أقلام حرة

نحتاج الى حكومة من الوطنيين

zohor alarabiهبّ الشّعب التّونسي ضدّ الدكتاتوريّة، وهزّ عرش دكتاتور جثم على صدر الوطن اكثر من عقدين، وكتم انفاس الشّعب طويلا، حتّى يئسنا من امكانيّة تغيير ذلك الوضع، والفكاك من تلك الدّكتاتوريّة التي سخّر لها المخلوع نظاما بوليسيّا،ومخابرات داخليّة،ترصد كلّ التحرّكات، وكانت الثّورة وكان يوم الحسم 14جانفي 2011 ودخلت البلاد في مرحلة لم تعشها من قبل، وقال الشّعب كلمته في انتخابات 23 اكتور 2011 لكن للأسف لم نجن من هذه الانتخابات إلاّ مزيدا من نهب الوطن ومزيدا من تفقير الشّعب ودخلت البلاد في دوّامة من الاضطرابات والاعتصامات وتتالت الإغتيالات وتقلّص دور الحكومة وانحصر في تحقيق المزيد من المكاسب ماديّا وسياسيّا لها ولأنصارها ، فلم تراع غير مصالحها ومصالح اتباعها وتركت الشّعب الذي ثار وأجلسها على الكراسي وأعادها من المنافي مهمّشا وعرقلت مسار التغيير وباتت عائقا كبيرا امام تحقيق اهداف الثّورة، ولم تف بوعودها وسقطت بالتّالي شرعيتها التي يدافع عليها البعض، متناسين انّ تحت غطاء هذه الشرعيّة وقعت العديد من الإغتيالات والانتهاكات لحقوق الإنسان والإهمال لجرحى الثّورة والإخلال بالإلتزامات التي قطعتها على نفسها حكومة محمد الجبالي وعلي العريض،والآن وبعد اغتيال الشهيد محمد البراهمي وانسحاب عدد هام من النواب من المجلس التّاسيسي الفاشل، وتواصل الإعتصامات ،أرى انّه على هذه الحكومة أن كانت فعلا وطنيّة أن تنسحب بكلّ كرامة وتترك المجال لحكومة تكنوكراط متكوّنة من عناصر أكفّاء ليس لهم أطماعا آنيّة ولا حسابات حزبيّة ضيّقة، ولا كراسي تغازلهم،حكومة من أجل الوطن الذي يجمع كلّ أبنائه ولا يفرّقهم مثلما فعلت سابقتها،

 إنّ ما وصلنا إليه يُنذر بالخطر فكلّ هذا التّعنّت والمناورة هو ربح للوقت لفائدة الحكومة والحزب الحاكم أساسا ، فكلّ الوعود والبرامج والمشاريع كلّها تصبّ في خانة واحدة لتوسيع قاعدته الشّعبيّة تمهيدا للإنتخابات المقبلة التي لا نعلم لها تاريخا محدّدا،، لقد نفذ صبر هذا الشّعب وأثقلتم كاهل هذا الوطن وآن لكم ان تعترفوا بفشلكم ، فكلّ شيء تراجع (اجتماعيّا، اقتصاديّا ، أمنيّا، وسياسيّا، وعمّت الفوضى، وغلت المعيشة، وفقدنا الأمن، وضاع الوطن وضاعت أهداف ثورتنا في أجنداتكم الأنانيّة الخالية من الوطنيّة، آن وقت الفعل، والتّطبيق لقد سئم الشّعب المنابر،والخطابات الحبر على الورق، وآن لهذا المجلس التّأسيسي أن يرحم الوطن من تلك الاموال الطّائلة التي يسرقها النّواب دون فائدة تُذكر ولا مجهود يُشكر ، وأرى انّ اختيار مجموعة متطّوعة و محدودة العدد ومستقلّة من المختصّين في القانون كفيلة بمراجعة هذا الدّستور المشكوك في موضوعيّته وإتمامه في أجل محدّد ..

إنّ الوطن في هذه المرحلة يحتاج الى حكومة من الوطنيّين المخلصين له حبّا وانتماء ووطنيّة، ولن يزيدنا التعنّت والمروغات والتّجاذبات بين الأخزاب الاّ اضاعة للوقت على حساب وطن و شعب أراد الحياة فاستجاب القدر،و للأسف لم تتحقّق اهداف الثّورة

 

في المثقف اليوم