أقلام حرة

مساومة الكويتيين لمصلحة من؟

صدام ضد إيران كان ضحيتها الشعبان العراقي والإيراني استمرت ثمانية أعوام، وحين سئل صدام من قبل القاضي رائد جوحي عن تهمة شنه الحرب ضد إيران أجابه بأن هذا السؤال يجيب عنه الرئيس الأمريكي بوش الأب، وهو اعتراف صريح بأنه كان يقوم بتأدية المهمة لصالح أمريكا وان ادعى في أكثر من مناسبة خلال الحرب العراقية الإيرانية بأن العراق يدافع عن الأمة العربية بالنيابة، ومن هنا ندرك جيدا بأن التمويل الخليجي لتلك الحرب كان أيضا بتوجيه أمريكي، وانتهت الحرب الضروس مخلفة المزيد من الخسائر البشرية والاقتصادية لكلا البلدين والمستفيد والرابح منها هي إسرائيل .

 

وتلك كانت حربا بالنيابة كما قال صدام حسين نفسه، وجاء دخوله إلى الكويت بموافقة صريحة من أمريكا نفسها عبر سفيرتها (كلاسبي) في العراق يوم قالت لصدام (أن القضية بين العراق والكويت هي شأن عربي لاعلاقة لأمريكا بها)، ليفهم صدام حسين هذا القول بأنه تصريح بالموافقة على اتخاذ قرار الغزو الذي جلب الدمار للشعب الكويتي من خلال نهب موجوداتها واستباحة كل شيء فيها إلى الدرجة التي أمر فيها صدام وزارات الدولة العراقية بنقل موجودات الوزارات الكويتية المماثلة إليها على أساس أنها المحافظة التاسعة عشر، ليؤكد بوضوح ومن خلال هذه الأفعال على أن ماحدث كان قرصنة نسفت العلاقات العربية وخلقت شرخا كبيرا وأزمة في الثقة إلى يومنا هذا .

 

وقد كان الدور الكويتي داعما ومساندا في تلك الحرب التي خلفت الملايين من الأيتام والآلاف من الأرامل والملايين من الضحايا والمفقودين والأسرى والمعاقين ، أما على الجانب الإيراني فالخسائر ربما أكثر ، وتعبيرا عن تقدير صدام حسين للدور الكويتي قام بتكريم أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح خلال زيارته بغداد. واليوم يتجاهل الكويتيون كل هذه الحقائق بدافع الحقد والذي هو في حقيقته يعبر عن موقف طائفي لاأكثر، اذ أن أمير الكويت الحالي الشيخ صباح الأحمد الصباح أكد وفي أكثر من مناسبة دعمه للشعب العراقي ومساندته للحكومة العراقية  ويبدو أنها للاستهلاك القومي بدليل إرساله بطل فضيحة الحاضنات ليؤدي دورا جديدا في قضية إبقاء العراق تحت البند السابع .

ويبدو أن الأشقاء في الكويت يدفعون باتجاه تأزيم الأوضاع وزيادة الاحتقان وإثارة مشاعر الكراهية لدى العراقيين الذين لاذنب لهم في كل حروب صدام، مثلما لاذنب لهم في ما تعرض له بلدهم من احتلال بقدر ماكانوا يتمنون الخلاص من ظلم ودكتاتورية صدام حسين الذي تغنى به الشعراء الكويتيون أنفسهم وفي مقدمتهم الأميرة الشيخة الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح التي قالت في حضرته قصيدتها المشهورة متسائلة: (لماذا تقاتل بغداد عن أرضنا بالوكالة وتحرس أبوابنا بالوكالة وتحرس أعراضنا بالوكالة وتحفظ أموالنا بالوكالة؟ لماذا يموت العراقي حتى يؤدي الرسالة؟ وأهل الصحارى سكارى وماهم بسكارى).

 

ولم يتوقف الابتزاز الكويتي عند هذا الحد، بل طالب بعض النواب الطائفيين في مجلس الأمة الكويتي بسحب سفيرهم من بغداد، ليزيدوا من نقمة العراقيين عليهم، ولكن العقلاء في الكويت ومنهم ذلك الصوت الذي نصحهم باستئصال الأورام مابين العراق والكويت لان بقاءها ليس في مصلحة الكويت نفسها، والحليم تكفيه الإشارة والعاقل من يتعظ من دروس الماضي، فلكل فعل رد فعل  قد يكون كارثيا لاسمح الله، وستكون معاملة الشعب العراقي من خلال مجلس النواب بالمثل، اذ من حق هذا الشعب ان يطالب الحكومة الكويتية بالتعويضات عما لحقه من أذى ودمار نتيجة الاحتلال الأمريكي الذي وفرت له الحكومة الكويتية كامل الدعم .

ان العراق سيخرج من طائلة البند السابع شاء أعداء الشعب العراقي أم أبوا .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1067  الاربعاء 03/06/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم