أقلام حرة

لم أشأ الخوض فيما تم تداوله في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي قبل يومين من اساءة وضيعة صدرت من "الاعلامي" المصري انور عكاشة فهذا الشخص الاراجوز عرف بسوء اخلاقه وانعدام مهنيته وضحالة منهجه الاعلامي الفج من خلال فضائيته الفراعين والرجل معروف بانصهاره في بودقة نظام حسني مبارك وما تبع ذلك من مواقف مخزية تجاه الثوار الشباب الحقيقين للثورة المصرية التي صارت في خبر كان بعد أن عاد النظام القديم من الشباك العريض اثر خروجه من باب ميدان التحرير !

المهم لست هنا في وارد الرد على ذلك المعتوه .. لكنني اتساءل بكل تجرد واتمنى من حكومتنا الاجابة على سؤالي بصدق وهدوء : لو ان اعلاميا عراقيا معروف خرج على الناس مثلما ظهر عكاشه ووصف شعب مصر بكامله بكل وقاحة واستهتار بأنهم بغال وحمير وووو الخ من الالفاظ النابية السخيفة التي تفوه بها ذلك العكاشة هل تلتزم الحكومة المصرية الصمت المطبق حيال ما وجه لشعبها من اهانة بالغة ووصف مخزي ؟! وما هو الموقف الذي ستتخذه الحكومة العراقية بعدئذ حيال "الاعلامي العراقي المفترض بإساءته"؟!

هذا الموضوع سحبني الى مسألة ربما يلمسها العديد من العراقيين وهي تلك الطريقة العراقية التي تنطوي على الكثير من المغازلة المبالغ فيها ولا اريد اقول الهرولة نحو الدول العربية "الشقيقة" وماهية الملفات التي تثار في زيارات المسؤولين العراقيين الكبار لتلك الدول .. نعم نحن نخوض في غمار معترك سياسي وعلينا ان نتحلى بالبرغماتية وانفتاح حكومة الدكتور العبادي على الدول العربية مثل دول الخليج ومصر وتركيا وغيرها امر مطلوب لترميم وتجسير العلاقة بين العراق وبين تلك الدول بعد الادارة الملتبسة لملف العلاقات الخارجية من قبل الحكومة السابقة وسوء دبلوماسيتها .. لكن قبالة ذلك ثمة الكثير من الملفات المهمة العالقة هل تمت فتحها بكل صراحة وشفافية ودونما مواربة ؟! مثلا زيارة رئيس الحكومة العراقية للامارات هل تطرق خلالها الى مسألة ادراج الامارات لفصائل الحشد الشعبي الباسل على لائحة الارهاب ام لا ؟! والارجح لدينا لا عريضة .. علاقاتنا الخارجية مهمة وحيوية جدا فالعراق لا يحيا في جزيرة نائية في كوكب لوحده ..العامل الاقليمي مهم ولابدية التعاطي والتفاعل معه ضرورية على ان يتلازم مع ذلك الحرص العراقي على حفظ جبين العراق عاليا ناصعا رغم انف عكاشة ومن لفه لفه من ارجوزات الاعلام العربي " الشقيق جدا" !!