أقلام حرة

هل الحياة موجودة؟

لكل أسئلتنا لماذا تندثر بسرعة اذاً؟ لماذا لم تنتعش البشرية سواءاً بالاديان ام بغيرها؟ طبعا هناك الكثير من الاسئلة التي تتبادر الى الذهن أيام المراهقة الثقافية وما بعدها فمنهم من يتخذها منهاجا لحياته وبعضهم يترسخ لديه وجود الله من خلالها ومنهم من يعتقد بان الله قد اختبره وانه نجح في هذا الاختبار وانه ازداد ايمانا بالله بالغيب ... ولكن سؤالي هنا هل الحياة موجودة؟ وان حياة التي نعيشها هل هي الحياة التي رسمها الله لأبنائه؟ ام الحياة التي أريدها الطغاة لنا؟ واين رغباتنا وما نتمناه لمستقبل اولادنا؟ هل هناك من ياخذ كل هذا بنظر الاعتبار من هو ومتى؟ .

في هكذا مواضيع تتراصف الكلمات لتشكل مجموعة لا منتهية من الاسئلة والتي لا ننتظر اجابة عليها من احد على اعتبار ان الحياة تؤخذ بنتائجها وما تنتهي اليه مسيرة الشعوب والمجتمعات بحروب وقتل وجوع !... دائما هناك مشاريع أنسانية لم تكتمل وهناك اديان لا يطبقها معتنقيها ودائما هناك افكار وضعية تنتهي كالبرق لذا فان البشرية لن تتوقف عن طرح هذه الاسئلة وستبقى تبحث عن حلول توصلها الى بر الامان ولن تتبخر احلامها بأيجاد مجتمعات عادلة ولكن لا اعرف متى تاتي هذه الحلول ومن اين .

هل نملك خصوصية في هذه الحياة؟ وهل امتلاكنا للبعض اليسير من المعلومات تجعلنا نقول اننا نستطيع ان نعطي وجهة نظرنا بما حولنا بالدين مثلا او بالوطن؟ من المعروف ان الفقراء لا يمتلكون اي خصوصية وهم مشاع امام راس المال وما هم الا ادوات بين يديه !!! وهم لا يملكون القدرة حتى ابداء ارائهم يسمح لهم فقط قول (نعم سيدي) على مر التاريخ الملايين التي تساق الى غرف الشنقاً حتى الموت هل هم يفقدون حياتهم في هذه الغرف؟ ام هم يذهبون الى الحياة جديدة علهم لا يجدون من ينغض عليهم حياتهم الجديدة اذ يكفيهم ما عانوه ايام الطغاة .

في العراق كونه وطني وانا انظر الى العالم من خلاله الحالة مختلفة اذ لا حياة للشرفاء مع الطغاة او مع غيرهم من حيث ان الوطن يتجسد بأشخاص كالدين كالافكار الوضعية ولكن الفرق هنا ان الوطن دائما ما يسلب الشرفاء حقهم في الحياة ! لانهم يعتقدون بان لهم حق في هذا الوطن او على اقل تقدير انهم يملكون حق المطالبة بحقهم وهذا الذي يجعلهم حطب جهنم الطغاة والظالمون وفي الاونة الاخير الفاسدون ... الاعتراف بان هولاء الاقوياء الطغاة الظالمون هم الذين يصنعون لنا الحياة وهم من يكتب التاريخ وهم من يقسمون لنا رغيف الخبز وهم من يحدد اعمارنا ومتى نتزوج ومتى ننجب وفي افضل الاحوال يقول احدنا (لالالالالالالالا) فتكون نهايته المصير المعروف والذي يكون عادة اتفاق غير معلن بين القاتل والمقتول !!! هذا ما جرت العادة عليه منذ ملايين السنين ... اذا نحن ازاء حالة متكررة وهي ان الحياة مرسومة بطريقة بشعة ليس كما ارادها الله وليس كما ارادتها الافكار والضعية بل كما يريدها هولاء الطغاة والذين هم بدورهم يتجددون بتجدد المجتمعات .  جميل هو الدين وجميل هو الوطن ولكن لماذا يشوهون هذه الاشياء الجملية بداخلنا؟ ولماذا يصرون ان نكفر بالدين وبالوطن؟ ومن اعطاهم الحق بان يكونوا أوصياء علينا وعلى مستقبل اولادنا؟ ولماذا كل هذا الظلم والجوع والعوز؟ ولماذا لا يمتلكون اي شفقة واي رحمة؟ وهل هم مختلفون عنا ومنذ متى هم مختلفون عنا؟ .

مع كل هذه المآسي والظلم لا اعتقد بان الحالة الحيوانية التي تعيشها البشرية بشكل عام وبلدي بشكل خاص هي الحياة التي ننتظرها او التي اعتقدنا باننا سوف نحصل عليها مع علما ان أمهات الكتب حملت اجمل من الحياة التي رسمناها لمستقبلنا ولمستقبل اولادنا ولكنها تبقى حبر على ورق .

 

صادق العلي

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1226 الخميس 12/11/2009)

 

 

في المثقف اليوم