أقلام حرة

حوار الاديان ... والقيم المشتركة لبناء الوطن

واعتقد بان هناك الكثير من القيم والمُثل العليا التي يجب التركيز عليها وتفعيلها بين الاديان السماوية الحنيفة ولكي تكون نقطة انطلاق نحو اتحاد ليس عقائدي بالضرورة ولكن سياسي او اقتصادي والاهم من ذلك يجب ان يكون اتحاد انساني يجمع ابناء الوطن الواحد .

واهم تلك القيم التي يجب تفعيلها هي كيفية التعامل والتعاطي مع الاخر الذي هو على نفس ما تعتقده انت او على غير دين وما هو الدور الامثل الذي يجب ان تلعبه وما هي وجهة نظر دينك اتجاه هذا الاخر ... كذلك التركيز على قيمة عليا اخرى وهي الاسرة وماذا يمكن ان نتعلم من خلال هذه المؤتمرات خاصة وان الاسرة هي اللبنة الاساسية لبناء الاوطان والمجتمعات وكيف ترتبط هذه الاُسر بالقانون مدني الذي هو امتداد للقانون الالهي ... وبالنسبة لي فان اهم قيمة يجب ان تقول الاديان كلمتها فيها هي قيمة الوطن ومكوناته وكيفية بناءه والمحافظة عليه بروح التعاون والتفاهم والتكاتف من اجل توزيع الادوار الواجبات والحقوق دون تهميش هذا او اقصاء ذاك .

ثم يجب ان تكون هناك تسمية جديدة لكل مؤتمر وبحسب الملفات التي سيناقشها المؤتمرون والاهم من هذا وذاك هو أدخال وجوه جديدة في هذه المؤتمرات وخاصة الشابة منها لانها تحمل روح التجديد طبعا ليس على حساب العقائد ولكن في طرح القضايا ومدى تقبل الاخر ولكي نتخلص من التكرار ولأعطاء الفرصة للشباب ان يقولوا كلمتهم ولكي لا تفقد هذه المؤتمرات قيمتها ولا الغاية السامية التي وجدت من اجلها .

ما يحدث في العراق من حِراك طيب لبعض الشخصيات المسيحية والاسلامية يبشر بالخير الكثير لهذا الوطن الجريح ولانهم نخبة متميزة تجمعهم المهنية العالية وهموم الوطن فانهم يصيبون النجاح تل الاخر في بناء حوار عقائدي وطني من خلال التركيز على المشتركات فيما بينهم .

مبارك للوطن هكذا ابناء بررة على الرغم من اختلاف عقائدهم ولانهم بعملهم هذا يعطون درسا للعالم اجمع بالوطنية وروح التعاون والتسامح ولان الاديان تبني ولا تهدم ولانها تعمر ولا تخرب هكذا يجب ان سلوكياتنا وهكذا يجب ان نتصرف مع بعضنا البعض وليس كما ارادوا لنا من تفرق وخلاف ...هذه الروح العراقية الحقيقية وهذه النفس الذي نحتاجه في مرحلة البناء بدون تطرف وبدون عوالق الماضي البغيظ.

 

صادق العلي

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1239 الجمعة 27/11/2009)

 

 

في المثقف اليوم