تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

"إنتصار" الكويت على العراق انتصار للامة العربية!

وانتصارنا يعني انتصار للامة العربية". وبرشقة بصر خاطفة من صدام التكريتي نائب الرئيس البكر وقتذاك ابرق زلم الكويت برقيات الاعتذار والتوسل لما تتعتع به المعلق الحرباني. الا ان ما حصل بعدها في عقد الثمانينات ابان حرب العراق وايران كان امرّ على الكويتيين الذين شرعوا نوافذ البنوك مع ناقلات نفوطهم لخدمة الالة العسكرية الصدامية ضد الجمهورية الاسلامية، والقضية مشهورة ومشهودة لا ينكرها آل جابر ولا الاشقاء الكويتيين. واشتهرت اكثر بعد ان جازاهم صدام بغزوه في ساعة واحدة من ليلة اضحى في صباحها ال جابر كلهم في السعودية. والقضية ايضا مشهورة ومعروفة.

 لكن الغير مشهور هو اخفاء آل صباح وزلم الكويت ضميمة غير طيبة لم يوجهوها الى صدام ونظامه او الى شراذم البعث الذي ظلمهم وخذلهم واستعبدهم طيلة عقدين ونصف من الزمن، بل وجهوها كغدر الى افئدة ضحايا نظام صدام بن إحصين التكريتي من أرامل وايتام ومرضى ومعاقين وعجائز وكل المسحوقين اليوم في العراق، الى درجة التشفي بهم بصورة اقل ما يمكنني وصفها بانها تشبه حماقة صدام معهم،!

 يبدو ان البند السابع الذي شرنق العالم الخسيس به العراق له علاقة بانتصار الكويتيين رياضيا في العقد السبعيني المنصرم، حيث يصر حكام الكويت اليوم على ابقائنا كعراقيين في ذل هذا البند الذي يصنف العراق في سجل الارهاب والخطر،! أو من بؤر تهديد وارباك المنطقة،!

 وما دمنا كذلك -حسب هذه النظرة- فلابد من ادخال الاراضي العراقية قديمها وحاضرها بما فيها الكويت ومنطقة الحياد النفطية برمتيهما في البند السابع لامكانية المطالبة بهما من وجوه رسمية وعرفية وتأريخية عديدة،! وهذه ليست دعوة لاحتلال الكويت مجددا او غزوها كما فعل صدام بن إحصين التكريتي قبل 19 عاما وانما هي رؤية ما فارقت عيون زعيم العراق الوطني الراحل عبد الكريم قاسم ويمكن تفعيلها.

 ليست دعوة للفتك بالكويت والكويتيين كما فعل صدام بقدر ما هي دعوة لخلاص عراق اليوم من هذا القيد وهذا الجحيم.

 حسب المصادر الرسمية الدولية فان الكويت استلمت حوالي 25 مليار دولار فقط من ايردات النفط العراقي، كتعويضات لحماقة ارتكبها النظام الصدامي المقبور لم تكن لنا كشعب اية رغبة فيها، والكويت لا تزال تطالب بنحو ضعف هذا المبلغ برغم جراحات العراقيين وحاجتهم للفلس الاحمر.

 الى هنا الامر غير ذي بال مادام العراقي لم يستفد من نفوطه لا في زمن الماضي بحكوماته المتنوعة الظلم والمتعددة المناهج، ولا في زمن الديمقراطية الجديد. فالنفط لم يره العراقي ولم يدخل دولار واحد من ريعه وعائداته الى جيب العراقي. بل هو مصدر نقمة على العراقيين منذ ان اكتشف اول بئر نفطي في الكويت عام 1937.

 الذي يهمنا كعراقيين وكعراق وهو مازال يستعر فينا كحصب جهنم، ويصطلينا عذابا من فوقه عذابات كثار، عذاب منها صبه على رؤوسنا الديمقراطيون في العراق، وعذاب صدرته الينا دول العروبة والاسلام وما يعلنه المشهد الدموي العراقي اليومي يغني عن تذكير القارئ بكل هذه الدماء. فبالاضافة الى مجنزرات الموت التي عصفت بالعراق منذ نيسان 2003 ولليوم الى المفخخات العربية التليدة، والتكفيرات بتفجيراتها الاسلاموية المجيدة،! الى السرقات والصفقات التي يمارسها معادن الفضيحة العراقية من وزراء نبلاء للغاية ومحافظين- للعهد- ومدراء امجاد وماجدات خالدات وبرلمانيين لم يعرفوا من نيابتهم للشعب سوى قضم المزيد من مال بيت المال بميزات مالية اضافية، الى عيون الخليج المترقبة للتحول السياسي في العراق الجديد بقلق وهلع وريبة. الى انهيار البنى التحتية العراقية وانعدام المؤسسات الخدمية... وبكلمة احتراق جميع ملفات راحة العراقي في الداخل، والتي سيدوم لهيبها الى يوم يبعثون يحاصرنا مادام لنا جار بهذا التفكير.

 مساحة الالم الذي يفتك بالعراق تتوسع يوما بعد اخر، وتغريدات العروبيين تتعالى اطرادا مع الام العراق، فنسمع صوت الصقر الكويتي يصدح فرحا بمشهد الدمار العراقي فيطالب بمزيد من الزيت لاضرام النار اكثر فاكثر في جوف العراق،! مغازلا جهات قريبة لدفع المنظومة العالمية الكالحة الوجه على ابقاء العراق تحت مطرقة البند السابع.!

 استغرب كثيرا لهذه الجرأة الكويتية، وجسارتهم اللا معهودة من كويتي او اي خليجي!! وتتخطرني حكاية ظريفة تعود الى سبعينات القرن الماضي مذ كنا طلبة في جامعة بغداد، وهي فترة انتعاش وجماح المارد العفلقي وبطشه الذي اناخت له تيجان وعُقـُل- جمع عقال- الحكام العروبيين ومشايخ الطوق. انتهج النظام الماسوني العفلقي سياسة جلب الطلبة من شتات العروبة ليدرسوا في جامعات العراق- والقضية برمتها لا ينكرها حتى آل صباح أو آل المغرب العربي أو آل فلسطين- وكان القسط الاوفر منهم لجامعة بغداد، ومن هذا القسط كان حفنة معدودة من الكويتيين بعدد اصابع القدم الواحدة.

 فاز الكويتيون بكرة القدم على الفريق العراقي ففلتت من فم خالد الحربان تلك المقولة الشنيعة وصار الذي صار، وكان معنا طالب كويتي ارتبكت نظرته في عينيه هلعا فقال: لا تعيروا ادنى اهمية لما قالته الكويت بعد المباراة،! فالكويتي يبقى ....! ودواؤه معلوم،!

2-6-2009

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1067  الاربعاء 03/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم