أقلام حرة

سيادة الرئيس باراك اوباما .. تحية وبعد (1-2)

ولكن سيد اوباما دعني اصارحك بانني شخصيا تشائمت من وصولك للبيت الابيض وحزنت كثيرا ولم افرح مثل ما فرح الكثير من ابناء جلدتي (العرب والمسلمين) ولأسباب كثيرة لسنا في صدد ذكرها الان، فالعرب  سيخيب املهم كعادتهم دائما في تلقي خيبة الامل وسيعرفون عاجلا ام اجلا  سوء تقديرهم الذي به يشتهرون .. إذ ان  مشكلتنا نحن العرب باننا لا نمتلك بعد النظر فنظرنا للأسف لا يتجاوز بعد انوفنا، ولا تدرك الحقائق لدينا الا بعد مرور السنين والاعوام أي بعد فوات الاوان.

عموما ما حصل قد حصل وشاءت قدرة الله عزل وجل ان تكون سيدي الرئيس سيدا للبيت الابيض وقد أ ُقفِلت ابواب التمنيات والتحسرات بعد ان رفعت الاقلام وجفت الصحف وفزت بالمنصب الرئاسي في سابقة تاريخية لم اتمناها شخصيا، ولكن فقط سأحاول سيدي الرئيس ان اذكرك بواجباتك وبالمبادئ التي تدعيها، فنحن المسلمين طالما نقول بان الذكرى نافعة ويتوجب علينا (شرعا) تذكرة الاخرين وحتى لو كانوا رؤساءا للولايات المتحدة الامريكية .

 سيدي الرئيس .. انت تعلم كما نحن نعلم  ان من يحمل مسؤوليتك سوف  يمتلك مصير اغلب الامم في كوكبنا الارضي لذا فانه بالتالي سيكون صاحب هذه المسؤولية الحاكم الغير مباشر للعالم  سياسيا واقتصاديا و عسكريا واحيانا كثيرة حتى مخابراتيا ، وفي نفس الوقت يكون واجب سيد البيت الابيض  الدفاع عن اعلاء راية الحرية والديمقراطية في جميع اصقاع الارض باعتباركم الدولة التي  تمثل العالم الحر والمتحضر في هذه المعمورة اوعلى الاقل مثلما تدعون .

 

سيدي الرئيس ..

 لا اريد ان اعاتبك بشان الصورة *التي انحنيت فيها للملك عبد الله عاهل السعودية العربية أو ربما قبلت يديه الملوثة بدماء الأبرياء وذلك في لقائك به على هامش اجتماعات قمة العشرين قبل اشهر فربما هي طريقتك الخاصة في احترامك لشخص الملك السعودي المبالغ به على الرغم من تقارير موظفي جميع الادارات الامريكية المتعاقبة والتي تؤكد بان العربية السعودية هي الداعم الكبير (معنويا وماديا ولوجستيا) للارهاب الاقليمي والدولي وبشكل رسمي وواضح، نعم سيدي الرئيس سوف أدع هذه النقطة بعيدا واصب عتبي عليك في مبالغتك واصرارك في تعزيز ثقل السعودية في المنطقة لاسيما بانك ستزورها اليوم الاربعاء، وانت تعلم بانها دولة راعية للارهاب بشكل رسمي غير خفي، ولا تزال متورطة في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وقمع الحريات الدينية بما يشمل التعذيب والاحتجاز التعسفي والحد من حرية المرأة لدرجة تحريم ومنع سياقة السيارة (!) اوممارسة حياتها الطبيعية .

ومع ادعاء السعودية الاعلامي المضحك ومباركتها ورعايتها بما يسمى (حوار الاديان) الا انها  في نفس الوقت لا تسمح الى الان بوجود الكنائس المسيحية والمعابد اليهودية وغيرها من دور العبادات مع ملاحظة وجود الكثير من الوافدين لديها من الذين لايدينون بالاسلام دينا (!) والذين من حقهم ممارسة عبادتهم وطقوسهم الدينية كما هو منصوص في الاعلان الدولي لحقوق الانسان والذي هو مرجعية قانونية دولية لجميع دول العالم الحر والمتحضر.

ورغم مناداة السعودية بحوار الاديان الا اننا نراها لاتتورع عن فرض تفسيرها الديني الخاص بالاسلام الوهابي المتشدد والمتزمت على باقي المجموعات الأخرى كالشيعة والاسماعيلية وعلى الوافدين والمغتربين لديها، لا بل أيضا لا تخجل بفرضه حتى على أهل السنة التابعين لمدارس فكرية أخرى كالصوفية وغيرها من النحل الاسلامية ذات الطابع السني المعتدل .

