أقلام حرة

لقد فارقتنا هواجس ليبقى فراغاً ذلك الشعار الذي اسمه الروح

 لقد تحول ذلك الشيء على حين غرة الى نغم متواصل من اللحن الممتد ؛ فبقي الحديث  كعبق يتدفق من خرير ساقية أسمها الروح ـ  الدرامي ـ هواجس ؛ ايقاعات خالصة  سواحل وبقاع تتشعب بعيدا،  لكأنها تنبت  عبر جذور شجيرة تسعى لإن تتشبث  في قواميس ذلك الضوء من المكان ومن الزمان،لتحكي قصص تواريخها الأصيلة .

 

لم يكن الشعر يومئذ إلا مئذنة ترفع فيها صلوات تلك النهارات الملبدة بسحابات الليل المبهم، لتوحي بأشرعة سفن  ستأتي، لكي تسجل احصائيات الوطن  الدامي، بطريقة شاعر ارهقه الحزن فابكته القوافي؛  ولهذا العراق تلك المساحات من الدم، بقي يعزف لروح المالكي منذ فارقنا بأغنية اسمها الثورة .

 

 الثورة صارت شعاراً ؛ خارطة للحب  المغنى على لسان ثائر ما أنفك يعزف انشودة للفجر القادم، ولهذا كنت أُُسبَح للشعر وللكلمات التي أبت ان تموت، فبقيت على قيد الحياة  تلك القصائد، لقد انتفض الشعر، ليستمد صيرورة طهره النافذ عبر شعاع نجمة ما زالت تسترق السمع معي، لتنثر آهات وحدتها المقدسة، رغم انوف الجبابرة ليتها تسحق  ادران اولئك الذين يخططون لقتل القيم ؛ ولهذا تراني قائماً أصلي  لذلك الشعاع الذي يكتب له المخلصون .

 

لم تكن دارميات وهواجس المالكي  كلمات غزلية اودردشة ساذجة تقال على مائدة مبتورة، ولهذا كان لميزان ذلك اللحن معنى به يصبح  للشعر والشعراء  مكانة خاصة .

 

ذلك ما يميز هواجس ودارميات الشاعر المالكي  وهي تحمل  بين طياتها روعة الحاضر والماضي، لتدعو الآخرين كل يوم الى الوقوف تبجيلا، لعلهم يجدون من هو اهلاً لإن يحمل شقاء الدارمي وروعته البهية بعد غياب شهيد الدارمي الذي لإجله صار علينا ان نقول الشعر بطريقة مميزة .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1241 الاحد 29/11/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم