أقلام حرة

هذا ما خلفه نوري ومفسدوه

diaa alhasheemقيل له وكما يحلو له أن يخاطب، يا دولة الرئيس، لماذا كل هذه السيطرات التي تعتبر اهدافا سهله للارهاب لانها ثابته ومن السهولة بمكان أن تستهدف وهناك خيارات كثيرة يمكن أن تكون بديلة عنها مثل الدوريات المتحركة عبر أليات عسكرية في الشوارع الداخلية والخارجية والتي تعمل كسيارات الشرطة في ظروف الدول التي تنعم بأمان واستقرار، ونصب كاميرات بدلا عنها ايضا. فكان جوابه بالرفض القاطع لا والف لا، وكيف سينتفع أصحابي اذا ألغيتم السيطرات!؟ في حين أن راقصة من مومسات الغجر التي تديم سهرات النوادي الليلية في بغداد لها القدرة على رفع أي سيطرة شاءت في عهد دولة الرئيس !!

ليس هذه المفارقة الكبيرة الوحيدة في عهد دولة الرئيس، وليس غريبا أن يقعد الدنيا ويقيمها ضابط برتبة عالية في جيش او شرطة دولة الرئيس والرئيس المغفل نائم لا يعرف مايجري حوله . لو نظر أي أمريء في سيطرة واحدة من سيطرات الجيش في بغداد أو أي محافظة أخرى من محافظاتنا الحبيبة لترحم على تلكم السيطرات المقيته التي كانت في عهد النظام الصدامي المقبور، والأسباب عديدة، منها أن سيطرات ذلك النظام كانت مراقبة من قبل أجهزة أمنية أخرى وترى فيها الضباط والجنود وليس أن الأمر متروك في الحل والربط والعبث بمصير الناس بيد جنود أميين أو ضابط برتبة صغيرة كما هو اليوم.

امن وأمان في دولة دولة رئيس الوزراء والحقيقة أنك تشعرانك تعيش في ظل قانون الغاب فالدول متعددة ومتفرعة الى دويلات في حدود دولة دولة الرئيس، فكل سيطرة تعتبر دولة وفي كل محافظة

هناك دولة داخل دولة . وتحتشد مئات السيارات لتقف في طابور طويل مسافة الميل أو تزيد أذا ما صادف أن أحد السيارات فيها نساء، حيث يبدأ العسكري يتفحص ما بداخل السيارة وعيونه صوب تلك المرأة أو البنت المرافقة لزوجها أو والدها أو أخيها. ولكن ما يمقته الانسان العراقي ليس هذا بحسب، بل أن أنتظاره الطويل وصبره في تحمل قرف السيطرات لا يمثل معانات كبيرة امام ما يتعاضم من مشهد امام عينيه حينما يشعر أن من يقف في تلك السيطرات لا يمثل القانون وحسب، وأنما لا يعبئ بشيء فيه واجب تحمل المسوؤلية الوطنية والاخلاقية وتراه يلوح لاي سيارة ماره من قربه بالمرور دون تفتيش وأحيانا كثيرة يكتفي بسؤال صاحب السيارة عن جهة قدومه ومسيره فقط. وعندها يتساءل المرئ عن سبب كل ذلك الانتظار والطابور الطويل ومدى عبثيته .

أحيانا تقف أمامه فتجده يتحدث بهاتفه الخلوي وقد نسي نفسه أن الناس تنتظر أمره في السير أو الوقوف وبعد أن يأخذ قسطا من الانتعاش أو ينقطع عليه الاتصال يلوح للسيارات بالمرور بلا تفتيش ! ومرة عند دخولي لبغداد، كانت اول سيطرة قبل الدخول فيها جندي يقف خارج السيطرة بمسافة مأتي متر ليعطي الاوامر لسيارات الحمل بالاذن بالدخول ويمنع سيارات الركاب وهم من الموظفين القادمين من خارج بغداد في الصباح الباكر واذا سألت عن سبب أهتمام ذلك الجندي بذلك النوع من السيارات فأنك ستعرف أنها تمول السيطرات بما تجود به من حمل ولذلك فأنها تحضى بأهتمامهم !

في المثقف اليوم