 وكما لا تخفى عليك سيدي الرئيس  تقارير لجان الكونجرس الاميركي الدورية التي تذكر علانية تواصل الحكومة السعودية ممارساتها القمعية في الاحتجاز دون محاكمة بحق جميع معارضيهم السياسيين وأيضا ضد كل من يمارس عبادات لا تتفق مع التفسير الرسمي للإسلام الوهابي المتطرف.

 سيدي الرئيس اوباما ..  اتمنى عليك فقط ان تطلع على التقارير الصادرة عن لجنة الحريات الدينية التابعة للكونغرس الامريكي وستعرف وقتها (ان كنت لا تعلم سابقا ) بان التقارير المذكورة قد ادانت  الحكومة السعودية بالاستمرار في ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وقمع الحريات الدينية، كما ان هذه التقارير قد اتهمتها بالتورط في دعم التطرف الديني وأعمال العنف دوليا (!) .

كما رصدت هذه التقارير  حالات التمييز في مجالات التعليم والقضاء وابعاد مواطنيهم الشيعة (الذين يشكلون حوالي 15%  من سكان البلاد) عن باقي الوظائف الحكومية والرسمية، وتناولت التقارير تنامي التحريض عبر الفتاوى الدينية الصادرة من مؤسسات دينية رسمية ومعينة من قبل النظام الحاكم، وأبرزها فتوى صادرة عن اكثر من عشرون مفتي من رجال الدين المتشددين وكان مضمون الفتوى هو تبرير أعمال العنف ضد الشيعة وباقي الاقليات الطائفية في داخل السعودية وخارجها .

 واليك سيدي الرئيس ماقاله امام الحرم المكي عادل الكلباني (الذي هو موظف رسمي معين من النظام الحاكم في السعودية )** في مقابلة له عبر شبكة (BBC) الاعلامية البريطانية  :

 

http://www.bbc.co.uk/arabic/av/programmes/2008/03/080311_tv_tothepoint.shtml?bw=bb&mp=wm&news=1&ms3=22&ms_java******=true&bbcws=2

 

  وسيتوضح لك من كلام الموظف السعودي الديني الكبير (الكلباني) سيدي الرئيس بان القمع والاضطهاد و فكر الغاء الاخر وشرعية هدر الدماء هي ممارسات  رسمية صرفة اكثر منها تصرفات فردية بعيدة عن الحكومة كما يدعي معتدلي السعودية (ان صح وصفهم بالمعتدلين) .

واستميحك عذرا سيدي الرئيس بان تعطيني شيئا من وقتك وتطلع على هذه النماذج المصورة والتي تصور ما واجهه المسلمون الشيعة (وهم مواطنون سعوديون وليسوا من جزر القمر) من حملات ضرب ومطاردة في المدينة المنورة من قبل عناصر ما تسمى بهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في فبراير الماضي، ويقينا بانك ياسيد اوباما تعرف جيدا من تكون هذه الهيئة سيئة الصيت، وربما تعلم ايضا بانها هيئة حكومية تأخذ اوامرها من النظام الحاكم في السعودية :

http://www.youtube.com/watch?v=ZHC6hV4rYCM

http://www.youtube.com/watch?v=YH9aZZJooqM&feature=related

 

سيدي الرئيس باراك اوباما ..

 بعد كل هذه الوقائع والحقائق كيف تسمح لنفسك وانت تدعي شرف حمل لواء الحرية بان تضع يديك بايادي ملوثة بدماء الابرياء، ؟؟!

كل هذه التقارير من لجان الكونجرس الامريكي والالاف من تقارير منظمة (Human Rights Watch) وغيرها من منظمات حقوق الانسان والتي توضح وبشكل سافر دكتاتورية واستبداد وقمع النظام السعودي لشعبه ولغيره من الشعوب  كيف تريد منا ان نصدقك ونثق في مصداقيتك ؟؟!!

وكيف تدعي المبادئ والقيم الانسانية النبيلة  وانت تكافئ المجرمين الذين انتشووا لصور سقوط الابراج فى 11 سبتمبر وتلذذوا بصور الدماء المراقة في بغداد وكابول ومدريد ولندن بعد ان مولوا منفذيها القتلة المال والعتاد .. والفتوى ؟؟!!

