أقلام حرة

تلاشي القداسة في زمن الفايس بوك

العولمة مجرد فئة معجبين يجب تجنب إزعاجهم وفضولهم وتطفلهم.

 

الحكم المسبق على المعجبين كونهم مصدر إزعاج وضرر لم يبقى حاضرا بقوة وبنفس التعميم، وإن كان نشاط المعجبين ونواديهم أمرا معروفا من قبل، إلا أنه الآن أصبح أكثر وضوحا بروزا وفعالية، وأسرع في التأثير والانتشار.

 

نقصان الهالة التي كانت تحيط بالمشاهير يقابله ازدياد كبير لنشاط المعجبين على الشبكة العنكبوتية، نشاط قد يقلل البعض من فعاليته، لكن نتائجه كبيرة جدا ومفيدة للشخصية المشهورة.

 

الفايس بوك والمنتديات ومواقع النت الرسمية والمواقع الأخرى الخاصة بالهواة والمعجبين، كلها عوامل أثرت على اتساع دائرة الهالة المحيطة بالمشاهير والتي كانت تجعلهم أقرب إلى القداسة، فمن المعتاد أن يقدس الإنسان الشيء الغامض، ويقوم بتبسيط الشيء الواضح.

 

شبكة الانترنيت قربت الشخصية المشهورة من المعجب، وأثبتت للثاني بأن الأول هو مجرد إنسان يوجد بيومياته ما يوجد في حياة أغلب الناس، فالانترنيت غيرت من نوعية العلاقة التي تربط بين أطراف الثنائية (الشخصية المشهورة – المعجب)، وجعلتها علاقة إرسال واستقبال وعلاقة فعل ورد الفعل، علاقة فيها الكثير من تبادل التأثير والتأثر.

 

لم يعد الشخص المعجب هو ذلك المهووس المزعج الذي يؤذي المشاهير من فرط حبه لهم، على الأقل الصورة تغيرت، لكن في الواقع الهوس يبقى ملازما دائما لبعض الفئات من المعجبين، وليس جميع المعجبين.

 

لو تمكن الكثير من مشاهير العرب في الفن والإعلام والأدب والثقافة من الحديث في هذا الموضوع، لكان رأيهم موافقا لرأيي حول مدى الفائدة التي لمسوها من تواصلهم عبر النت مع المعجبين، قد تختلف آرائهم حسب نظرة الشخصية المشهورة للشهرة نفسها وللناس والمعجبين، وحسب طبيعة حياة ومزاج وشخصية الإنسان المشهور، فهناك المتواضع والمتكبر، الجريء والخجول، والصادق والمنافق....

 

**جمال الدين بوزيان

 ناشط اجتماعي جزائري

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1263 الاثنين 21/12/2009)

 

 

في المثقف اليوم