أقلام حرة

لحوم بشرية... في شوارع عراقية !!!

روجها الإعلام الغربي لنصدقها نحنُ الأغبياء فيما يطلق علينا بالعالم القديم، ولم نكتفي بذلك بل رحنا نروج لتلك الثقافة التي أشرقت على عكس العادة من الغرب،ولكن مع ذلك فنحنُ لانبخس الناس أشيائهم، فالتطور العلمي لم نكن مساهمين فاعلين فيه بنسبة عالية ولابسيطة كما أظن، على العموم فان هذه المدعيات الغريبة ترسخت ورحنا نبحث عن التغريب في كل شيء لأننا أدركنا عجزنا وفشلنا في كل  شيء العلم والأدب والفن وووو...الخ وهكذا أصبحت هذه الأمم عالة على الغرب،بل تابعة تدور في فلكه الواسع ونسينا ارث عظيم وحضارات قامت على العلم لا الخرافة في بلداننا التي تسمى بالعالم القديم، ولم نكن ندرك إننا تمتلك تراث حضاري قابل للتجديد والإحياء ان بعثنا به فيه الروح ونفضنا غبار النسيان والجهل، لكن لاحياة لمن تنادي فأمة وصفها شاعر بأنها امة منقرضة يصعب الحديث معها او استنهاضها، ولكنني اذكر فقط وبناءاً على ما أسست عليه قناعتي الجديدة اليوم واليوم فقط بان كل شيء في هذا العالم زائف، وان التقدم العلمي لايعني الحضارة البتة، فكم من امة تمتلك العلم لكنها تعيش الانحطاط بأعلى درجاته، فهذه البلدان المتقدمة  علمياً وصناعياً التي  تنتج ُ كل شيء تحدث فيه جرائم تندى الجباه عرقاً  وتهطل العيون دموعاً حين ترى أنسانا بريئاً يذبح باسم الدين والعالم ساكت والعالم ساكت أنها المصيبة يا أصحاب الضمائر، تلك  الصور التي تفضح  وحشية هذا الإنسان ووحشية معتقداته الشريرة وسيطرة الشيطان عليه باسم الدين، الصور مؤلمة ولكنها تحكي حقيقة مرة ومؤلمة، الإنسان يقتل هناك باسم الدين وهنا يقتلون الناس اولئك  الملغومون بأحزمة الرعب باسم الدين ايضاً، الصورة  لذبح إنسان واحد في طقس بوذي او غيره،باعتقادي اقل بشاعة من صور أشلاء 150شهيداً في بغداد، وأشلاء   ثلاثين طفلاً في بغداد الجديدة قتلتهم فتاوى الرعب إمام مدرسة، صور الأشلاء إمام وزارة العدل ومجلس محافظة بغداد ووزارة الخارجية وجسر الأئمة وتفجيرات الحلة وتفجيرات البطحاء ومابين الحرمين في كربلاء وانفجار النجف وتلعفر وتل كيف وتازة، سادتي أنها صور مشتركة في تقطيع الأشلاء والتقرب الى الله ولكن حاشا لله الرحيم الغفور سبحانه عما يصفون، فالرب سبحانه يصف الناس بأنهم عياله، والإنسان بناء الله ملعون من هدمه،  سادتي ان أي قطرة دم تسفك ظلماً في هذا العالم فالجميع مسؤولون عنها بل ولابد ان نرفع الأصوات عالياً لنطالب بوقف الموت وتقطيع الأشلاء والتفخيخ والقتل على الهوية، أنها صرخة ضمير حر يستنهض كل ذي ضمير حر من اليوم لنقود حملة من اجل حياة الإنسان لا قتله وسفك دمه، انني اليوم أيقنت ُ ان مبادئ حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني المدافعة عنها ما هي إلا كذبة كبيرة لا داعي لنصدقها، بل دعونا نحرك أقلامنا النقية لنفضح القتلة والمجرمين القابعين خلف الضوء، وان خاف قلمي او تخاذل عن نصرة مظلوم  فسأرمي به في سلة المهملات الى الأبد .  

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1260 الجمعة 18/12/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم