أقلام حرة

2015 م عام التحدي لتلبية امنيات شعبنا التركماني

jasim mohamaتطوي البشرية عاما اخر من حياتها على هذا الكوكب والذي كان حافلا بالانجازات العلمية الهائلة والتطور التكنولوجي ونوعا من الاستقرار في الدول المتقدمة، بالمقابل قابلها الكوارث والتحديات والاقتتال الداخلي في الوطن العربي وخاصة في سوريا والعراق وقليلا من شمال افريقيا والتي حصدت حياة المئات واوجد الحقد والكراهية داخل المجتمع الواحد، نعم كان عاما مضطربا وقلقا لابناء العراق لم ينتج منه إلا مزيدا من الفقر والدمار لبلد يعوم على بحيرة من النفط، وتدهور الاوضاع على اكثر من صعيد وخاصة الحياتية والاجتماعية، فكان لشعبنا التركماني النصيب الاوفر من هذا الفقر والدمار حيث فقدوا الصاية والسرماية وكل ما يملكون كما ذكرناه في مقالنا السابق (عام الحزن)، رغم كل ماحدث تبقى الحياة جميلة ومليئة بالتفائل والمستقبل الزاهر، وعلى القيادات التركمانية توفير الحد الادنى من متطلبات الحياة لكي يستمر شعبنا التركماني في الاستمراية والعطاء، انه شعب مسالم يحب الحياة ولا يتجاوز على حق احد كما انه يرفض التجاوز على حقه ايضا من اي كان .

ابنائي شباب التركمان نبشركم لن يكون عام 2015 اسوء من عام 2014، ولن تكون عام 2015 عاما نموذجيا بل سيكون عاما جيدا اذا ادرك القيادات التركمانية خطورة الوضع التركماني العام وماذا يخطط لهم من قبل الخصوم السياسيين واين تتوجه بوصلة الحكم والجغرافيا في العراق وعملوا بجد ومثابرة وتمكنوا بالاتفاق لتهيئة جواب مقنع لأسئلة حساسة مثارة في هذا المقال وشكلوا لوبياlobby) (داخليا على صعيد داخل العراق للتاثير على الكتل والاحزاب السياسية العراقية ولوبيا(lobby   (خارجيا على صعيد الدول المجاورة والدول الكبرى الصديقة والمؤسسات الاممية بهذه القناعة الحقة، اما اللامبالاه وعدم الاهتمام لا سامح الله لهذه الاسئلة المهمة فان قساوة هذا العام ستكون اسوء مما يتوقعه قادة التركمان، لان التركمان سينتهون هذه المرة سياسيا بسبب استغلال الكتل السياسية الفاعلة في العراق نفوذها ويتم توزيع الكعكة العراقية فيما بينهم دون ان يعطى للتركمان اي شئ، رغم كل هذا وذاك تبقى المعاناة مستمرة في كل بقاع تركمان ايللي، ان النقاط المهمة التي لابد التخطيط والعمل به في عام 2015 هي :

١- لابد للقيادات التركمانية وضع النقاط على الحروف في هذا العام وذلك لحسم استراتيجيات التركمان وما يراد لمستقبلهم الزاهر والأولويات حسب هذه الاستراتيجيات التي لابد ان تتبنى من قبلهم، ووضع الأسس الكفيلة لرفع التركمان من هذا الوضع الضعيف الى وضع اكثر قوة وتاثيرا في الساحة السياسية والحكومية، وهذا يتطلب توحيد البيت التركماني وتوحيد روأه حول الحاضر والمستقبل، وان تحديد ورقة تحتوي على متبنيات استراتيجية واضحة متبناة بالاجماع من قبل هذه القيادات وطرحها للنقاش لفترة لا تقل عن شهر او شهرين قبل المؤتمر العام المزمع انعقاده في الصيف القادم ستكون مفيدا، وذلك لبلورتها والمصادقة عليها في المؤتمر .

٢- ان اهم نقطة لابد اثارتها في هذه الورقة والتي لابد الاتفاق على إجاباتها من قبل القيادات التركمانية هي أين نحن ؟ وأين نريد ان نكون ؟ وماذا موقعنا كتركمان في الدولة العراقية ؟ وأين نحن من المشاريع المطروحة ( الإقليم الكردي والسني والشيعي او أقاليم المحافظات ) والتي من اجلها قطعت الرؤوس وبقرت البطون والفتنة قائمة داخل البلد الواحد، وان هذا العام، عام حاسم لنا، فليعلم الجميع اذا لم نكن نحن التركمان صاحب المبادرة لحسم وضعنا العام بالاجابة المستنيرة على هذه الأسئلة المثارة فاعلموا بان الاخرين سيحسمون وضعهم وسيحسم وضعنا ضمن مشاريعهم، وأقول ستلتحق المناطق العربية في كركوك وصلاح الدين ونينوى للإقليم العربي، اما التركمان فمصيره سيكون ضمن امر واقع ومفروض وهو القبول لوصاية اقليم كردستان، اؤكد هناك الاتفاق الضمني بين الاتحاد الوطني الكردستاني والتركمان والعرب وبتوصية ومباركة أمريكية وموافقة تركية إيرانية واممية لجعل كركوك اقليما بحد ذاته اتفاق جيد يحتاج الى بلورة وتفعيل، لابد ان نكون فاعلين ومؤثرين فيه، وهذا المقترح مؤيد الى حد ما من قبل كل الكتل السياسية الرئيسية في العراق، ونحن التركمان ايضا سيكون لنا أحسن وأقرب لطموحاتنا من الضم، وهذا يحثنا ايضا الضغط على نفس الأطراف الدولية والاممية لجعل قضائي طوز وتلعفر محافظتين لكي يضافا الى الطموحات التركمانية .

٣- سيكون عام 2015 عاما حاسما في تاريخ التركمان المعاصر إما ان نحسم امرنا باقل الخسائر او يحسم امرنا من قبل الغير دون التشاور ويكون عنده تابعين وليسوا شركاء وهذا ما نخاف عليه، لذا من هنا نطالب الإخوة القيادين من التركمان الجدية في بلورة هذه الورقة والاتفاق عليها، ثم إقناع اللاعبين الاساسيين، اقصد الحكومة الاتحادية،الكرد والعرب، وأمريكا وتركيا وإيران والمؤسسات الاممية بها وادخال التركمان في الخارطة السياسية العراقية حسب قناعة التركمان لا حسب قناعة الكتل السياسية المتنافسة .

٤- في هذا العام لابد من تفعيل البيان الختامي للملتقى وتنفيذ ما يمكن تنفيذه من مواده وبنوده، والاجتماع مع رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ورئيس البرلمان وجهات اخرى مهمة لتفعيل هذه البنود وإعادة بعض الحقوق الاساسية للتركمان كقانون التركمان، اعادة إعمار المناطق التركمانية وذلك بتخصيص مبلغ ضمن موازنة عام ٢٠١٥ لهذا الغرض، الاهتمام بالنازحين التركمان وخاصة بشير وتلعفر وسهل نينوى وداخل موصل، تعويض المتضررين في المناطق التركمانية، حصول مناصب قيادية للتركمان في الدولة العراقية والتأثير على لجنة التوازن الحكومي لاقرار حق التركمان في هذه المناصب .

٥- في هذا العام لابد الانفتاح على الدول الصديقة للحصول على دعم سياسي لاستراتيجيتنا، اضافة الى بعض المساعدات العينية لاعادة إعمار المناطق التركمانية، ان بعض الدول ابدت مساعدتها لهذا الغرض، كما تتوقع من القيادات زيارة دول الخليج وتركيا وإيران للحصول على مساعدات أساسية للمناطق التركمانية المحررة .

٦ - لابد من تفعيل الرؤى المستقبلية في القيادات التركمانية الرديفة وذلك لضمان مستقبل التركمان مثل القيادات النسائية والشبابية والمهنية وفتح ورش ودورات تطويرية لهذه القيادات وفسح المجال لهم للتصدي وممارسة العمل القيادي، وتهيئتهم للانتخابات القادمة في مجالس المحافظات والبرلمانية القادمة ومناصب اخرى للتركمان .  

في الختام نؤكد ثانية بان على القيادات التركمانية الاهتمام القصوى لهذا العام والعمل على جعل القضية التركمانية ومستقبلها من أولوياتهم القصوى وفتح باب النقاش مع كل المعنيين ووضع الاستراتيجية التركمانية على طاولة الجميع بعد الاتفاق عليها بمؤتمر تركماني عام، وإلا سيلعننا التاريخ اذا فرضت علينا أمرا واقعا خارجا عن الإرادة التركمانية وهذا ما نخاف عليه في هذا العام .

 

النائب جاسم محمد جعفر البياتي

 

في المثقف اليوم