أقلام حرة

الحكومة والارهاب والكباب

هذا ليس شبيه بعنوان الارهاب والكباب لفليم عادل امام الشهير، ولاشبيه بخطط اية دولة تريد ان تحمي شعبها من جرائم القاعدة ودولة العراق والشام و(داعش)  وماعش واخواتها من بوكو حرام (نيجيريا) وصولا الى حركة الشباب (الصومال) وحقاني (افغانستان) واخوانهم في امارة قوقاز الشياشنية، وغيرها من الحركات والتنظيمات التي تغير لونها واسمها بأستمرار، هذا العنوان مرتبط بخطوات الحكومة العراقية في القضاء على الخلايا الارهابية وفقا لتصريحات دولة رئيس الوزراء الاعلامية .

دولة رئيس الوزراء نوري المالكي بات يحب المايكروفون، ويحب بين الفترة والاخرى ان يؤكد تناقضته للشعب العراقي دون لف او دوران، كما هو الحال للعديد من الوزراء والمسؤولين في الحكومة العراقية المتهرئة جدا، وهذا كان جليا في كلمته الاسبوعية قبل الاخيرة والاخرى التي سبقته والتي سنقف عند بعض محطاتها، لنعرف كم هذه الحكومة جدية في وضع حد للارهاب والارهابيين. الذين يفتكون كل يوم بارواح الابرياء، بينما رئيس الوزراء وحاشيته والوزراء الموقرون همهم فقط البقاء في كراسيهم والاحتفاظ بأمتيازاتهم حتى ضاعت الوطنية، ومبادىء المواطنة التي يدعوون لها كل يوم وهم لايعرفون مقرراتها ومقوماتها .

يقول سيادة رئيس الوزراء ان من المطلوب التعاون مع قوى الامن، وعليها ان تكون يقظة وتحمي الوطن، من اين ياسيادة رئيس الحكومة وكيف؟، أليس هذه مهمتك لتقود هذا العمل وتشرف عليه؟، ما هي مهمتك اذا؟، الست وزيرا للداخلية وكالة والامن الوطني والدفاع والقائد العام للقوات المسلحة؟.

ثم يقول في جزء من كلمته "نحتاج الى ثقافة امنية" عجيب امر هذه الحكومة تدعو الناس الى ثقافة امنية وهي لاتعمل شيئا لها، اين برامجها التفلزيونية المخطط لها بهذا الخصوص؟، اين كتيباتها التي توزع في الاسواق والمدارس والمؤسسات والبيوت والمعابد والكنائس والجوامع والمساجد والحسينيات؟، اين ملصقاتها على الشوارع وعلى الكتل الكونكريتية التي تعتبر رموز حماية المسؤولين والاغنياء، طيب استفيدوا من هذه الكتل ولو في هذا الامر؟، ام ان كل هذا الامر مسموح للمناسبات الدينية والتي بدت تغزو ثقافتنا اكثر من الاهتمام بالثقافة الامنية من قبل الكل، وليس الحكومة ووزرائها وحدهم لا راي فيها ولاحول.

 ثم يا سيادة رئيس الحكومة تأتي لتقول لنا انه لابد من "ملاحقة الارهاب" كيف تتم ملاحقة الارهابيين اليس بالخطط الامنية والجهد الاستخباري؟، اذا قدم للشعب ما تقوم به اجهزة الحكومة واعلن ذلك في مجلس النواب لكي يعرف الشعب من المقصر ومن اين الخلل؟، حتى يعرف في الانتخابات لمن يصوت ومن الذي يرعى مصالحه. . . ثم الامر المهم هو تأكيدك على تجفيف الدعم المالي للارهابيين،،، وا اسفاه حتى في هذه يجب ان تعرف ان حكومتك قد رسبت في الامتحان، والا لكان رموز الفساد المالي الذين لايستبعد انهم من يمولون الخلايا النائمة للارهابيين. ان يكونوا الان في السجن ولكن ها انت وحكومتك تحميهم وتقرر اخفاء الملفات عنهم والضغط في سبيل ان لا تتخذ القضاء مجراهم، والامثلة كثيرة  والاسماء لدى هيئة النزاهة والشعب يعرف المئات منهم، لاداعي لنذكر اسمائهم حتى لاتطول مقالتنا ويصعب على مستشاريك قرائتها، رغم اننا نعرف انهم لايقرؤون الا ما يطيب لهم من الكتابات التي تخص الاسفار واسعار الفنادق والرحلات السياحية الخاصة جدا.

