أقلام حرة

رسالة الوحدة الوطنية

يجتمعون على رمز من رموز وطنهم سواء أكان هذا الرمز رياضيا أم سياسيا أم دينيا من دون النظر إلى دينه أو طائفته أو قوميته وإنما من خلال إخلاصه وحبه للعراق وهكذا كان عموبابا محبا وعاشقا لوطنه في جميع الظروف ،وقد عانى المرحوم ماعاناه صحيا خلال السنوات الأخيرة ومن تجاهل متعمد من رئيس اتحاد الكرة العراقية حسين سعيد وكأنه يكمل مشوار المقبور عدي في تعامله مع عموبابا الذي كان الرياضي الوحيد الذي رفض أن يصافح المقبور في الوقت الذي كان حسين سعيد وغيره من الذين يسارعون إلى تقديم الولاء والطاعة إليه .

ولم يأبه عموبابا لكل ماحصل معه من اضطهاد وتنكيل ، لأنه لم يكن يسعى إلى منصب رياضي وإنما كان يضع سمعة العراق في المحافل الكروية العربية والعالمية وقد حقق ماكان يصبو إليه في تحقيق نتائج عظيمة للكرة العراقية ارتبطت باسمه ولم يحققها جميع المدربين الذين تولوا تدريب المنتخب الوطني إلا اللهم الإعجاز الكروي الذي تحقق على يد المدرب البرازيلي جور فان فييرا الذي ناصبه حسين سعيد العداء لأنه حقق نجاحا للكرة العراقية فسعى إلى إفشال مهمته التدريبية حين تدخلت الحكومة العراقية نزولا عند رغبة جماهير الكرة العراقية فأعادته ثانية لتدريب المنتخب الوطني العراقي ليجد أمامه الكثير من العراقيل التي كانت سببا في فشل المنتخب الوطني في بطولة الخليج الأخيرة .

لقد قدم عموبابا خدمة جليلة للكرة العراقية وللاعبين العراقيين وفي مقدمتهم الساحر احمد راضي ، الذي مامرت مناسبة ذكر فيها عمو بابا إلا وأكد فضله الكبير عليه  ، هذا المدرب القدير الذي بكته جماهير الكرة ورياضيو العراق .

فهل كان ابلغ من هذه الرسالة الوطنية التي أوصلها مشهد تشييع المدرب الذي كرس حياته ووقته لخدمة الكرة العراقية ورفع سمعتها عاليا في المحافل الكروية؟ هذا المدرب الذي فضل البقاء في وطنه رافضا جميع العروض التي تلقاها حبا بالعراق وبمعشوقته كرة القدم حتى بلغ حدا أوصى فيه بأن يدفن في ملعب الشعب الدولي ومعه كرة القدم ، وقد نفذت الحكومة هذه الوصية معبرة عن تقديرها العالي والكبير لهذا المدرب الذي نذر حياته للكرة العراقية منذ أن كان لاعبا يشار له بالبنان .

لقد كان تشييع الراحل عمو بابا رسالة الوحدة الوطنية وتجسيدا لتلاحم الشعب العراقي الذي اخرس الأعداء من دعاة الطائفية في العراق وخارجه .

فرحم الله تعالى عمو بابا الذي قدم من خلاله الشعب العراقي صورة للأخوّة العراقية التي أراد الأعداء تشويه معالمها ولكن الشمس لايحجبها غربال .

 

* صحفي وكاتب وشاعر عراقي

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1067  الاربعاء 03/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم