أقلام حرة

الغراف قلادة القلعه وزرقة مائها وعطائها الوفير

وان من عطاء الله سبحانه وتعالى لأبناء حوض الغراف هذا النهر المعطاء الذي يتدفق مائه بطون حيات ويندفع اندفاع الثعبان وينطلق بجريانه يشق الوهاد ويبتلع الأرض ويتلوى كالتواء الحسان وتراقص الغجريات في حفلات الأعراس انه الغراف المشرب والمغتسل انه بشائر الخير والبركات ونسائم الورد حين ترتدي بساتينه جلباب النقاء وتفترش مياهه مزارع الأهل الخصبه ويقف نخيله باسقا كرايات جنود احد وبدر... فلك منا أيها الغراف كل التحايا والسلامات ونحن نغترف منك غرفات الحياة والعطش والبقاء وان كان انتيميا السومري قد شق بطنك ووعاءك فان السنين العجاف غيرت

 مجراك وبك تعلق السيد عبد المهدي مطالبا ديمومتك مترجيا الملك العربي (فيصل الأول ) باقامه سده الكوت حتى ينبض قلبك بالوفاء لأرض كسكر وتفوح منك روائح المزارع وأزاهير الحقول ... إن ماءك الذي سقى أراضي الغراف وكسكر العباسيه واليوم يروي عطش مدينتنا العزيزه  ( قلعه سكر) التي كانت تسمى كسكر انه الزمن ولا غيره .

أيها الغراف بالأمس القريب احتضنت السفن والجنائب المحمله بالتجاره من البصره ونقلت البضاعه والخيرات إلى تخومنا وعادت تلك السفن والجنائب محمله بصواميع الحنطه والشعير وأكداس السمسم والماش والتمور ورمان القلعه الشهير وكانت أماسي ربان السفن جميله لا زالت ذاكرتها عالقه في الأذهان تنتشر مداخنهم لشواء الخبز وعمل الأكل فكانت صوره رائعه تذكرنا بالعشار اما زوارق البو شكون الغاديه وقواربهم المتهاديه في ماءك فهي رسل الحياة المحمله بالتمور المطبوخه والسلال والمكانس والله يا زمن .... أنها دواليب الدنيا ... سلاما لك أيها البازغ من عصر

 السلالات وانتيميا وسرجون وشبعاد ياساقي أرضنا الجد .... سقيت بماءك جنبات الركيوه والصفاوه وأم الطحيم وهور حافظ وأم دغوش والعكيليه والاكرح والفهوه وأم الصخول ودهيمي وأم الكطا نعم أنها مملوءه بطيور القطا وقطعان الغزلان التي تسرح وتمرح بالقرب من غدران الجفجافه وحسرتاه على ماءك المندفع وشممك العاليه انتفض أيها المارد على الطغاة والقساة وحارمي حق الناس في الحياة من الماء اعداء البشريه لا نريد لك الانحار والجدب والصيهود لان مزارعنا في الحميره وهور الكباني في انتضارك كالسابق لا تقطع رجاء فلاحيك ومزارعيك ثر بوجه معادي حقوق الانسان

 وقاتل الجفاف وانتصر لمياهك المتدفقه فانها الحياة وبها تستمر رسالتك والموت لاعداء الحياة ولصوص الماء ولك جريان ابدي .

 

إبراهيم الوائلي

ذي قار /قلعه سكر

9/12/2009

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1252 الخميس 10/12/2009)

 

 

في المثقف اليوم