أقلام حرة

لقد مضت السنوات العجاف .. فلماذا نستجدي الاخرين؟!

فالسيارات المفخخة وافواج الانتحاريين الى جانب عبث الجماعات المسلحة بارواح الابرياء والتي يغذيها هذا البلد او ذاك رغم ذلك

 

تقدمت الحالة العراقية ولو بساق مقطوعة فالصعوبات لم تجبرها على التراجع الى الخلف، هكذا اوفت بمعضم ما عليها من التزامات عبر ثلاث مواسم انتخابية ابتداءا من الانتخابات التشريعية الاولى ( 31/ 1/ 2005 ) مرورا بالاستفتاء على الدستور ( 15/ 10/ 2005 ) ثم تلى ذلك الانتخابات التشريعية الثانية ( 15/12/ 2005 ) التي تؤشر لدورة برلمانية مدتها اربع سنوات.

 

ورغم ان الاوضاع كانت انذاك مصبغة بالوان الدماء متوشحة بالسواد لكنها لم تمنع المسيرة الديمقراطية في العراق من الاستمرار ولم توقف عملية بناء الدولة حتى لو كانت تلك العملية تمشي على استحياء في بعض الاحيان، ومع كل الاجواء الضاغطة لم يسجل تراجع الى الوراء، اذن فلماذا هذه الموجة من الاستجداء لهذا البلد العربي او ذاك حول قضية الديون او التعويضات او حتى البحث عن سبل لمد جسور من العلاقات مع بعض الاطراف العربية التي لازالت غير راغبة في التعاطي مع العراق وفقا لمبادئ العلاقات الدولية المعروفة للجميع ؟! رغم ان الاوضاع العراقية حاليا افضل بكثير مما كانت عليه قبل ثلاث سنوات.

 

ياتي ذلك مع موجة دبلوماسية معاكسة لاهم بلدان العالم تاثيرا في المتغيرات الدولية نشطت باتجاه مد جسور الثقة مع الدبلوماسية العراقية، وما يؤكد ذلك هو الزيارات المتكررة لمختلف الشخصيات الدبلوماسية الى بغداد مثل الرئيس الفرنسي ساركوزي او الرئيس التركي عبد الله غول رئيس وزراء بريطانيا ثم اوباما و احمدي نجاد، الملك عبد الله بن الحسين وغيرهم من الدبلوماسيين والبعثات الدبلوماسية لمختلف برلمانات العالم، ولم تأت تلك الزيارات المكوكية الى بغداد نتيجة لمبادرات من هذا الطرف او ذاك بل هي رغبة في تبادل العلاقات السياسية والاقتصادية بين العراق من جهة وتلك الاطراف من جهة اخرى، ولذلك فما الداعي اساسا لهذا الانبطاح المخجل من قبل المعنيين في العراق امام هذا الطرف العربي او ذاك؟! ثم ماذا يقدم من يريد ان يلعب دور الاخ العربي الاكبر للعراق اذا كان غير مستعد لشطب الديون بل وغير مستعد حتى لاستقبال الشخصيات السياسية العراقية ؟!

 

المفتاح يا سادتي بيد الاخطبوط الامريكي الذي يعرف من اين تؤكل الكتف والسبيل للخروج من الفصل السابع وبقية الازمات، وكذلك في يد الاعضاء الاخرين الذين يملكونة العضوية الدائمة في مجلس الامن وهؤلاء ايضا يمكن الوصول اليهم بشكل مباشر او غير مباشر عبرالوسيط الامريكي والبريطاني من خلال الاتفاقيات الامنية بين العراق وهاتين الدولتين.

 

كما يمكن للعراق ايضا ان يرتب اوراقه مع الاخرين باستغلال الجانب الاقتصادي مع العديد من بلدان مجلس الامن.. انذاك تتحرك الامور بشكل منطقي بعيدا عن مهاترات هذا الطرف او ذاك.. كما حلت العديد من الملفات العالقة بين العراق وبين مختلف دول  العالم بمساعدة الجانب الامريكي في جولة مهمة جدا قام بها مبعوث الرئيس الامريكي جيمس بيكر على الدول المعنية من اجل اسقاط الديون بعيد نهاية حرب الخليج الثالثة، وهذا ما حصل فعلا حينما اسقطت معضم ديون العراق.

ختاما ليس اهناك فضل من الابيات الاتية تعبيرا لما يدور بين العراق وبين اخوته العرب: 

واخوان  تخذتهم   دروعــا           فكانوها،  ولكن للأعـــــادي

وخلتهم   سهاما   صائبــات         فكانوها،  ولكـن في فــؤادي

وقالوا: قد صفت منا القلوب         لقد صدقوا ولكن عـــن ودادي

وقالوا: قد سعينا كل مسعى         لقد صدقوا ولكن في فســـادي

 

جمال الخرسان

كاتب عراقي

[email protected]

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1067  الاربعاء 03/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم