أقلام حرة

اليك يا سيد الصديقين وباب حكمة رب العالمين

وبموجبه ان علياً تم اختياره خليفة وقائدا للمسلمين، بمقتضى وصية وخطبة امر بها نبي الأمة محمد (ص) قبل وفاته، والقائد هنا معناه حاكم ووزير ورئيس وقاض ووصي ؛ كونها اي القيادة بالمعنى المطابقي، قضية مشروطة بالقدرة وبالمواصفات المطلوبة، ما يتلائم ويتطابق مع سياقات العمق التاريخي والعقائدي للمجتمع الأسلامي انذاك .

 

وهذا هو ليس ما أروم التحدث عنه الآن، بل هو مفتاح لمدخل بسيط احب أن اشير من خلاله الى ظاهرة السلطة ومعنى القيادة مقارنة مع ما يجري الآن لشعب العراق، هذا الشعب الذي بغي عليه أبان حكم الطغاة، ليُستنزف مرة أخرى تحت دوامة اخرى من المهالك .

 

 هنا اتوقف اذ الموضوع المشار اليه اي ذكرى تنصيب علي بن ابي طالب (ع) قائدا ووصيا للمسلمين، قد جاء متزامنا مع ما نحن فيه الآن، حيث ينتظر هذا الشعب قيادة تستجيب لمطالبه والتصدي لتلك الأزمات، اقصد تلك الفوضى العارمة، التي بموجبها صار للتسكع وللإجرام والخراب محلاً ليس فقط، ليستهدف العامة بل، ليشمل ويستهدف هرم السلطة ذاتها، التي وقعت تحت ضغوط العالم الأقليمي والدولي، لتنمو تلك الخلايا من الكيانات والاحزاب المنحرفة، والتي ينتمي البعض منها الى حزب البعث وتوابعه، ما يشهد لموضوعات هي بالأحرى تأسست على اعقاب وطن مخرب، لتحل بديلا عن نظام صدام بوجه جديد .

 

ومحل الشاهد هنا كيف نتأمل صورة القيادة الناجحة؟ وكيف يصير الوطن لو كان هنالك قيادة حكيمة تفكر بشأنه وتحرص على حياة ومستقبل أبنائه بعيدا عن هذه التقسيمات، التي اجبرنا عليها تحت شعار الفيدرالية وما شاكل؟

 

 المصيبة التي حلت بنا هنا هو قضية هذا الشرط الذي يستلزم ان يكون هنالك ممثلا عن كل كيان ومقعدا اومجموعة مقاعد لتلك الكتلة اوتلك ؛ هذه النقطة التي تم الترويج لها تحت عنوان الديمقراطية ؛

 

ولا اعلم اي ديمقراطية هذه التي لا يحق للشعب فيها ان يسحب الثقة او يستنكر قرار فرد واحد يختلق النقض على حساب وزراء ونواب بل على حساب شعب برمته، ليرضي متوافقيه، والأنكى هو هذا التناقض المضحك والمخزي، حينما يسعى اعلى هرم في السلطة الدفاع عن حق النقض تحت عنوان صلاحية ممارسة (الحق الدستوري) فإذا كان (الحق الدستوري) يضمن حق نائب الرئيس اوالرئيس فاين الحق الدستوري الذي يضمن حق المرؤوس أي الشعب؟

 

هنا اتوقف لعلي اعود الى المدخل ذاته ؛ اعود لحكمة علي بن أبي طالب (ع) حينما كان حاكماً وقاضيا ورئيسا يحكم الآخرين، ليأخذ حق المظلوم من الظالم، يحكم الفقر، ليسود الغنى، يحكم مختلف الأجناس البشرية تحت عنوان الأخوة في الإنسانية ، يسير مع العبودية المطلقة الى الخالق، ليحرر المخلوق من عبودية الطغاة .

 

 هنا و بعيدا عن هذا التوزع والتشتت، اتساءل هل ان القيادة هذه التي تحكمها الآن نصابات وكيانات عن الطوائف والأديان تقدر ان تمنح هذا الشعب حق الحياة؟ ام ان الأغلب تراه منشغلا لإستنزاف واستهلاك قوت العامة، لحماية قوته؟ وهل ان هذا الكم الهائل من الكيانات والنواب والساسة والوزراء قادر لإن يرتقي لحماية هذا الشعب، الذي ما زال يئن تحت وطأة المرض والجفاف والفقر والفوضى؟ ام ان امورا هي اكثر الحاحا تلك التي تحرك البعض للفوز بمطالب جديدة ومناصب جديدة واخص بالذكر منهم الأخوة الكرد؟

 

هنا بمناسبة يوم الغدير إذ لا حجة إلا الدعاء، أتوسل الى الله وأتذرع اليه ان يحكمنا قائد يتخذ من علي بن ابي طالب (ع) نهجا ومنهجا، ليثأر للفقراء والمنكوبين بعيدا عن الطائفية والمحاصصة الحزبية، بعيدا عن هذا الركام من المناصب والنصابات، بعيدا عن هذا البذخ والتبذير، بعيدا عن المجاملات،

وبعيداً عن صفقات الحكومات التي لا يهمها إلا حماية اجندتها وسياساتها الباغية .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1249 الاثنين 07/12/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم