أقلام حرة

السالفة: في عهد النظام البائد حين كان النظام الفاشي الدكتاتوري يجلد الناس بسوط الحروب والجوع وتكميم الافواه، كان هناك مجموعة من الجهلاء ممن لاناقة لهم ولا مصلحة يسمون ابناءهم باسم مركب هو "صدام حسين" تيمنا بالقائد الضرورة . وبعضهم ممن كان اسمه حسين كان يسارع لتسمية ابنه الذكر باسم صدام . وفي هذه المناسبة وفي غمرة الانتفاضة الاذارية كانت لنا جارة عضوة شعبة وكانت ان سمت ابنها اسما مركبا هو " صدام حسين " . وفي غمرة الانتفاضة وسقوط البصرة بيد اهلها اتذكر اني كنت اتلاطف مع " صدام حسين " ذاك فكنت اقول له:

- الى اين ستذهب ياصدام؟ فلقد سقط صدام حسين !!

اضافة الى ذاك والشئ بالشئ يذكر، كنت اقدّم للثوار المارّين عبر شارعنا الطعام والضماد مما كان باق في بيتنا . وهذا الشئ كان يعتبر من الجرائم التي يعاقب عليها الشخص بقذفه في احدى المقابر الجماعية – وما اكثرها – عندما استرجعها الزبانية من ايدي اهلها . وليس بهين على لساني ان اقول سقوطها (فمدينة النخيل والخليل والقرامطة والزنج لاتسقط . ان البصرة هي مدينة الله التي خبئ فيها الحجر الاسود مايزيد على العشرين عاما على عهد القرامطة) .

وللشرف اقول ان المراة جارتنا بعد انحسار الانتفاضة لم تات باي ذكر لي رغم انها اصيبت بانهيار عصبي على اثر الانتفاضة والفوضى التي صاحبتها لايام، وبقيت هكذا حتى ماتت لها الذكرى الطيبة . ولكني كنت خائفا تماما اشبه السندباد في رحلاته المخيفة . اذ نحل جسمي وصارت بشرتي تميل الى السواد بعد ان كنت اقرب للبياض اشبه كمون في حكايته مع لقمان (اواعدك بالوعد، واسقيك يا كمون). ولم تنتهي حكايتي حتى انتقلت وعائلتي الى بيت اخر وفي منطقة اخرى .

ومن مفارقات حكاية الاسماء تلك ان احد الاشخاص كان اسمه " مش ولابد " على راي اخواننا المصريين . اراد ان يضيع اسمه فلا يظهر مع اسم ابنه فسماه " صدام حسين ...." وحين طرق الخبر مسامع السلطة اصدروا امرا بالحد من هذه الظاهرة .

رباط السالفة: في جنوب العراق في محافظتي البصرة والناصرية توجد عشيرة بيت السعدون الشريفة والعريقة ولكن هذه العشيرة اشتهر بعض افرادها بالولاء والانتماء الى حزب البعث منذ انقلاب عام 1963 فتبوا افرادها المناصب الكبيرة والمتنفذة في الدولة ونتيجة لذلك راح الوصوليون والمتملقون يدعّون السعدونية !!!!!!!!! حتى ان السعدوني صار ابن الله الذي لايصل اليه " الباطل "من بين يديه ولا من خلفه .

لا اريد الاطالة عليكم ولكني في انتخابات الماضية وكنت عضوا في الانتحابات سمعت احد الاخوة الزملاء وكان من عشيرة بني مالك الكريمة والكبيرة يهمس في اذن اخوته ويطلب منهم انتخاب نوري المالكي قائلا لهم :

- ها اخوتي انتخبوا عمكم .....

وارى الان واسمع الكثيرين ممن يدعون الانتماء الى عشيرة بني مالك . لماذا؟؟

لانها عشيرة نوري المالكي!!

ولا اقول الا ان لله في خلقه شؤون. ترى اما يتعظ الجهلاء؟؟؟