أقلام حرة

الفساد في المريخ

حين نسمع كلمة فضائي، أو شيء يتعلق بالفضاء، سرعان ما يتبادر الى مخيلتنا، صور هوليود في أفلام السينما، حيث تم رسمها ودبلجتها داخل أفكارنا، بصوت غريب وبصورة اغرب من الخيال، أصبحت تلك الرسوم المتحركة، وأفلام هوليود، حقيقة واقعية في حياتنا، وقد تم اكتشافها مؤخراً، لا بل صنعت بأياد خفية، ومن ثم أنتجت وفرضت نفسها واقعاً في مجتمعاتنا، وهذا يعتبر مفصل من أهم منجزات حكومة رئيس الوزراء السابق للعراق، نوري المالكي، الذي كثرت القابهِ، وقلت اعمالهِ.

في هذا الوطن الغريب، المثقل بالجراح، والمتخم بالمشاكل السياسة، والتي هي صنيعة المأزومين المهزومين، أما الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وحتى النفسية، تعاني من (شسفرينية!) وعدم استقرار.

ظاهرة وليست حالة! لكنها من نوع آخر، من حيث الكم، والعدد، وحتى من حيث المواقف، ولا يمكن معرفة الأسباب التي أدت أليها، حيث انهُ بات يقاس حجم الكارثة بالمليارات، وليس بالقليل من الأموال، كيف لا وهم أهل الفساد.

أسباب تفاقمت ظاهرة الفساد، في السنين الأخيرة سيما في حقبة "أبو حمودي" بلحاظ أن العراق في المرتبة ستة عشر بالفساد عربياً، وفي ذيل قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم، فالبوصلة مازالت تشير مؤشرها، وترتفع تلك النسبة، حيث صعدت أسهم (عطارد والمريخ!) باسم الفضائيين، وزادت أرصدة الطبقة السياسية المستنفذة وقتذاك.

لعل تلك المسألة الرئيسة، التي أدت الى انحدار مستوى البلاد، وانهُ لم يعد أمام المواطن إلا تقبل تلك الحقيقة المرة، لأن الفساد بات يمارس بتلقائية، وأخذ شرعيتهِ وحقهِ، من ضمير المسؤول النائم.

وعند المعترك الحقيقي، وحين مواجهة داعش ، عرفنا الآن من ينهش هذا البلاد, وهو أشد أخطر من داعش, كما يقال: "عدو ظاهر خير من فاسد مستتر" فقد ظهر الحق وزهق الباطل، لا سيما عند انتهاء الولاية الثانية، كشفت الأوراق، وجفت الصحف.

وما على الكاتب إلا البلاغ المبين..!"لا ينبغي لمن فسدت حاله، أن ينطح للإصلاح

 

منى الشمري

في المثقف اليوم