أقلام حرة

عظم َ اللهُ أجركم ....

ibrahim aboetaylaتناقلت الصحف والمواقع الإلكترونية خبر وفاة زعيم حركة شاس (عوفاديا يوسف) يوم أمس عن عمر يناهز 93 عاماً قضاها في تدريس التعصب اليهودي والكراهية لكل ما هو غير يهودي فهو القائل في أحد دروسه الدينية في مايو/أيار 2000 "إن العرب صراصير يجب قتلهم وإبادتهم جميعا"، واصفاً إياهم بما هو أسوأ من الأفاعي السامة، كما قال في أغسطس/آب 2004 في خطبة بثتها الفضائيات الإسرائيلية إن "اليهودي عندما يقتل مسلما فكأنما قتل ثعبانا أو دودة ولا أحد يستطيع أن ينكر أن كلاّ من الثعبان أو الدودة خطر على البشر، لهذا فإن التخلص من المسلمين مثل التخلص من الديدان أمر طبيعي، كما ظهر بعدها على القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي زاعما أن الدين اليهودي يحث على التخلص من كل من يسكن فلسطين، وأنه جاء في التلمود "إذا دخلت المدينة وملكتها فاحرص على أن تجعل نساءها سبايا لك ورجالها عبيدا لك أو قتلى مع أطفالهم، وفي إطار محاولته لإعطاء صبغة دينية على الأحداث التي يشترك فيها الإسرائيليون زعم في تقارير أوردتها صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية في الحرب الأخيرة على غزة أن امرأة حسناء قال إنها راحيل والدة النبي يوسف (عليه السلام) كانت تساعد الجنود الإسرائيليين في حربهم وإرشادهم إلى مكان المقاتلين الفلسطينيين، وفي العام 2005 أثار عوفاديا عاصفة من الانتقادات في إسرائيل عندما دعا الله في خطبة دينية أن "يقضي" على رئيس الوزراء السابق أرييل شارون بسبب خطته للانسحاب من قطاع غزة. وقالت تقارير إن عوفاديا قال "فليقض الله عليه.. إنه يعذب شعب إسرائيل".، ولعل عنصريته توهجت وفي قول آخر نقلته عنه صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية في 7 سبتمبر/أيلول 2005 أن الكارثة التي سببها الإعصار كاترينا في الولايات المتحدة هي عقاب للرئيس الأميركي السابق جورج بوش بسبب دعمه لخطة الانسحاب الإسرائيلي من غزة، كما اعتبر حجم الدمار الذي خلفه الإعصار في مدينة نيو أورليانز سببه أن "أغلب سكانها سود لا يتلون التوراة".  فهم ليسوا يهوداً ..... أنظر

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A7_%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81#.D9.88.D9.81.D8.A7.D8.AA.D9.87

إن ما أوردته ليس اجتهاداً شخصياً ولا تحليلاً ذاتياً، بل إن كل ذلك موثق ومنشور على الشبكة العنكبوتية على الرابط المبين سالفاً .... فأنا هنا لم أضف أي جديد .

ومثلما نقلت وسائل الإعلام خبر وفاة عوفاديا يوسف فقد نقلت الصحافة أيضاً قيام رئيس (السلطة الوطنية الفلسطينية) بنقل تعازيه لذوي المتوفي ولبني صهيون بشكل عام ولعشيرة شاس بشكل خاص، كيف لا ونحن شعب يعرف الواجب ويتسم بحس مرهف من الانسانية ويتضامن مع ألد أعداءه .. خبر أثار في نفسي بركاناً من الغضب والحيرة وبدأت كما المايسترو في الفرقة الموسيقية عندما يسمع من فرقته لحناً نشازاً فما يكون منه إلا أن يبدأ بنتف شعره وأحمد الله كون شعري قصيراً وخفيفاً بحيث ولم أتمكن من نتفه ...

استهجنت خبر التعزية متسائلاً ترى ماهي الكلمات التي قالها عباس، هل قال لبني صهيون يسلم راسكم أو العمر إلكم ولحبايبكم ومن خلف ما مات كما في لهجة ابناء فلسطين  ... متضمناً دعاءً الضمني ببقاء بني صهيون أم قال البقية في حياتكم بذات المعنى بما يعني الدعوة بالعمر الطويل لبني صهيون ... وأقول لا، لا، لا يمكن للرئيس عباس أن يستعمل مثل هذه اللغة وهو المثقف الواعي ..، نعم، ربما استعمل ما يتم استخدامه في أيامنا هذه (عظم الله أجركم) وهو دعاء يتضمن طول العمر والمكافأة  بالثواب ضمن إطار ديني واضح فبني صهيون يريدون فلسطين دولةً يهودية ترتكز على الصهيونية وطرد كل ما هو غير يهودي فالإمر يستلزم قولاً بنكهة دينية، نعم، عظم الله أجر عوفاديا وعظم الله أجر بني صهيون على ما ارتكبوه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني بشكل خاص والأمة العربية بشكل عام، فمن تشريد إلى قتل وتدمير لكل ما هو فلسطيني بل لكل ما هو اسلامي، أوليس تدمير المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين يعتبر غايةً من غايات بني صهيون لبناء هيكلهم المزعوم، أولا يستمر القتل والتدمير في كل أنحاء فلسطين ولكل ما هو فلسطيني، كل ذلك في وقت ضاعت به الرصاصات من جيوب السلطة الفلسطينية،،،

لم يبق عباس والسلطة رصاصاً بيد أبناء شعب فلسطين لأن استعمال الرصاص يمثل خطراً حقيقياً على الشعب الفلسطيني ويبرر للصهاينة ضرب وقتل الفلسطينيين وتدمير بيوتهم وأماكنهم المقدسة، فعباس مثلاً لم يسبق له أن استعمل السلاح رغم كونه رئيساً لمنظمة التحرير الفلسطينية، فالتحرير عنده لا يكون إلا بالمفاوضات كخيار وحيد لاستعادة الحقوق المفقودة والهدف الأسمى في إنشاء دويلة خداج لا حول لها ولا قوة ... فالميثاق الوطني الفلسطيني تم نسخه ولم يعاد ترميمه، وحق العوده أصبح في قاموس الحمقى بعد أن تخلى عباس رضي الناس عنه هذا الحق مكتفياً بحقه بزياره بلدته الأصلية (صفد) كما يزورها أي سائح .

عظم الله أجرك يا شعب فلسطين بما تقدمه قيادتك الشرعية والوحيدة من تنازلات،  والبقية في إحلامك شعب فلسطين لتحافظ عليها في حلمك وحقك الذي لا يحتمل نقاشاً في العودة إليها، فلعل الأحلام تصبح حقيقة في يوم من الأيام بعد أن يتغير جيل وتأتي أجيال ترفض الخنوع والاستسلام وتعرف الطريق الحقيقي للتحرير.

 

ابراهيم ابوعتيله

عمان  - الأردن

8/10 /2013

 

في المثقف اليوم