أقلام حرة

رئيس الوزراء يلعب بنار الشعر

 الوزراء ان الرئيس غير المثقف عادة ما يعادي المثقفين، ولعمري انها جملة بديعة ومطمئنة تردع تلك الجملة المشينة والتي حفظناها جميعا من قبل الدموي "غوبلز" بوق النظام الهتلري المشهور، حيث قال عندما كنت أسمع كلمة ثقافة كنت أضع يدي على مسدسي. ولكن الذي لاتعرفه يا اخي رئيس الوزراء انك وضعت نفسك بورطة دون ان تدري، لأن الذين اقاموا هذا المهرجان من هيئة تحضيرية لابالعير ولا بالنفير من المشهد الإبداعي للشعر العراقي وبرهنت لنا انك كنت عل جهل بحقيقة الوضع الثقافي الذي يجري الآن بالعراق وتحديدا الشعر منه، اخي ابو اسراء ربما لاتعلم ان الشعراء العراقيين لهم شهرة ضاربة في اصقاع الوطن العربي ومدن العالم وان شهرتم لم يسهم بها اي نظام حكومي او مؤسسة حكومية، خذ مثلا سعدي يوسف الذي ازدحمت مكتبته بالجوائز العالمية، وخذ شاعرك الذي تحب كما اعلم مظفر النواب الذي مامن عربي يقرأ الشعر او يستمع اليه الا وتراه يقف اجلالا عندما يمر اسم هذا الشاعرالعراقي الفذ امام مسامعه .. ولكن دعني اسالك بصراحة الا تمتلك في المنطقة الخضراء بعض المستشارين الثقافيين وهل سألتهم قبل ان تقرر حضور مهرجان بغداد اللاشعري؟ انك وضعت نفسك يااخي رئيس الوزراء في منطقة كنت لا اتمناها لك، فمن هم اولئك الذين نظموا هذا المهرجان ومن تراه من الشعراء العراقيين يعرفهم، واصارحك القول يا اخي ابو اسراء ان الهيئة التحضيرية لهذا المهرجان ماهم الا بعض صيصان في الشعر مازالوا في بداية الطريق وارتكبوا خطأ فنيا وسياسيا في افتتاح المهرجان، واحمد الله انك خرجت قبل ان تسمع اوبريت الحلم العراقي، لان هذا الاوبريت قدمه المطرب كاظم الساهر احتجاجا على سقوط الدكتاتورية في العراق، وكنت اسمع هذا النشيد على مواقع الأنتريت من استراليا عندما كان الجرذ الصدامي وحكومته يولوون الادبار .. وكان هذا النشيد بحقيقته على الرغم من جماله الفني يساند حكومة الديكتاتور، اقول حمدا لله لأنك نجوت من هذه المعضلة ومن منظمي المهرجان الذين ارادوا ان يطعموك فخ الاهانة دون ان تدري، ولا اعرف ماذا يعتمر بنفوسهم الغضة والتي اتمنى ان تكون بريئة بأفعالها !! وكل ما اتمناه ان تكون نفوسهم مع العراق لا عليه . اجل يارئيس الوزراء صحيح انك تقرأ خطاباتك بلغة عربية سليمة ولكن هذا لايعني انك تعرف اسرار الثقافة العراقية .. لقد قلت في معرض حديثك لا اريد من المثقفين ان يعتزلوا جانبا .. ولكن هل تعلم ان معظم المبدعين العراقين يجلسون الآن في بيوتهم يتفرجون .. وأسال الهيئة التحضيرية وهي تقترح اسماء الذين كرموا بهذا المهرجان ولا اعتراض على المكرمين ولكن اليس الاجدر عندما نكرم المبدع ان نضع بجواره قامة ابداعية ام نضع بجواره بضعة صيصان شعرية !! ان من اخطر ما يعترض الثقافة المبدعة ان تضع بعض الادباء والذين مازالوا يَحْبون في درب الابداع تضعهم على واجهة الإبداع فانت بذلك ترتكب اثما بحق فهمك للثقافة والإبداع وبحقهم ايضا .. نعم كلنا نتمنى ان نرى مهرجانا بغداديا ذهبيا للشعر لكن الذي حدث يا اخي رئيس الوزراء انك وضعت نفسك بموضع اللاعب بالنار دون ان يدري .واية نار انها نار الشعر لو تدري يا اخي رئيس الوزراء .

