أقلام حرة

مفاهيمنا العتيقة!!

كل ما فينا وعندنا وحولنا، وقبلنا وبعدنا، عتيق، وممعن في قِدمه، وإندساسه في تراب الغاديات.

ووفقا لإرادة "العتيق" فأن الأجيال توالت في تدحرجها إلى الوراء، حتى تعتقت مفاهيمها، وتأسنت رؤاها، وتعتمت أفكارها ولا تزال في تداعيات السقوط في وديان الوراء.

وقد أتخمنا القرن العشرين، بقيئ غثيان التراجعات والإنهزامات والإنكسارات والتدثر بالباليات، وإرتداء قمصان الرثة المعثوثة، لتبرير ما يتحقق من الأزمات وفقدان القدرات على حلّ أبسط المشكلات.

ولا نزال ندور في ذات الناعور الذي نجر حباله بثيران العاديات، ونملأ أوعيته من مستنقعات الآهات والغابرات.

نعم لا يزال كل شيئ كما كان، ولن يكون الحال بأحسن مما كان!

دوران في فلك الخيبات، وإستلطاف للموجعات، وتفاعل مع الماضيات، فلا يعنينا اليوم أو الغد، وإنما أطمار البارحة، وما أدراك مالبارحة، إنها ترفع رايات نائحة، وتنصب أطواد الجانحة، فكل خطوة في أصفاد البارحة.

ولا نجد في عالمنا القاسي، إلا ما يؤكد التوحل بأطيان المراوحة، وعدم القدرة على التفكير بالمبارحة.

وتلك قضية أمة تسببت لها بخسائر فادحة.

فلماذا لا نستطيع الخروج من قمقم الماضي، ولماذا نجعله المجرم والقاضي، وكيف يصح لنا أن نديم مناهج التقاضي؟

وبأي مسوغ نهمل الحاضر وننكر الآتي، وننعدم في الكراسي التي تحولت إلى ينبوع مآسي وموطن للتلاحي والنحاس؟

فكم من مسيرة تعثرت، ومن إرادة تدمرت، ومن عقيدة بحزبها تخربت، وأصبحت الأيام مبعثرة متناثرة، إختلط فيها حابل الموجودات بنابلها، واشتد غبار الويلات وهدير التداعيات.

فكأن الأمة في ظلمة وعتمه!

والحياة زنزانة مدلهمه!

تختنق فيها الأجيال، وتتحول إلى ثريد على موائد الطامعين، وفي أفواههم لقمة!!

فهل من ثورة عقل؟

ومنارات فكر!

فلا تكون الشعوب  إذا إنعدم فيها الفكر وساد الجهل والذعر.

فالأمم الأفكار ما سطعت!

وبها تحيا وتكون، إذا وعت وأدركت!

فقل لي كيف تفكر، أقل لك من أنت، وكيف تكون!

فانظروا بالبصائر لا بالعواطف والعيون!!

 

د-صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم