أقلام حرة

رد على: أدباء كربلاء لن تحجب ضوءهم معاول الفضائيات

 الابداع والألق الذي سحر الدنيا بما فيها من بهاء، كربلاء الأم الحنون التي لاتغمض عينيها لحظة واحدة لتنير لنا دروب التفتح والإنفتاح والثقافة والأدب والعلم والإشراق والتحدي أينما حلت بنا الطرق حتى في منافي الأرض تلهمنا الثقة بالنفس وتطمن قلوبنا بالإنشراح، كربلاء مدينة الذهب ومكتنز الشمس والحرف والتضحية والفداء والرجال الاوفياء،كربلاء الكرم والجود الذي لاينضب من مثلها يحتضن حشود الزوارالمليونية كل مناسبة؟ الزوار المتلهفين الى وجه السماء بكل دفء وطيبة، نعم هذه كربلاء الولادة المؤمنة الراسخة في عمق المحبة والود، التي لم تعرف يوما معنى الضغينة والحقد والكراهية هي التي تنتمي لوجه الصباح الندي الذي يبلل وجوهنا المتعبة بماء الامل الآتي والفرح المصير والطموح الذي يكسر جبروت الذل والخمول والكسل بعشق من عطاء، نعم انها كربلاء ايها الاحبة تولد كل يوم شاعرا وقاصا وفنانا ومؤرخا وكاتبا تفخر بهم كما يفخر بهم عراق الأزل، ويفخر بهم التأريخ لانهم بحق ابنائها الميامين الاوفياء،

كل هذا الارث الابداعي من القامات الكبيرة بعطائها واقلامها المشرعة وصبرها ونشاطها المتواصل رغم نكبات العصر، ترى هل يوجد هنا وهناك من يستطيع أن يغيبه؟؟ هل تستطيع معاول بعض الفضائيات المرتزقة أن تحجب ضوء الابداع عن أدباء كربلاء بمجرد حوارات متواضعة لاتقدم ولاتؤخر؟؟ فهل يوجد مدعي يستطيع أن ينسى أو يتناسى الشاعر الكبير شاكر البدري صاحب ديوان (اغاني طرماح بين الكوفة وكربلاء)؟ او هل يوجد من يجرأ أن لايتذكر المبدع الكبير محمد علي الخفاجي الذي رصعت حروفه تاريخ كربلاء الثقافي؟ وهل يوجد من يستطيع ان ينسى الاب الروحي للشعر الكربلائي الشاعر الكبير علي الفتال؟ والشاعر المخضرم رضا الخفاجي نكهة المسرح الحسيني منذ مسرحية (سفير الحسين)؟ وهل يوجد من يستطيع أن لايتذكرالمبدع الكبير الذي يصارع المرض منذ سنوات وهو مازال يحمل لواء أرشيف الثقافة الكربلائية؟ وهل نستطيع ان ننسى الشاعر المتوهج فاضل عزيز فرمان؟ والروائي الكبير جاسم عاصي وعلي لفتة سعيد  وعباس خلف وعلي حسين عبيد والروائي الكبير الدكتور سامي النصراوي ابن كربلاء البار الذي شرب ماء الحسينية وترعرع بين تل الزينبية وشارع العباس حيث يقيم الآن في المغرب منذ عقود وهو يكتب أروع الملاحم الروائية مثل (على حافة الآخرة  التي ترجمت للغة الروسية والشاطيء الآخر التي ترجمت الى الفرنسية وآخرها شروخ في أسوار بغداد)؟ من منا يجرأ أن يتناسى هذه الرموز المشرقة لو ظهر مصادفة في حوار على شاشات بعض الفضائيات اليتيمة؟؟ ويزدحم تأريخ كربلاءالابداعي بشموع الشباب التي تقطر شعرا مثل الشاعر علي الخباز وعقيل ابو غريب وهاشم معتوق وحسن النواب وعلاوي كاظم كشيش وعمار المسعودي وعماد البابلي والشاعر الشهيد أحمد آدم والراحل توفيق الوائلي وحسن الفتال والشاعر الذي اختصر الزمن وهو يحترق على شريعة الشعر سلام ابو حديدة صاحب ديوان (طبول على وجع المرمى)، وتطول القائمة يليها فرسان الفن الكربلائي الاصيل، هل ننسى نعمة ابوسبع ومحمد الخويطر ومحمد رباط وعلاء العبيدي وحسن جلو خان وفنان المهجر الكبير عصمان فارس والمبدع علي الشيباني وجاسم ابو فياض وعبد الرزاق عبد الكريم ونعمة عبد الكريم وفريد زيدان وحسن النصراوي ومحمد الموسوي ومهدي شعبان واحمد حنيش ورحيم رباط، وتستمر الأسماء اللامعة المعطاء تتقافز على ذاكرة الثقافة الكربلائية المتميزة،

إذن من يستطيع أن يزيح ضوء الشمس بغربال من غباء أو جهل أو ضغينة عن عطاء وابداع ووفاء هذه الطاقات الابداعية من العيار الثقيل؟؟ أقول ماقلته ردا على بعضهم ممن ينسى أويتناسى بقصد أ وبغير قصد من الذين يظهرون  من المثقفين الكربلائيين على شاشات بعض الفضائيات في حوارات ثقافية هذه المواهب والاسماء التي قدمت لكربلاء ارثا ابداعيا نفتخر به ويختصر الذكر على اسماء لايتجاوز عددها اصابع اليد الواحدة،

وهذا مرفوض جملة وتفصيلا لان اسم وأدب كربلاء لايقترن باسم اديب واحد او اثنين او ثلاثة أو اربعة، لأن كربلاء أم لجميع أدبائها لأنهم جميعا ساهموا ببناء صرحها الثقافي والابداعي، واذا كان لابد لها أن تقترن بأسم واحد فهو اسم سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام،

أعود لأطرح تساؤلات أخرى بمرارة أشد علقما من التي سبقتها، هل ذكر بعض الاسماء وحجب أخرى مقصود؟ ولماذا؟ ومن هو المخطأ؟ هل هو مقدم الحوار أم الضيف؟ ولماذا؟ فاذا كانت ذاكرة الضيف ضعيفة فالأجدر به ان يتحاشى ذكر أسماء دون اخرى والا أصبحت القضية مقصودة ومجاملة لمن ذكرت اسمائهم مع سبق الاصرار والترصد، وأنا اعتبر هذه الممارسة خيانة عظمى للأمانة الابداعية ولتأريخ كربلاء بالكامل،

لذلك اقول لمن يمارس هذه القضية الوضيعة ان ادباء كربلاء لاتحجب شمسهم الابداعية  لان اسمائهم مكتوبة بحروف من نور على جبين كربلاء مدى الحياة،

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1243 الثلاثاء 01/12/2009)

 

 

في المثقف اليوم