أقلام حرة

ألانحطاط العربي في أدنى مستواه مصر والجزائر نموذجا

طبعا انا لا اقول هذا الكلام لكي نخرج من حفرة العروبة ونسقط في بئر الاعاجم لا ماعاذ الله بلعكس انا أؤمن بان العراق يمتلك مقومات أمة متكاملة اذ له خصوصية لا يمتلكها غيره من حيث تنوع ديمغرافي متجانس منذ مئات السنين وثروات هائلة (الشرفاء سوف يتصرفون بها لمصلحة العراقيون) وطبيعة متعددة الاوجه سيراها العالم في ابهى صورة .

ما حدث بين الاشقاء (الاعداء) مصر والجزائر دليل لا يحتاج الى أثبات اذ ان العروبة والعلاقات الحميمة بين الاشقاء والشعبين الشقيقين كل هذا هراء في هراء وانه خطاب اكل عليه الدهر وشرب وانه خطاب غير واقعي وغير عقلاني بدليل ان هذه الجموع تقاتلت فيما بينها ليس بدوافع سياسية ولا جراء تدخل اجنبي ولا من عمل اجهزة مخابراتية ولا كل نظريات المؤامرة التي يتبجحون بها ... هي اعمال أناس بسطاء لا يعترفون بالعروبة ولا بالمصير المشترك ولا كل هذه الترهات فالجميع قد سئم هذه المصطلحات وهذه الشعارات ... الشارع العربي يقول هذا ويتصرف على هذا الاساس .

نحن العراقيون عانينا اكثر من غيرنا من هذه العروبة المقيتة التي تفتخر بأن قادتها اما ابن زانية او طاغية جلاد وفي الحالتين لم نحصل في يوم من الايام على اي شيئ بل في اغلب الاحيان يكون الحق علينا ونحن الضحية ...عندما كنا نقول بان ديكتاتور العصر المجرم صدام قد اعدمنا قالوا لنا بأسم العروبة انكم تستحقون وعندما كنا نقول بان الطاغية القى بنا في السجون قالوا لنا بأسم العروبة هذا مصير من يخرج على ولي الامر وهذا جزائكم العادل وعندما قلنا بان الطاغية قد دفننا احياء في مقابر جماعية قالوا لما بأسم العروبة هكذا تعامل معكم كل القادتكم وعبر التاريخ وليس غريبا عليكم هذا الاعدام والسجن والموت ... بعدما هجرنا الطاغية وتشتتنا في بلدان العروبة (طبعا كل دول العربية بدون أستثناء) استقبلونا وكأننا مجرمون وقد تخلينا عن شرف العروبة وعن قائدها الهمام الاوحد وهناك من يتهمنا باننا لن نقدم للطاغية ما يجب تقديمه واننا خذلناه في كل حروبه وهم يعرفون باننا ضحايا هذا القاتل واننا ضحايا العروبة ايضا ولكنهم ينصرون الظالم ويلقون اللوم على المظلون (هذه العروبة) طبعا كل هذا بأسم العروبة ! ناهيك عن الجامعة العربية التي تستحق بكل جدارة ان نسميها (ابتدائية الدول البدائية) فهي لم تلتفت الى معاناة العرقيين في يوم من الايام على الرغم من مناشداتنا المستمرة لهذه الابتدائية العربية ولكنها في كل مرة كانت تثبت انها لا تعمل لصالح الشعوب العربية بل تعمل لصالح الانظمة العربية الفاسدة وبالتاكيد اول هذه الانظمة هو نظام البعث وقائده المقبور .

الى الحجيم ياعروبة والى الجحيم كل من يطبل لك والى الحجيم كل القوميين الذين لا هم لهم سوى مصالحهم ومصالح اسيادهم ... فهم لا يشعرون بالخجل عندما يشاهدون هذه الجماهير الغفيرة وهي تتقاتل فيما بينها ولم توقفها العروبة ولم توقفها القومية العربية هذا واقع الشارع وليس نظريات كاتب المقال ولا هي من بنات افكاره ولا هي اجندات خارجية هي ببساطة نفس الشارع هي بنض الشارع الذي لا زيف فيه ولا لغط فهل تتبجحون بان هناك عروبة وان هناك حزب البعث الذي سيجمع الامة وتكون امة عربية واحدة هل سيكررون هذا الشعار الاقبح طبعا ان لم تستح فافعل ما شئت وانا شخصيا انتظر هذا الذي لا يستح ... انا متأكد كما الجميع لم كان هناك فريق من اوربا او افريقيا او اسيا لتعامل معه الجمهور الجزائري او المصري بكل احترام وتقدير ولكن هذا الاحترام والتقدير ينتهي مع وجود الاخر العربي وهذا الدليل .

 

صادق العلي

 [email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1235 السبت 21/11/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم