أقلام حرة

ماهي الاسباب الحقيقية وراء الغاء زيارة المالكي الى اميركا ؟؟

goma abdulahلا احد ينكر الدور الفعال والرئيسي لامريكا في الشأن العرقي ودورها في الحسم السياسي، بالضبط مثلما يملكه الجانب الايراني، ويشكل هذان اللاعبان الدور الاساسي في المسألة العراقية، وحتى الاتفاق على شخصية سياسية لقيادة زمام مقود البلاد . ولا يمكن ان يمر، بدون ضوء اخضر من الجانبين . وهذا ما حدث فعلا، عند اختيار المالكي، لتجديد ولايته في عام 2010 بعد الانتخابات البرلمانية . اذ جاءت بمباركة (ايرانية - امريكية)، ولكن الظروف والاحداث والمعطيات، اختلفت الآن كثيرا، وتبدل كل شيئ، فالاوضاع العراقية الداخلية، سارت بوتيرة سيئة . حيث تعمق الانقسام السياسي بين الاطراف السياسية المتنفذة، الى حد خطير، منذ مجيء المالكي وتسلمه منصب رئيس الوزراء، وفقدت جسور التواصل والحوار والتفاهم والتوافق، وعدة مرات حاولت النخب السياسية المتنفذة، ان تسحب بساط الثقة من المالكي، لكنها لم تحظى بدعم واسناد من الجانبين (الامريكي والايراني)، اذ كان الطرفان غير متحمسين لهذا الاجراء، خوفا من تعقيد الاوضاع اكثر خطورة واكثر تدهورا . ولكن سلسلة من الاخفاقات والفشل، في قيادة شؤون البلاد، وخاصة الوضع الامني، الذي اخذ يتدهور بشكل خطير اكثر من السابق، بحيث صار القتل العشوائي روتين يومي، اضافة الى زيادة حد الانقسام والتخندق الطائفي . وعودة المليشيات الطائفية المسلحة الى الشوارع، في ممارسة التطهير العرقي والطائفي، وتهجير العوائل من مناطق سكناها . وزادة الطين بلة، هي السياسة المتشددة، تجاه الحريات العامة وحرية الرأي وحق التظاهر السلمي، . فقد كثر في الاونة الاخيرة،  الامتعاض والتذمر والشكاوي الكثيرة من الجانب الامريكي، من ادارة المالكي لشؤون البلاد . وكذلك الفتور الايراني غير المتحمس تجاه المالكي، وحتى في  النزاعات  الداخلية داخل البيت الشيعي، فقد استعد المالكي لزيارة امريكا، لتبديد المخاوف والغموض  والامتعاض والتشاؤم  الامريكي، وحتى يحصل على زخم جديد يصب في صالح تجديد ولايته لمرة الثالثة، ولهذا صرح وزير خارجية العراقي في 9 آب الماضي بان (المالكي سيزور امريكا في القريب العاجل) وزاد اكثر وضوحا في تصريحه، بان (موعد الزيارة ستكون في نهاية شهر ايلول الحالي، لبحث العلاقة بين الطرفين على كافة المستويات)، ولكن تجري الرياح بما لاتشتهي السفن، وخاصة بعض التسريبات الصحفية، حول عدم قيام المالكي بالزيارة المقررة، والتي استعد لها بكل همة ونشاط، في تدعيم شخصيته السياسية في الشأن العراقي، حتى تكتمل جهوده المثابرة لتسلم الولاية الثالثة، وتاتي المصادر الصحفية التي تتحدث عن اسباب الغاء الزيارة ولقاء السيد اوباما، فقد اشارت صحيفة القبس الكويتية، عن رفض الرئيس الامريكي (اوباما) مقابلة السيد المالكي، مما اضطر الاخير ان يكلف نائب رئيس الجمهورية بالمهمة، وذكرت المصادر الصحفية، بان السبب الحقيقي، في الغاء زيارة المالكي ورفض اوباما، يكمن حتى لا  يعطي الانطباع بان امريكا، تساند وتدعم السيد المالكي، في ظل اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة، او بالاحرى او بالكلام الفصيح، ان الاسس والدعائم التي شكلت العامل الاساسي، التي ساهمت في تولي المالكي مقعد رئيس الوزاء، الآن تسير بالضد من رغبات وطموحات المالكي . فلم تعد امريكا متحمسة ومساندة للمالكي، وكذلك بدأ الفتور الايراني واضحا تجاه السيد المالكي، وفي ظل التقارب الامريكي والايراني، واعادة العلاقات بين الطرفين الى مسارها الطبيعي . والتطور البارز بين الطرفين، المحادثة والاتصال الهاتفي بين الرئيس الامريكي، ونظيره الايراني (حسن روحاني) في اتصال غير مسبوق منذ الثورة الايرانية في عام 1979 . وهذا يدل بان الازمة السياسية العراقية،تبحث عن تسوية سياسية برعاية الطرفين (الايراني والامريكي) وبالاتفاق مع الاطراف السياسية المتنفذة، واصلاح العطب والتأزم السياسي، من خلال ايجاد حل توافقي يرضي الجميع، وبمباركة (ايرانية - امريكية) في اختيار شخصية توافقية لمنصب رئيس الوزراء، للخروج من عنق الزجاجة، وياخذ بنظر الاعتبار العلاقات مع تركيا، التي تشهد الجمود والركود، ان تقارب الامريكي الايراني، لابد ان ينسحب الى الشأن العراقي . وهنا يتبادر الى الذهن بعض التساؤلات المنطقية . هل احترقت ورقة المالكي ولم تعد صالحة للحياة ؟؟

 

 جمعة عبدالله

 

في المثقف اليوم