أقلام حرة

لماذا العراق …؟

ونسأل الله  أن يلحق بها مريديها ومروجيها ومناصريها الى جهنم وبئس المصير، فكلنا بدون بعضنا لانكون عراق وبدون العراق نكون نكرات. وان ما سأذكره ان هي الا شواهد فرضت نفسها في التاريخ وتتلائم مع مسار المقاله فانا بنت العراق لابنت الشيعي ولا السني ولا المسيحي او الصابئي ولا ارضا بغير العراق بكل اطيافه أبا لذا اقتضى التنويه .

          منذ بدء الخليقة والعراق لايحمل في اغلب صفحات تأريخه سوى الحروب والقتل والدمار والانقلابات والاحتلال المتعاقب حتى حضاراته قامت على اجتثاث كل حضارة لسابقتها دون ان تكون مكملة لها وكل مللك وإمبراطور وحاكم  وأمير ووزير يجتث أي  اثر أو موالي لما قبلة ليبدأ من جديد من الصفر لا من حيث انتهى غيرة ، في حين أن حضارت الدنيا تكمل احدها الأخرى .

لماذا العراق على مر التاريخ مزرعة بصل كلنا رؤوس كلنا نريد أن نحكم ففي كل عشيرة عشر شيوخ وفي كل حكومة ألف قائد وكلهم فاشلون ،وكلنا يبني سلم الصعود إلى السلطة بالشعارات ولعن الدكتاتورية  والفساد والرشوة وانتهاك حقوق الإنسان ويطلق الوعود للقضاء عليها وحينما يصل إلى العرش يمارس ماكان ينهى عنه  لكن بشكل أوسع أو با أساليب  مبتكرة  لم يسلكها سلفه .

لماذا العراق قدره الدم في كل شبر من أرضه حتى في زمن الإسلام والجاهلية التي سبقته والشواهد لاتعد ولا تحصى  فحينما أرسل خالد ابن الوليد لفتح العراق عام 634 م  قامت عدة  معارك  واقسم بأنه لايهدأ له بال حتى يجعل النهر يجري دما وكأنه جاء لهذه الأرض للانتقام لا لنشر الإسلام دين الأمان والسلام لكنها ارض العراق ، وفعلا قام بقتل خمسة ألاف أسير دفعة واحدة وقبلها مجزرة  تكريت حينما تحالفت قبيلتا إياد ومضر مع الجيش الإسلامي  فأبيدت تكريت عن بكرة أبيها وحتى ارض جلولاء سميت  بهذا الاسم لان الأرض جللت بالجثث ، ولكن حينما توجه خالد بنفس الجيش من العراق إلى دمشق لفتحها عام 637 وكانت محتلة آنذاك من الإمبراطورية البيزنطية حاصر دمشق ستة أشهر وذاق الويل من المنجنيق والنبال الحارقة وما أصاب جيشه من مرض ومعانات طول محاصرته لها وعندما تمكن من فتحها أعطى عفوا عاما عن الدمشقيين  ليخرجوا بأموالهم وجواريهم ونفائس مايملكون ، دون أي يخدش احد بسيف وحتى المسلمين المتعطشين للغنائم لم يأخذوا شيئا منهم ،إني أرى العجب كل العجب من صورتين مختلفتين لماذا في العراق قتل وذبح للأسرى والنساء والأطفال في حين دمشق العفو والرحمة وان  القائد نفس القائد والجيش نفسه والدين نفسه والهدف والغاية نفسها فلماذا العراق ؟

 لماذا العراق تتعاقب عليه الإمبراطوريات واحده تلو الأخرى دون غيرة لماذا العراق لم ينجب قائد في تاريخه خالي من التعصب الطائفي أو القومي أو العمالة لهذه الدولة أو تلك وان وجد حاربوه وانقلبوا عليه.

لماذا العراق لم يرضى يوما عن كل من تزعموه حتى عن علي ابن أبي طالب الذي وصف العراقيين بأشباه الرجال وإنهم ملئوا قلبه قيحا ودما وأنهم افسدوا عليه رأيه ، ثم ولده الإمام  الحسن الذي خانه العراقيين وخذلوه ووصل الأمر إلى سلب متاعه وطعنه في خاصرته وراودوه على بساطه الذي كان يجلس عليه وتآمروا على تسليمه لمعاوية ،  ثم قتل الأمام الحسين (ع)  وأصحابه وإخوته والغريب في الأمر إن العراقيين الأكثر بطشا بأهل البيت استجابة لأمرائهم الفاسدين هم في الوقت نفسه  الوحيدين من بين شعوب الأرض تحملا للبطش والأذى من أجل ولايتهم ، فالأدارسة في المغرب والفاطميين في مصر حينما ذهب إليهم صلاح الدين الأيوبي بجيشه أعطاهم مهله ليلة واحده إلى الصباح لتغيير مذهبهم من الشيعة إلى السنة فقالوا له لماذا ننتظر إلى الصباح  نحن من الليلة سنغير مذهبنا الى ماتريد في حين العراقيين تحملوا ماتحملوا منذ زمن معاوية وقتلة لحجر ابن عدي لعدم تبرئه من الأمام علي مرورا بسعيد ابن جبير إلى زمن الحجاج  الذي يخجل التاريخ حينما يمر ذكره من هول ماقتل وهتك وسلب وتعاقب الجلادون وصولا  لثرامات صدام البشرية على نهر دجلة حينما كانت تثرم أجساد من كان يأتون مشيا لزيارة الإمام الحسين ولم تكن مخصصه لهذا الواجب فقط بل كانت تثرم كل من يتفوه ببنت شفه على النظام واختلطت دماء العراقيين ولحومهم شيعة وسنه ومن كل الطوائف على السنة هذه الثرامات فصدام لم يكن شيعيا ولا سنيا بل كان يمثل مذهبا اسمه المذهب الصدامي  ومع كل هذا البطش والقتل فأن أهل العراق هم الأكثر وفاء لآل البيت عليهم السلام بشيعتهم وسنتهم    .

