أقلام حرة

هل يوجد للشيعة أهل وأنفس؟

husan alshoayliللمتتبع لأدبيات الشيعة، يجد أنها من أخصب الأدبيات أحتراماً وأحتواءاً للأخر على طول تأريخها العلمائي والجماهيري .

وفي التأريخ الحديث الذي يشهد أنقسامات طائفية، وخروج فضائيات أعلامية وصحف تتبناها دول وحكومات، تتحدث بطريقة أباحية متجاوزة كل الشرائع الدينية والقيم والأخلاق الأنسانية وضروريات التعايش بين المختلفات العقيدية للمجتمعات .

وقد لعب الأعلام أدواراً مهمة  في تخريب كثير من الدول والعبث بالتعايش السلمي لدول أخرى . وبعد التحولات السياسية في الساحة العربية والتي غيّرت أنماطاً سياسية وأجتماعية لدول ما يسمى (بالربيع العربي) .

طفحت على السطح أيديولوجيات مشبوهة لتديّن الثورات العربية في مصر وتونس واليمن وليبيا دون أن يترك شكاً حول الوضع التآمري لتلك الحركات المتأسلمة. هو أنها حدثت في أكثر الدول علمانيةً لاسيما تونس التي رغم تكتاتورية نظامها السياسي الآّ أنها كانت المكان الأكثر أستقطاباً للسياح وألأنشطة الأجتماعية الأنسانية  .

أنطلقت الثورات العربية كحراك ثوري تلقائي لامكان للطائفية الدينية في شعاراتها التي رفعت، لكن سرعان ما عادت الى عصور الخلافة والولاة وقطع الرؤوس والغزوات والغنائم والسبايا .

ويخيل لنا بأن الخوارج والمرجئة والمعتزلة من قاموا بتلك الثورات وليس شباب ثوري كافح لأجل أسقاط الديكتاتوريات النمطية . وبعد أنتشار ظاهرة التأسلم والتدين وأطلاق اللحى وأستحداث فضائيات للترويج لتوجهاتهم المذهبية الطائفية التي تجاوزت كل المحرمات الأعلامية المهنية، بات من المألوف أن يكون الخطاب السياسي متديّن ويُختتم بفتوى لقطع رؤوس المعارضة بعد أن يشبعوهم  شتماً وتسفيهاً ونعتهم بأقسى الألفاظ البذيئة ( كالخنازير وأولاد الزناة ) .

ولاأحد يستطيع أن يؤرخ للوقت الذي تحولت خلالة ثورات (الربيع العربي) من أنبثاق جماهيري سياسي ينشد الحرية والكرامة الأنسانية بكل براءة، الى عداء معلن ومنفعل نحو الطائفة الشيعية . ففي حكم الأخوان في مصر رغم التحديات الأقتصادية وسوء الخدمات التي كانت تواجة حكومة مرسي الآّ أنها كانت متوجّة سياسياً وأعلامياً، لمنع السياحة مع أيران الشيعية . ورفعت يافطات في شوارع مصر تندد وتستعدي الطائفة الشيعية !

وحتى أقامت المؤتمرات للتحريض الطائفي  .

والعراق كائن جغرافي منتمياً الى بيئتة المحيطة بة، ومنفعل معها بكل تفصيلاتها ومن أوضح المصاديق على ذالك تحول تظاهرات الآنبار من مطالب تتعلق بالخدمات وفرص العمل وحقوق وطنية آخرى الى تجمع يحمل أيديولوجية دينية طائفية وكل الشعارات التي رفعت من على منصاتها ترتبط بالجانب المذهبي، والشيئ المثير أنها كانت بداياتها سياسية تتعلق بوزير المالية رافع العيساوي فتحولت تلقائياً وبأنسيابية الى سعيد اللافي، وعلي حاتم السليمان . الأول ينتمي الى القاعدة الأرهابية والثاني، طائفي \ قبلي وأكبر مهرب للأغنام !

في هذا الصراع توحد الخطاب الطائفي بين تلك الدول صوب أبناء المذهب الشيعي .. من خلال القنوات الأعلامية والصحف ومواقع التواصل الأجتماعي وخطب الجمعة . وكلها تتخذ أنساقاً تكاد تكون منسقة بعناية مع بعضها . ولم يكن كما أراد خلقهم الطائفي، أن تقابلهم الصحافة والأعلام والمواقع الشيعية بذات الوتيرة الموبوئة، بل كانت أحرص على الأسلام ووحدتة من خلال مواقفها الرسمية المعلنة، ولا يهمنا النشاز .

وكلمة المرجع الأعلى السيد السستاني بنعت الطائفة السنية، بأنفسنا، كان أصدق وأوضح أعلان للتسامح والمحبة وأحتواء الآخر .

وخطب الجمعة للسيد أحمد الصافي خطيب الروضة الحسينية المطهرة مثالاً نابضاً بالحياة حول حرص المؤسسة الرسمية الشيعية للسلم الأهلي . وجميع ما للشيعة من أعلام وصحافة لاتتعرض الى الطوائف الآخرى بطائفية أو طريقة متشنجة للتعريف بهم . عبارات أخواننا السنة وأنفسنا، أهلنا ومواطنيننا  العلمانيين، شركائنا وأخوتنا الأكراد،  لكن لم نجد مهما أجتهدنا في البحث عن، من ينعتنا حتى وأن بكلمة، أصدقائنا الشيعة !

فأي مهزلة أعلامية يقوم بها البعض  حول، ثائر الدراجي، ونعت الشيعة بالطائفية متجاوزاً المواقف الشيعية الرسمية من مراجع كبار وقنوات أعلامية وصحف معتبرة ؟

 

في المثقف اليوم