أقلام حرة
حقل غرب الغراف النفطي .. ذكريات ماضي مجدب ومستقبل واعد
بسمه تعالى (وتلك الأيام نداولها بين الناس لعلهم يعقلون) صدق الله العلي العظيم.
لو ينبعث من القبور أشياخ البو حمزة من قبائل بني ركاب (المرحوم خضر الفشاخ - المرحوم نجمان ألركابي- المرحوم جاسم النده--- المرحوم كاظم اليازع) ويروا أراضيهم وقد تحولت إلى أبار نفطية تشتعل فيها النيران ويسكنها أقوام يأجوج ومأجوج ومن أصقاع العالم تنتشر فيها الطرق وتضج أصوات الآليات وتنتصب الأبراج والأبنية وتقف طوابير السيارات وتنتحب ساقية كريمه على زمن تليد حيث من العجب أن تمر سيارة بضفافها لان السير على الإقدام عنوان وسبيل بلوغ المدن إنا ذاك-- كنت مديرا لمدرسة المتنبي اقصدها مشيا على الإقدام أو امتطي الدراجة الهوائية الويل لي يوم تهب الرياح ويتساقط المطر كنت حينها العن القدر الذي جاء بي ---تجاور المدرسة ارض المرحوم جاسم النده تنبطح بجوارها ساقية ماء طالما طفح ماءها واكتسح المدرسة واسقط الراية العراقية في الوحل نتناخى لإعادة الهيبة لعلم العراق نقطع في يومنا الواحد عشرون كيلو مترا ذهابا وإيابا تلفحنا أشعة الشمس ويصعقنا زمهرير البرد وتبتل ملابسنا بسبب هطول المطر--- مساكين هيئة تعليم المدرسة حين يرومون عبور نهر الطولاني وكريمه كان العبور على خشبة تتدلى ينتظروني لكي أقوم بنقل دراجاتهم الهوائية من ضفة إلى أخرى انه مشهد مؤلم—مدرستنا المبجلة صفوفها من الطين وعند سقوط المطر تتحول إلى زريبة حيوانات تنبعث منها روائح كريهة--- إلا إن الحق يقال إن المدرسة كانت مربض علم ومسكن خليقة ومعمل تربوي كان من طلاب المدرسة الأستاذ أبو مجاهد كاطع نجمان ألركابي والدكتور عبد الجبار الرفاعي الموسوعة الدينية والعقائدية وعموم الطلبة من عوائل عربية تشهد لهم الخليقة لباسا والعلم ثوبا والانضباط سجية واليوم معظم هولاء الطلاب يتبؤون مراكز مرموقة وحضور اجتماعي مرموق فالأستاذ أبو مجاهد هو السكرتير الخاص لدولة رئيس الوزراء والدكتور عبد الجبار الرفاعي علم من إعلام الفكر التحديث الديني ومفكر كبير وهناك الكثير من البارعين التي تعج بهم الساحة العراقية—ارض الصفاة سابقا وأبار غرب الغراف حاليا التي دشنها دولة رئيس الوزراء قبل أيام لم يخطر على بال أولئك الرعيل الطيب من شيوخ وأبناء المنطقة إن أراضيهم تختزن ثروة نفطية هائل وتدور الأيام وإذا بها تتحول إلى شركة نفطية كبيرة ويحط في رحابها أبناء ادم من كل صوب أنها تحولت من ارض ممحلة ومجدبة إلى منطقة عصرية ومأوى للعمالة الأجنبية والعراقية من العراق وبقاع العالم لو يعلم جاسم النده إن أرضه تغفو على بركة نفطية لابتهل إلى الله على نعيم عطاياه وغادر وهو قرير العين على أهله وأبناء عمومته على هذا العطاء الرباني لكن للأسف لم يعلم ما كان يخبؤه الزمن لأهله وعشيرته وأبناء العراق وادم في هذه الأرض المعطاء أنها ارض الخبر والنماء بعد إن كانت مجدبة هجرها الزرع والزراع—إن على مسئولي الشركة إن يحسنوا التعامل مع أهل الدار في كل شيء بدءا من تشغيل العاطلين عن العمل وإيصال الكهرباء إلى ساكني هذه الأرض وتشييد بعض الركائز العلمية والتربوية والصحية والترفيهية وان يمدوا جسور الثقة بين الطرفين ويوظفوا أهل الديرة لتحقيق تطور الشركة ورفع إنتاجها النفطي—الرحمة والرضوان لمشايخ البوحمزة وإسلافهم وان بركة الرحمن سوف تمن عليهم إنشاء الله بالرضوان والجنان--- ناموا قريري الاعيون لان الله بسط رحمته على دياركم ومن الله التوفيق
إبراهيم الوائلي
ذي قار /قلعة سكر
7/10/2013