 اعتقد يا سيد اوباما ان رحلتك للشرق الاوسط في هذه الايام غير موفقة وبالفعل هي مخيبة لامال الاحرار من الناس وربما هي مفرحة لبعض السذج وانتصارا لكل قوى الظلام والارهاب، لانك بزيارتك للسعودية قد وجهت اهانة للعالم الحر ووجهت ضربه مؤلمة  لدعاة الديمقراطيه، فبزيارتك هذه قد اعطيت  الشرعية الدولية لمن لايستحق .

وحقيقة انا وغيري الكثير يشفق على العالم المتحرر في ظل وجودك على سدة الحكم لانك قد طأطأت وخضعت لقوى الشر والارهاب وخنعت لها والدليل انك طالبت بفتح قنوات حوار مع  مجرمي ومتخلفي القاعدة وطالبان  ظنا منك بان هؤلاء من سكان الكهوف سيفهمون لغة الحوار والسلام وتوهمت بانهم سيرجعون لجادة الصواب(!)، لدرجة انك يا سيد اوباما حاولت جاهدا مملائتهم وتملقهم في خطاباتك الموجهة للمسلمين بمناسبة وبدونها .

 

 واسالك سيدي الرئيس :

 هل من الضروري حماسك المبالغ به  لحملة الحوار مع المسلمين التي ترعاها ووتكلم بها في جل خطاباتك الكثيرة حتى وكأنك مصدق بوجود ما يسمى الصراع الغربي- الاسلامي؟؟!!.

سيدي الرئيس أنا كمواطن عربي ومسلم اود ان اوضح لك بان الصراع ليس في اصله صراع ديني بقدر ما هو صراع  تسلطي فاشيستي ضد التحضر والمدنية والتحرر، صراعا راح ضحيته المواطن العربي والاوربي والاميركي وجميع البشر في كافة انحاء العالم (الجزائر والشيشان ولبنان والعراق وافغانستان واوربا الغربية واميركا).

 نعم سيدي الرئيس .. الامر اكبر من كونه صراع ديني فهو اشبه بحرب كونية دامية شنتها قوى الظلام والارهاب ضد البشرية كافة واستخدمت في حربها شعار الدين والرب طوطما لها، واول ضحاياها هم المسلمين الذين راحوا ضحية هذا الفكر الظلامي الذي نمى وترعرع في ظل  مؤسسات دينية سعودية  كان لها الاثر البالغ في سيادة فكر التكفير وظاهرة الانتحاريين في العالم الاسلامي عامة والعربي خاصة  .

 

وختاما سيدي الرئيس ..

ان كنت صادقا  في رفع شعار (التغيير) فلابد لك من ان تغير هذا الفكر الذي انطلقت شرارته من السعودية وان تضغط على الدكتاتوريات العربية وحكامها الفراعنة عن طريق نشر الاصلاح وتغير المناهج الدراسية وضرورة اطلاق التعددية الحزبية واعطاء الجماهير العربية مساحة اكبر من الحرية الاعلامية والسياسية،ولكي تطبق هذه الاصلاحات يكفيك سيدي الرئيس بان تلوح فقط  للحكام بقطع المنح المالية والدعم السياسي عنهم وسترى النتائج كم هي طيبة للشعوب العربية والاسلامية، فالمواطن العربي لا تفيده خطاباتك الموجهة التي تعلن عنها قبل شهور، ولا يحتاج لمواعظك المملة عن  تقارب الاديان بقدر ما يحتاج للكرامة والحرية التي سلبها  منه حاكم الدولة المفدى وامام الجامع المقدس منذ عقود واجيال طويلة.

نعم سيدي الرئيس .. المواطن العربي يريد تغيير فعلي ملموس لا كلام خطابي فارغ لانه وبشديد البساطة قد سئم الخطابات الدون -كيشوتية والخطابات الجمعوية، فما نريده هو التغيير يا من رفعته شعارا لك في حملتك الانتخابية، واقولها لك بصوت عالي :

 Mr. Barack Obama...The Change We Need

 

وختاما ... تحياتي الخالصة لك سيدي الرئيس ..

وعسى ان تنتهي فترة ولايتك بخير وسلام عليك وعلى جميع العالمين من سكان المعمورة

 

نسخه منه الى :

موقع البيت الابيض / مكتب الرئيس باراك اوباما

موقع البيت الابيض / نائب الرئيس جو ماكين

وزارة الخارجية الاميركية / مكتب وزيرة الخارجية هيلاري كلنتن

  

المرسل :

مهند الحسيني

مواطن عراقي

3/06/09

[email protected]

 

..................

الهوامش:-

 *http://www.up-00.com/wsfiles/eyv65150.jpg

 ** http://mureis.com/up/uploads/575bb0ee44.jpg

 

 

 

 

في المثقف اليوم