أقلام حرة

السيسي ومرجعية النجف

watheq aljabiriتكاد أن تكون زيارة الدكتور العبادي الى القاهرة، بمثابة نقطة أرتكاز، ومحور مهم في العلاقات التي تتبناها الحكومة، ونجاح و للدبلوماسية العراقية، وإنتصار للشعب العراقي الذي يواجه الإرهاب.

للعراق ومصر جذور تمتد في عمق التاريخ، ولا يختلف إثنان على أن حضارة وادي الرافدين والنيل من أقدم الحضارات.

العلاقة بدأت من حيث بدأ التاريخ، وكانت الزيارة في وقت إنحرف تاريخ فكري لعصابات إرهابية، تعمل على إشاعة ثقافة الدماء وقطع الرؤوس ونشر الجريمة، وفي العراق تدنيس لأراضي شاسعة وإباحة للحرمات، وفي مصر تهديدات في سيناء وتفجيرات في القاهرة، ودعوت علنية للإخوان المسلمين، لإتباع منهج التطرف، والتناغم مع ما يجري في العراق.

يعتقد المصريون أن رأس الإمام الحسين عليه السلام مدفون في مصر وجسده في كربلاء، ويرتبط الشعبان بعدة روابط تاريخية ودينية وعلميية وأخلاقية، وعندهم الدولة الفاطمية وفي العراق الدولة العلوية، وسمي الأزهر الشريف تيمناً بالسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، وأصبح من ألأقطاب الإسلامية المعتدلة، مثلما لمرجعية النجف دور قيادة الأمة للسلام، وتحتضن القاهرة مزار للسيدة زينب عليها السلام، وهو مركز للعلوم الدينية والثقافية.

أكد الجانبان على ضرورة دعم العراق في مواجهة الإرهاب، والتنسيق المشترك؛ من خلال دورهما المحوري إقليمياً وعالمياً، وهما يعيان خطر الإرهاب والتطرف، ولابد من توطيد العلاقات الإقتصادية والثقافية؛ لمواجهة العنف والإنحلال الأخلاقي، ومذلك تبادل الخبرات النفطية وشركات الإعمار.

الإنفتاح العراقي على العراق، يوضح مفاهيم مغلوطة نقلت الى الشعوب، وخطوة إيجابية في ظل وجود حواضن إرهابية في مختلف بقاع المعمورة، وإبتلى العراقيين بتلك العصابات، التي أرادت تدنيس أرضه وإستباحة مقدساته.

فتوى المرجعية الدينية في النجف، كان تشخيص مبكر لخطر الإرهاب، ودعوة صريحة للسلام ما ولد قناعات عالمية بعقلانيتها وشجاعتها، حيث أمسكت الأرض وزمام المبادرة، وسجل المتطوعون لنداء المرجعية إنتصارات تلو إنتصارات، وإصيب الإرهابيين بالإنكسار والإنهزام، أمام إيمان راسخ بمرجعية دينية، حسينية الثورة ضد الظلم، زينبية الإعلام الذي يوضح مفاهيم ثورة الإصلاح.

الدور الأبوي الذي مارسته المرجعية، جعلت من العراقيين في خندق واحد، ولم تسمح بالتجاوز على أحد، وأثبتت أنها الراعية لكل الأديان والطوائف.

دعوة الرئيس السيسي الى التقارب بين النجف والأزهر، خطوة إيجابية من قراءة واقعية، ودليل على أن مرجعية النجف؛ هي من إستطاع وقف الزحف الإرهابي وهزيمة المنحرفين، من أجل إرساء السلم الأهلي والحرص على التعايش، وعدم المساس بالمواطنيين، مهما كانت دياناتهم وقومياتهم ومذاهبهم، وعمل الأزهر الشريف على رفض الإرهاب وإقامة المؤتمرات المنددة، وبالنتيجة كان الإنتصار الأول للمرجعية الدينية وإثبات لإعتدالها، ونجاح أي حكومة تقوم على أساس توجاهتها.

 

 

واثق الجابري

 

في المثقف اليوم