى حطام وذكريات تلفها الابواب. وشناشيل احتشدت بزعيق الندى المختنق بدخان بغداد.

بعد كل الذي رايت.. لكن هناك الافق يضحك ويقول. ستعودين.

وتتسامقين رغم الاسرة المريضة. ورغم مرارة العناقيد.

تنهضين من لظى الخراب. وفحيح القبور. ستغسل كل صباحاتك باريج وردي. يسبح بنافورة الامل. وشهقة ربيع معتق بالحب. وتبقين حاضرة الدنيا.

 

فاطمة العراقية

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1226 الخميس 12/11/2009)

 

في المثقف اليوم