أقلام حرة

وظيفة فنطازية

المحافظات والذي يطلب مصادقة وزارة المالية على إستحداث وظيفة جديدة ومن طراز خاص بعنوان "مُحْرم"  تتمتع بالحقوق الكاملة للموظف المدني وبحقوق التقاعد أيضا، البعض ظن ان المقصود بالوظيفة الجديده هو المطرب الراحل محرم فؤاد واغنيته الشهيرة "كدنا العواذل لا ملامة " غير ان عضوة في المجلس المحلي لمحافظة يربض على اطلالها قبر المتنبي قالت متذمرة رجاء بلا سخرية وصادقوا بسرعة على وظيفة "مُحْرم" لإننا وفق الشريعة الإسلامية والأعراف الإجتماعية لايجوز لنا الجلوس مع رجال اغراب على طاولة نقاش واحدة، لكنها تناست مع صويحباتها من العضوات المصونات انه يجوز لهنَّ جدا الجلوس على مائدة الثريد الدسم بمناسبة إفتتاح المشروع الفلاني الى جنب الزملاء في المجلس من الرجال، وتناسينَّ ايضا ان سفراتهنّ الى المدن الأوربية لعقد إتفاقية حقوق المرأة الضائعة في أرض السواد كانت بدون " مُحْرم " مع سبق الإصرار، ولا أدري هل ان الرسول الكريم "ص" في حروبه مع الجاهلية حين انتدب بعض النسوة العربيات لتضميد جراح المقاتلين إشترط عليهن ان يكون الرجال "المحارم" الى جنبهن وهن منهمكات بتضميد جراح الفرسان حين ذاك، ولكم المشهد كيف سيكون بعد مصادقة وزارة المالية على الوظيفة الجديدة، حيث سيرغم مجلس النواب على تشييد قاعة جديدة للبرلمان وبمواصفات خاصة تضم مقاعد اضافية " للمحارم الأجلاء " ونرى كل محرم يجلس بجوار رفيقة عمره متمتعا بإمتيازاتها الباذخة، وسنرى كل طبيبة يرافقها محرم وهي تعاين المرضى من الرجال، وسنرى كل مهندسة في مشاريع العمل يلاحقها محرما وهو يحمل المظلة التي تقيها من حر الشمس ومطر الشتاء، وسنرى في دوائر الدولة كل موظفة الى جنبها بعلها المخلص يراقب حركة يديها المغطاة بالمخمل الأسود وهي تنجز المعاملات للمواطنين، وسنرى الإستاذة الجامعية وهي تلقى محاضرتها على الطلبة  وهناك من يتربص الى حركة شفتيها وغمازتي خديها الا وهو "حرمها" الغيور، ويالها من مهزلة ان نرى بلادنا قد تحولت بغفلة عين من بلد الحضارة والتمدن الى بلد المحارم والسبب ان الشريعة الإسلامية تريد ذلك، لكن السؤال الذي إنبثق من يافوخ رأسي الى تلك العضوة في المجلس البلدي .. اسألها بحق الشرع الإسلامي اذا ما التفت لها الله وادخلها سهوا الى جنته ترى هل تطالب الخالق ايضا بمحرم الى جوارها هناك، ارجو ان يستجيب الباري الى طلبها هذا شرط ان يكون مكانها الجحيم مع محرمها والى الأبد وهي تسمع من بعد اغنية محرم فؤاد كدينه العواذل لاملامة .. ولاملامة على هكذا نساء ولا أسف فقد إبتكرن هذه الوظيفة الفنطازية لأن ازواجهن بالحقيقة والواقع عاطلون عن العمل .

 

حسن النواب

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1247 السبت 05/12/2009)

 

 

في المثقف اليوم