أقلام حرة

من قلب المهجر الى البرلمان العراقي

وزال النظام الأهوج فأرسلنا نحن مرضى المهجر أطباء المهجر  ليجلبوا لنا الدواء لكنهم نسوا الدواء فأرسلوا لنا نعائش من ذهب وقالوا لنا موتوا فيها الى الأبد.

أيها البرلمان وأنت أيها الرئيس وأنت أيها الوزير وأنت أيتها الوزيرة أسمعوا أصواتا تحتظر... وأنت أيها المنقب عن الجماجم... تعال وانتقم والقم الصخرة الأخيرة بأفواهنا وأرحنا. ألله ألله انه الموت ما أطعمه... ألله ألله انه السكون ...ألله ألله انه اللاتفكير... أي أرض دفنا بها انها (النجف الاسكندنافي) ومن هذا المدفون بجانبي حييته بتحية الاسلام لكنه لم يفهم لغتي تضجور وصار يشتمني وقال لي أليس لك أرض فيها تموت .....قلت نعم...أليس لك رئيس ...قلت نعم...أليس لك وزير ...قلت نعم...أليس لك برلمان ...قلت نعم...فقال لم تموت بأرضي...قلت له ..انه الرئيس والوزير والبرلمان!!! .قلت لأبحر بعيدا عن هذا المدفون بجانبي انه عنصري ورحت أجول في (النجف الاسكندنافي) لعلي أجد من يشبهني ويفهم لغتي فرأيت جمجمة سمراء لم يبق منها سوى ثغرا باسما سألته من أنت قال لي أنا (النواب) ففرحت اذا أنت الشاعر النواب، ورحت أقطف الورود من حديقة النجف الاسكندنافي وقدمتها له ...مازحني النواب قائلا بأي ثمن اشتريت الورود أم انها بلا ثمن من حديقة الأموات...قلت له أرجوك اسمعني من شعرك شيئا....فأنشد النواب...

 

ياقاتلي بكرامة خنجرك العربي    أهاجر في القفر

وخنجرك الفضي بقلبي              وانادي

عشقتني بالخنجر                    والهجر بلادي

ألقيت مفاتيحي في دجلة            أيام الوجد

وما عاد هنالك                      في الغربة مفتاح يفتحني

                  هاأنذا أتكلم من قبري

.......................

أردت ان أصفق له لكني خفت أن ينزعج الأموات.سألني ألنواب ومن أنت؟

قلت له..أنا مدنف...أنا فارس … لم يمتطي فرسا … بل امتطتني حكومات ...فلما نال مطلبها... أشهرت عورتها...فتبولت واغاطت ...وليتها اكتفت … صلت علي صلاة الأموات!! صفق لي النواب بأسنانه … وقال اعذرني لم يبق من جسدي سوى الأسنان وهذا اللسان اما الباقي ...سكت النواب...بكى النواب...أكمل يانواب من سرق جسدك....ألباقي يامدنف احترق...وأين احترق¬ … أكمل أيها النواب لاتخف نحن الأموات لاأحد يسمعنا سوى الأموات...جسدي يامدنف سُرق ... ثم حُرق... من قِبل حكومات لاتستحق

والله سأخبر ربي بمن سرق...والله سأخبر ربي بمن حرق...حرقو جسدي يامدنف...وضعوا الحديد الأسود في النار ...حتى صار يشبه دمي...غرسوه في فمي...حتى خرج من مقعدي...والله سأخبر ربي بما جرى...ثم لم يكفهم هذا...علقوني بدل الشاة...ودعوا كل الوزارات...وأعلنوا الشعارات...وعلقوااللافتات....كتبواعليها...بسكين شاعرنا النواب...فضحهم ربي وضعوا الباء بدل الميم فصارت عبارتهم ...بسكين قتل شاعرنا النواب...صلوا علي صلاة الأموات...أمَ بهم الرئيس...صرخت انقذوني أيها الرئيس أيها المصلون...اقطعوا الصلاة واطفئوا النار..لكنهم متدينون لم يقطعوا الصلاة ...وتركوا جسدي يحترق...والله سأخبر ربي بمن صلى ولم يطفيء النار.

لاعليك يانواب سأجعلك سفير للأموات...وسأجعل من قبرك قصراً مبنياً باجساد المهجر....وسأكتب على باب القصر..باب القبر..شعب قتلته الحكام.

قال النواب أنت حمار!...قلت في بلدي بحار من نفط...قال أنت حمار!...في بلدي بيوت من طين...أنت حمار!...في بلدي مدارس من طين!...في بلدي شعب قتلته الحكام...!...في بلدي الناقة تسوق الحكام...!...في بلدي شعب نال الحرية...!...في بلدي شعب قتلته الحرية...!...في بلدي سنيا يقتل شيعيا...أنت حمار!...في بلدي شيعيا يقتل سنيا...أنت حمار!...في بلدي كرديا يحلم بالاستقلال...أنت حمار!...في بلدي تيار أحمق يتاجر بالدم...!...في بلدي برلمان يصنع قنبلة ذرية ...!...قنبلة يهديها للشعب...!...في بلدي ينطفئ النور...!...في بلدي ينقطع الماء ...!... بلدي شعب يحلم بالنور...!... بلدي شعب يحلم بالحب...!...بلدي لازال الحاكم يعشق لغة التكريم ... انت حمار!... بلدي صندوق أسود...!...سره مدفون في البيت الأبيض...أنت حمار! أنت حمار! أنت حمار!.

 

قبل أن أودعك يانواب أريد من شعرك شئ فأردف قائلاً...جرس عطلة

ماله أحد شغل بيه....جرس عطلة

حيل ادك نوبات وحدي...جرس عطلة

أحجي وحدي...اخذ المهجوم عرض بطول وحدي

اطفة وحدي بلايه أحد واشتعل

جرس مني وبيه وحدي اشتعل

........................

قال ... وانت يامدنف

آنه يانواب    

خلصت العمر مشدود بالناعور

أشهك شهكة المجتول

وروي الكاع بجفوفي

ولايوم النبت زرعي

بس عاكول

وماكلت كافي

وحملت الهور على اجتافي

ونشف هوري

وصرت مجبور اسكي الهور بدموعي

وماكلت كافي

ينواب الوكت وياي مكلوب

اشمعدلنه يركب فوكي ايركوب

................................

قال النواب لماذا نعشق الحزن؟

ولله يانواب ماأحب الحزن... بس الحزن طبعة يحبني

ولبست هدوم غيري...وكلت بلكت يفكني

وبدلت كل الطبايع...ومايفكني

وكمت أكول الغربه جنة...ومايفكني

وكمت اصفك للرئيس...ومايفكني

وكمت اسمي الأسود أبيض...ومايفكني

وحرمت أحجي بسياسة...ومايفكني

مايفكني مايفكني الحزن يانواب سجني

مايفكني .............

 

حسن مدنف

اوسلو

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1235 السبت 21/11/2009)

 

 

في المثقف اليوم