 لماذا العراق يبدع أبناؤه حينما يهاجرون وينشغلون بالعلوم والمعرفة والأدب ويبدعون ويتفوقون على نظرائهم من العرب والاجاتب ، لكنهم في داخله يقضون أوقاتهم بالاتهامات وضخ الأحقاد والضغائن .

 لماذا العراق يضم أفقر شعب على أغنى أرض لماذا العراق تختاره أمريكا من بين دول العالم المليئة بالدكتاتورية والثروات والموقع الإستراتيجي لتحتله وترتكب فيه أخطاء حد الكفر به وبمقدراته .

 لماذا العراق أصبح مقصدا لكل الغربان وزناة ألليل وقطاع الطرق يأتوا لقتل أهله بعنوان الجهاد وتناول الغداء مع رسول الله (ص) بأيدي ملطخه بدماء العراقيين وحاشى لرسولنا الكريم إن ينظر لوجوههم  القبيحة وهي تجمع على جبهتها شئ  لحم مزج بدم لأطفال أبرياء تشظت أجسامهم بأحزمتهم الناسفة .

لماذا العراق يأتيه الفلسطيني يريد أن يحرره بقنبلة بشرية يفجر نفسه في روضة أطفال أو جامعه وكأنه لم يسمع بأن أسرئيل تحتل أرضه وتنتهك عرضه وتسحق انفه ، ثم يأتي السوري مثله يلبس حزامه الناسف من الجولان المحتل متخفيا عن الحاجز الإسرائيلي  متوجها إلى العراق ليفجر نفسه في سوق شعبي كي يحرره من الاحتلال الأمريكي ، والسعودي الذي يجلب الحشيش من بلاد الحرمين ليشجعه على الانتحار دون الم بعد ان تقوم بلاده بتسويق الدعارة الى لبنان والعالم بقنوات الامير طلال لكنها تبعث بيد من غرروه للتخلص منه في العراق فتوى بتوقيع خمسه وثلاثون منافقا من رجال الشيطنة والدين الوهابي  ممن يسمون أنفسهم بعلماء الدين يفتون بحلية قتل العراقي وأخذ ماله وهتك عرضه.والايراني يبدع في تصدير العبوات اللاصقه لقتل الابرياء من ابنائنا باسم المذهب وهم لايعرفون سوى قوميتهم واتخذوا العراق ورقة ضغط يساومون بها على حساب دماء ابنائه .

 لماذا العراق بدأ فيه طوفان نوح وانتهى به و لماذا العراق أكثر من دفن وقتل فيه من الأنبياء والأولياء.

لماذا العراق من يتسلم السلطة فيه يتحول إلى شيطان يتجرد من إنسانيته ويعمل قتلا ونهبا ومؤامرات ودسائس وكل المتنافسين فيه لاهم لهم إلا أنفسهم والمخالفة لبعضهم في كل شئ ، وعلى سبيل المثال لاالحصراذا كان المالكي قد فاز بسبب الأمن الذي حققه لابد من اخذ وحرق هذه الورقه كي لايفوز بالأنتخابات النيابيه القادمه والطريقة هي الاغتيالات وتفجير المففحات والخطف وتفجير ابار النفط وابراج الكهرباء لماذا هذا الانحطاط بالاستهتار بدماء العراقيين وهذا لايحصل الا بين سياسي العراق.

لماذا العراق دون غيره أين الخلل في الإنسان في الأرض اهي مسكونة أو ملعونة وهل هو دعاء الحسين عليه السلام اللهم اجعلهم طرائق قددا ولاترضي الولاة عنهم أبدا وفرقهم تفريقا ومزقهم تمزيقا ولا ادري إن كان دعاءه عليه السلام على من حاربوه أم على كل من عاش على ارض العراق إلى يوم الدين .

 أين الخلل في القيادة أم في القاعدة لماذا نكتشف إن كثير من الناس كانوا عندنا مثالا للشرف والامانه لكن يتضح لنا فيما بعد أنهم كانوا كذلك  لأنهم لم يحصلوا على فرصة للسرقة وحينما تتوفر لهم هذه الفرصة يسرق الواحد منهم في يوم مايعادل سرقة قطاع الطرق لأعوام لماذا العراق أغانية حزن واشعارة بكاء وحينما يمارسون اللطم في مناسبة واحدة عشرون مليون لكن حينما يفرحون في أغلى المناسبات على قلوبهم لايتجاوزون العشرون

لماذا العراق؟ ........  لماذا العراق ؟........ لماذا العراق ؟.. هل مجيب؟.

 

هيفاء الحسيني إعلامية وناشطة في مجال حقوق الإنسان

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1261 السبت 19/12/2009)

 

 

في المثقف اليوم