الامر المضحك هو ما دعى اليه رئيس الحكومة الموقر كثيرا  في كلمته وكذلك يفعلون وزرائه في المناسبات وبدون مناسبات، و:انهم يضحكون على العراقيين ..... هو لمحاربة الارهاب في  العراق والعالم،،،، (عمي شوفوجارة ألحالنا وبعدين فكروا بالعالم، شنو من كثر تجاربكم المفيدة والمثمرة تريدون تصدروها للاخرين في مجال فشل مواجهة الارهاب يمكن اكيد راح تحققون المرتبة الاولى بس غيرها لاتفكروا وتخجلونا بين العالم).

ومن شدة اهتمامي بخطب رئيس الحكومة وتصريحات وزرائه كأن جميعهم يخبرون بعضهم بما سيقولون ولذلك عندما كان رئيس الحكومة يتحدث عن "تجفيف منابع الارهاب" اخذتني ضحكة وقهقهة نفس الشيء بالنسبة لقوله من اجل "تجفيف الفتاوى  " التي تشجع على الارهاب . وبالتاكيد وبالفم المليان لن يتحقق هذا الامر، سيادة رئيس الوزراء وفقا للطريقة التي تديرون بها البلاد، اذا كنتم انت والحكومة وشركائكم صادقون في ذلك انهو المساعدات والاموال التي تذهب الى مؤسسات ومراكز دينية وحولوها الى مراكز للشباب والرياضة والمقاهي والكازينوهات  ابنوا مراكز للتسلية وتعلم الكوبيوتر والانترنيت وكافيهات الاستراحة، حتى يتواصل الجيل الجديد مع العالم، ابنوا  مرافىء للترفيه ونوادي للرياضة والسباحة للنساء قبل الرجال ومحطات استراحة وحدائق وفنادق، خصصوا الاموال التي تأتي من السياحة الدينية لانشاء مراكز لتأهيل المرأة وتوجيهها للتعليم بدلا من فرض اللباس والجوارب والمناهج عليهن.. حينها لن يكون للارهاب منابع ولن يكون للفتاوى التحريضية مراجع.

الحكومة التي فشلت في مواجهة الواقع الحالي لم يبقى امامها سوى التصريح كل يوم بأنهم ضد الطائفية والمحاصصة وفي كل مفاصلها تنخر الطائفية انيابها، ولذلك لابد لرئيس الوزراء من القول انه  "مسؤولية الجميع " للوقوف امام هذا الوضع، لن اقول عجيب ثانية بل يكفي ان نتمعن في كلامه في نفس اليوم، وهو يقول بأننا بحاجة الى "الارادة الوطنية" سيادة رئيس الحكومة هل تخبرنا انت وحكومتك الرشيدة ووزرائها العظام ذوي الالقاب الكرام،  كيف يتم ذلك وانت تقرر وتخطط وحيدا لأنك صاحب القرارات المصيرية، والتوجهات الفذة الذكية، والذي يأمر في كل القطاعات الامنية والعسكرية والداخلية والخارجية.

كثير  هو الكلام، ولكن ياحبذا لو صدقك الناس، يا حبذا لو فكرتم قليلا بالبسطاء من الناس، ونزلتم بلباس خفي بينهم لعرفتم اي كراهية باتوا يكرهونك اياها، طبعا ستردون بعد الانتخابات التي قررتم كيف ومتى وبماذا ستفوزون لتخرجوا علينا، ها هو الشعب يعطينا هذه المسؤولية التاريخية ثانية، بعد ان تستخفوا بعقولهم وتهددونهم بالاخرة قبل الدنيا، بعد ان تعلنوها صراحة ان عدم فوزكم يعني خسارة البشرية وخطر على الدين والدنيا، والعراق على الدوام كان مصدر الهام للبشرية، فلابد اذا للحكومة الحالية والماضية والقادمة ان تعمل بما يملي عليها ضميرها في فسح المجال للجميع ليعبروا عن اهوائهم وتكون سندا للبشرية، حتى وانت كانت علانية ساحة للخلايا والصراعات والانتقامات الارهابية،،،، ولن يتحقق لا هذا ولاذاك في ان تخلصوا البلاد من الافة المستشرية في جسده بانتشار القتل والارهاب، وألا لألقيتم القبض على البطاط والدراجي والسراجي والبغدادي والفلاني والاخرين الذين تطول بهم القائمة، لأكتشفتم عن مصير الذين هجموا على البنك المركزي، هل يعقل واحدة من رموز الدولة تهان هكذا وتخفي الحكومة ورجالاتها رؤوسهم في الطين كالنعامة، هل يعقل وزارة العدل للدولة مركز نشر العدل في البلاد تفجر وتهان ومئات الابرياء يفقدون حياتهم والحكومة تتفرج على الارهاب....  طيب استعينوا بعادل امام ويجيب الكباب مشان يخلص البلاد من الارهاب …..وخلص ما كو داعي تتعبون حالكم .

 

في المثقف اليوم