أقلام حرة

ردا على قهر العسكر.. الشعوب تحلم بالملكية

جمعني لقاء مع سعادة السفير الليبي في العراق ناجي احمد شلغم.. ممثل الجامعة العربية السابق في العراق، دار خلاله حديث بشأن الحلم المشترك، بين الشعوب العربية، التي ارتكب فيها العسكر، جريمة اسقاط الملكية، واحتلال الجيش للبلاد، قسرا، تحت تسمية طاغوتية مفتعلة، هي (الجمهورية).

كلمة جمهورية، تصريف يوحي بجماهيرية الحكم، الا انه في الحقيقة جحيم احال الدول العربية التي تورطت به، الى معسكرات اعتقال، سامت فيها الحكومة، شعبها ويلات الطغيان، جحيما.

أشار سعادة السفير شلغم، متبسطا، الى ان الليبيين والمصريين، يشاركون الشارع العراقي، الحلم بالتخلص من جمهوريات العسكر، الفظيعة، وتطهير البلدان من تبعاتهم، وأعادة الحكم الملكي، الذي تحسفناه، لات مندم.

لكن في الحقيقة الشعوب لا تملك من امرها شيئا؛ فهي لم تفرط بالملكية ولم تحرص على الجمهورية؛ إذ ان العسكر، بشراهتهم للسلطة، دمروا الشرعية الدستورية، وفرضوا الشرعية الثورية، مطيحين بالبلاد.. في تجربتنا العراقية على الاقل.

خيبة ممضة اعقبت سقوط الملكية، التي كانت تدير العراق، بتأمل هادئ وادع رغيد، في حين استفحل العسكر متجبرين بهوج يخترقون الدستور من حيثما تعارضت فقراته مع اطماعهم المهووسة بشهوة السلطة التي لا ترتوي.

ظل العراق يدفع ثمن استهانة العسكر، بحياة الشعب وثروات البلد، في خطوات رهيبة، لا يقدم عليها شخص متزن؛ إذ دمر تنظيم الضباط الاحرار البلد، ليلة 14 تموز 1958 المشؤومة.

وليبيا جرها معمر القذافي، منذ العام 1969 الى تخبطات دبلوماسية، وارهاب، يوازي ارهاب صدام لشعبه والعالم، بالتعاطي مع بن لادن، وتبعاته اللاإسلامية ولا انسانية.

وذات المأساة، تخطف بجناحها مصر، منذ استلب العسكر.. الضباط الاحرار ايضا، حق الشعب بدستور شرعي، وورطوا مصر بحروب لا موجب لها.

استفز العسكر في مصر، العالم، بتأميم قناة السويس، العام 1956 وكانت ستعود ملكيتها لمصر العام 1958، يعني كان التأميم مجرد تأمين حجة للعدوان الثلاثي على مصر، وحرب اليمن انهكت بلدا فقيرا مثل مصر، وهو تصرف احمق بكل المقاييس القومية التي دمرنا بها الطاغية المقبور صدام حسين.

بينما الدخول في حرب الـ 1967، ضد اسرائيل؛ لمجرد الحاق الهزيمة بالمعنويات العربية، المهزومة سلفا، منذ تحطمت الذات العربية، بين قمع الغرائز في الدنيا، بشكل لا انساني، او دخول النار في الآخرة.

العسكر ما زالوا يعيثون فسادا في الجمهوريات العربية، وأثرهم لن يزول من العراق؛ لذا بتنا بحاجة لتفعيل الذات العربية، كي تحسن استعادة تكاملها الحضاري مدنيا.. ولا مدنية في العالم، في ظل العسكر، والجمهوريات في الشرق، عسكرية بحت، اذن العودة للملكية، هو الحل الأمثل للمعضلات المستعصية، من حولنا ومن بين ارجلنا ومن حيث لا نحتسب.

في المثقف اليوم