أقلام حرة

الطابور الخامس الطائفي

goma abdulahكان معدا ومخططا له مسبقا، في حالة سقوط النظام المقبور، تبدأ مهمة وساعة نشاط الطابور الخامس في استغلال الفراغ الامني وغياب اجهزة الدولة بالقيام باعمال تخريب واسعة ونهب وسلب واعمال الفرهود، وحرق وتدمير مؤسسات ومنشأت الدولة، وتشجيع الرعاع والغوغاء وشراذم السراق والاجرام، وضعاف النفوس والذمم من اهل الحواسم، وعصابات الاجرام والسرقة، ذو السجل الحافل بالاجرام، بالقيام بمهمة تخريب وتدمير الدولة بشكل واسع وكبير . وقد نجح الطابور الخامس نجاحا باهرا . والآن يعاد تجنيده من جديد، في استغلال حالة التأزم والاحتقان السياسي . في القيام بمهمات متنوعة ومختلفة، تصب باثارة الفتن الطائفية، والتحريض الطائفي، بترديد شعارات موبؤة بالسم والدس الطائفي، او الشتائم والسب التي تثير حساسية الطائفة الشيعية، او الطائفة السنية، بمختلف الوسائل الرخيصة والغبية ، بالدس والكره والحقد لهذا الطرف او ذاك . بالتجول في الشوارع والساحات وهم يحملون سمومهم الخطيرة، في سبيل تمزيق اللحمة والنسيج الوطني . ان هؤلاء الرعاع وضعاف النفوس والذمم، والمأجورين مدفوعي الثمن، بالقيام في تخريب الدولة العراقية من جديد . ولكن كل الغرابة وعلامات الاستفهام الكبيرة، تحدث هذه الاعمال والافعال الشنيعة والمخجلة، تحت سمع وبصر الجهات الامنية واجهزتها ، التي اتخذت موقف المتفرج، كأن الامر لا يعنيها وليس من اختصاصها وصلاحياتها . ان هؤلاء المغرضين عملاء الطابور الخامس، المجندين من اطراف وجهات، هدفها تخريب الوطن وحرقه . لذا المطلوب من الحكومة واجهزتها الامنية، التصدي الحاسم والسريع، لهذه الظواهر الخطيرة، وعدم السماح لها، واستخدام القانون الذي يحاسب اصحابها باشد الاجراءات والعقوبات القضائية . وكذلك يدخل في هذا المجال القنوات والاذاعات، التي تحرض على الفتن والعنف والتفريق الطائفي، ومحاسبتها وفق القانون، مهما يكون حجم الجهات التي تقف وراءها وتشجعها على التفريق الطائفي بهذا الشكل الرخيص، وكما يلعب المال دورا بارزا في العمليات الارهابية، وان معظم هذه الجرائم التي ترتكب بحق المواطنين الابرياء، بان الجهات المعادية، تجند بعض الشباب، في استغلال ظروفهم المعيشية الصعبة والعوز المالي، في تجنيد هؤلاء من اجل حفنة من المال، لذا معالجة البطالة وتوفير فرص العمل، سوف يسهم في تقليل العمليات الاجرامية . وكذلك على الدولة والحكومة والبرلمان، تشجيع منابع ثقافة التسامح والاخاء والتعايش السلمي، ودعم روادها واصحابها، بكل الدعم المالي والمعنوي، وهذه مهمة وزارة الثقافة، في السعي في هذا الاتجاه المثمر، وفي تفعيل جهودها ومساعيها في هذا الصدد، في احتضان الكتاب والمثقفين والمفكرين، وهو افضل الف مرة من عقد مؤتمرات بين الزعماء الفرقاء، الذين امتهنوا النفاق والدجل السياسي، وتكون مؤتمراتهم للاعلام والتهريج والضحك على الذقون فقط ، وبتعاملهم السياسي يقودون البلاد الى مخاطر وعواقب وخيمة، لابد من اعطاء دور للكتاب والمثقفين البارزين ، الذين يؤمنون بالهوية العراقية وبالاصالة لتربة الوطن . لانه لو دمر وحرق العراق، لا سامح الله، سيشمل الجميع دون استثناء . وتلعب بعض المبادرات المخلصة، في ابعاد شبح الحرب الطائفية، بان تكون المناسبات والمزارات الدينية، فرصة سانحة لتقريب الاخاء بين الطوائف الدينية، وبين صفوف الشعب ومكوناته المختلفة، والضرب بشدة وبشكل سريع، من يحاول استغلال هذه المناسبات، برفع شعارات طائفية تحريضية، تثير الفتن والعنف والكره والحقد، بهدف تمزيق الوطن ، ويجب ان تلعب المرجعيات الدينية (الشيعية والسنية) دورها الهام والحيوي، في صد مخططات الدس الطائفي، وفضح اصحابها ومروجيها مهما كانت قوتهم وجبروتهم، وان ترسل رسائل محبة وسلام بين مكونات الشعب، والوقوف بصلابة وقوة، بوجه من يريد تخريب صفوف الشعب، واغراقه في بحر من الدماء، وعلى اصحاب الشأن الذين وقعوا على ميثاق الشرف والسلم الاجتماعي، ان يثبتوا مصداقيتهم ويبرهنوا بان مؤتمر ليس لتهريج الاعلامي، او كان مسرحية لضحك على الذقون، ان يثبتوا هذه الايام فعاليتهم، ولا يلوذون بالصمت والسكوت المريب، ازاء هذه الممارسات الخطيرة . ان يستخدموا القانون بشكل حاسم وسريع، ويحاسبون هؤلاء الحثالات المدفوعة الثمن.

جمعة عبدالله

 

في المثقف اليوم