وكنت اتابع مع غيري من الناس وقائع مهرجان بغداد الشعري الذي بثت قسما منه الفضائية العراقية وعلى الهواء مباشرة، ولفت نظري ظاهرة أحسبها غير مسوغة في هكذا مهرجان، حيث رأيت ان عريف حفل المهرجان كان المذيع مضر الآلوسي، وان الفلم الوثائقي هنا بغداد والذي عرض في المهرجان كان بصوت مضر الآلوسي، وان الأوبريت الذي حمل عنوان حكاية شعراء كانت اشعاره تعود الى المذيع الوسيم الآلوسي ايضا، والذي أضطر بسب شعوره بتكرار إسمه في هذا المهرجان ان يقول ان هذا الأوبريت من شعر العبد الفقير مضر الآلوسي بمحاولة ذكية منه لإبعاد هذا الالحاح الفج لأسمه في مهرجان قالوا انه بتوقيع الشاعرة العراقية اللامعة لميعة عباس عمارة، والمضحك في الأمر ان اللجنة التحضيرية للمهرجان حملت ايضا اسم المذيع مضر الآلوسي، وكدت أخشى ان هذا المذيع سيقدم نفسه لقراءة قصيدة إفتتاح المهرجان وحمدا لله انه دعا الشاعر الغبان لقراءة قصيدة المستهل لهذا المهرجان، ثم قطع البث وعادت الفضائية العراقية الى برامجها لكن المثير ان صوت المذيع الآلوسي عاد من جديد وهو يقرأ مقطع من قصيدة للجواهري ثم للشاعرة نازك الملائكة وبعدها الى مقطع من قصيدة الى الشاعر معروف الناصري، اي بمعنى ان صوت المذيع ظل يتردد حتى خارج قاعة المهرجان وعلى الفضائية العراقية!! فعجبت لهذه المصادفة الغريبة التي لم تكن بصالح المذيع مضر الآلوسي، ولاأدري ماهو سبب هذا الإلحاح على إسم معين من دون باقي الأسماء، وهل ان المواهب نضبت في البلاد حتى نضطر ان نرى هذا الإسم يتكرر دون سواه في مهرجان بغداد الشعري، ثم لماذا لم تعمد الهيئة التحضيرية للمهرجان على تقديم أوبريت من قصائد الشاعرة لميعة عباس عمارة كون ان هذا المهرجان بتوقيعها ؟ الم يكن الأجدر ان تفعل ذلك بدلا من تقديم ذلك الأوبريت المهلهل بشعر كسيح منسوب للمذيع الآلوسي، وحسنا فعلت شاعرتنا الفطينة بعدم القدوم الى المهرجان لإنها كانت ستصدم ان مهرجان بغداد الشعري كان بتوقيع المذيع مضر الآلوسي ولم يكن بتوقيعها وهذا مارأيناه حقيقة صورة وصوت، وربما يشعر الأخ مضر الآلوسي بالزعل لأني حرصت ان اضع مفردة مذيع امام اسمه، فاقول له ان الذي اذكره عنك ايام النظام الدكتاتوري البائد انك كنت تقرأ قصيدة عن العراق في مهرجان المربد ومهرجان حديثة وكنت تكرر قراءة هذه القصيدة في كل سنة متوهما انها قصيدة مهمة لكنك نسيت ان القاءك ونبرة صوتك الشجية هي من جعلت تلك القصيدة العصماء مقبولة لدى الشعراء، اجل انت تمتلك نبرة صوت متفردة وسلامة رائعة بنطق الحرف العربي ولكن هذا لايعني انك تصادر مهرجان للشعر كان بتوقيع الشاعرة لميعة عباس عمارة ليكون بتوقيعك كمذيع متميز مع سبق الإصرار .. وربما السؤال الذي انبثق من خلد معظم الذين حضروا هذا المهرجان هل ان مهرجان بغداد الذهبي كان حقا بتوقيع الشاعرة العرافة لميعة عباس عمارة ام كان بتوقيع المذيع مضر الآلوسي؟ ولله في خلقه شؤون .

بيرث

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1254 السبت 12/12/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم