أقلام حرة

التمنيات كثيرة والجميع بانتظار الايام لتحقيقها

emad aliسنة جديدة وربما هي الايام ذاتها شكليا لو تعمقت في الكون وما يدور علميا، رغم ان التغيير يجري وان لم يحس به احد ربما، الا انها اصبحت هذه المناسبة مؤثرة وقعا نفسيا على الناس واصبحت بداية كل سنة نهاية لاخرى عند البعض، او بالعكس تماما لما جرى وبداية للخير والسعادة المتمنية نفسيا، وهذا حسب ظروف السنة التي عاشوها، اي، ان كانت مفرحة ستكون نهايتها لبداية اخرى مماثلة او احسن، وان كانت محزنة، سيكون يوما لنهاية ما حدث وبداية لتامل الفرح البديل، ومثلما يختلف استقبال عام جديد من شعب لاخر او حتى من شخص لاخر، وفق الخلفية والثقافة والنظرة الى الحياة . وهنا في الشرق وعلى الرغم من وصول الاحتفالات والاستقبال للعالم الجديد اليه الا ان الاعتقادات الدينية وخلافاتها مع المعتقد الذي بني عليه بداية السنة الجديدة وهو عقيدي اكثر مما هو فلكي او تغيير جزئي او نقطة انطلاق لمرحلة جديدة، فان استقبال هذه المناسبة فاتر في المناطق المتحفظة وجدي في المناطق المنفتحة المهتمة بالانسانية والحياة فقط .

يعاني الشرق من جملة من الامور البائسة التي وقعت عليه السنة الماضية والمت بشعوبه ولم يعتقد الكثيرون بان الانتقال من يوم الى اخر سوف يكون له التاثير المباشر على ماهو عليه، ولكن التغيير في الحالة النفسية والتفاؤل والاعتقاد بتجاوز مرحلة ميؤسة منها واشهر من الضيم نفسيا سيساعد على الاراحة النفسية في اكثر الاحيان . انه اصبح مناسبة تقليدية للتلاقي والمعايدة للبعض ايضا، وهذا ما يجعله دافعا للايجابية والخير المؤمل من القادم، والاعتماد على المجهول بروحية مغايرة لما هي موجودة لمدة سيدفع بالمتامل الى التفاؤل اكثر من التشاؤم وهذه احدى ايجابيات هذه المناسبة .

مجيء داعش واباحته لكل شيء غير معقول اسوا ما شاهدته السنة العراقية لجميع مكونات الشعب دون استثناء وان كان البعض بعيدا جغرافيا منه، واصبح شبحا يفكر به كل فرد طالما هو باق في المناطق التي اجتاحها في برهة من الزمن ولاسباب لا نعيدها هنا .

التقشف والازمة الاقتصادية التي ترتبط بها حياة الناس بشكل مباشر مما اضاف قلقا اخر وازداد من تامله وتمنياته . الفساد المستشري وعدم الاستقرار الناتج عنه هم من الهموم الرئيسية للمواطن ويتمنى علاجه في هذه السنة ولو نسبيا .

انه اضافة سنة على العمر ويمكن ان يكون يوما انتقاليا لمراجعة النفس وتقييم الذات والتخطيط والتفكير في برنامج عام لسنة اتية، ولكن هذا نادر لان الاكثرية في الظروف المفروضة عليها تعيش باعتباطية وتعمل لكي تحصل على لقمة العيش من اجل ان تعيش ببساطة فقط ليس الا .

في كوردستان بعد سنين متتالية من الفرح بهذه المناسبة والاهتام الكبير بها، لم يحدث ما حدث من قبل رغم الاحتفالات الخاصة وما عبر عنه الشباب عفويا، مما اضاف وشاحا محزنا على الاجواء العامة،وما طبق عفويا و كان من الواجب ان يتعايش الجميع مع ذوي الشهداء على ايدي الارهاب، لان لهم ذكريات لدى اهاليهم في هذه المناسبات . و انا شخصيا تاثرت بعائلة مهتمة سنويا باعياد الميلاد، وفي هذه السنة لم تهتم بل كان مجيء المناسبة عبئا كبيرا عليهم لانهم تذكروا السنين الماضية وما كان يقوم به شهيدهم من اجل اضافة البسمة الى وجوه عائلته واولاده في تلك اللحظات، فاضافت المناسبة الغمة والهموم اكثر، وعلى العكس من السنين الماضية .

الايام لا تتغير في كينونة الانسان ان لم يكن مستعدا للتغيير بذاته، وهذا ما يثبته لنا العلم والعقلية والقاعدة الراسخة لمشيئة الحياة .

لكل منا امنياته وينتظر تحقيقها بالصبر والتامل والتاني، ومنها عامة تخص المجتمع بشكل عام ولا يمكن تحقيقها بشخصية او فرد واحد دون تخطيط وبرمجة واستراتيجية كاملة للمؤسسات والنظام بشكل عام، وهذا يحتاج ايضا للمشاركات الاختصاصية الممكنة من قبل كل منا ولكل حسب قدرته باي شكل وطريقة ممكنة في المشاركة فيها . اما الامنيات الخاصة تحتاج لعقل وتخطيط وارادة وعمل، ولا يمكن لاية امنية ان يفشل اي منا في تحقيقها الا اذا كانت الدوافع ضعيفة ولم نصرف في تحقيقها الارادة المطلوبة، والا وان فشلنا في مرات فان اصرار اي منا على تحقيقها وبارادة صلبة سيكون مصير العمل على تحقيق كل الاماني هو النجاح، اي ربما عفويا يتمنى احد تحقيق امنيته وهذا ليس ممكنا التاكد من تحقيقه، وانما تحقيقها يقع على عاتقه وعقله وتخطيطه وليس على الغيب .

في المثقف اليوم