أقلام حرة

تركيا تقدر على منع الكورد وليس داعش؟!

emad aliاعلن وزير الخارجية التركي مولود جاوش اوغلو بان دولته غير قادرة على منع المقاتلين الدواعش من دخول سوريا عن طريق بلاده لانه اصبحت مشلكة وتديرها المافيا وتدخلي العملية امور خرجت من تحت ايديهم، والغريب في الامر انه انتقد موقف دول الاتحاد الاوربي لعدم مساعدتهم في هذا الامر. فلنقتنع انفسنا جدلا فيما دعاه جاوش وتركيا مشهورة بسيطرة المافيا ودورها في ما يجري في تلك البلاد ونقل المقاتلين اصبحت تجارة رابحة هناك،و لكنيمكننا ان نسال التنسيق مع من في فتح البوابات الثلاث الحدودية مع سوريا وهي تدعي انها ليست لها علاقات مع داعش ولا مع الكورد في كوردستان الغربية. اليس من حقنا ان نسال لماذا تتمكن تركيا من منع العصفورة التي تريد ان تطير من ان تنتقل من اجوائها وتذهب الى كوباني بينما تنتقل حتى المئات من السيارات ذات الدفع الرباعي الفارهة خلال المنافذ المشرعة، اليس هي البلد ذاتها والسلطة والحكومة نفسها والموجود المافيا ذاتها . انه سؤال منطقي لدحض ما يدعيه جاوش اوغلو، ويقول المتابعون بانهم لن يصدقوا ذلك مادام السيطرة الكاملة على منع الكورد من المدن الحدودية الى كوباني لازالت سائرة المفعول بينما تنتقل الدواعش بحرية تامة وامام انظار العالم الى سوريا على طول حدودها .

هذه هي لعبة تركيا الواضحة مع الاتحاد الاوربي والمنطقة، مهما تملصت عن الاجابة عن الاسئلة لتي توجه اليها وتريد تغطية ما تشترك فيه من اللعب الاستخبارية السياسية القذرة الا انها مكشوفة للجميع .

المعادلة التي تتبعها تركيا سهلة البيان وانها تريد ان تستفيد من الوضع الجاري من خلال ما تفعله حليفاتها من الغرب او من مخابراتهم العاملة في المنطقة وتريد ان تلعب بالكرة ذاتها وبالنظام المتبع ذاته، اصبحت الساحة بيد المخابرات وافعالها السرية والعلنية بكاملها، ولم يدع اي طرف ان تمر هذه المرحلة وما يجري فيها دون ان يحصل على ما يهمه ولمستقبله . كل م تريده تركيا ان لا تقع المعادلة السياسية الجارية على نتائج تكون لصالح الكورد في اي جزء من كوردستان من جهة، وان تبقى وضعها وان تزيد من ثقلها وتوازيه مع ايران او تزيد منه في المنطقة من جهة ثانية . وهذا لا يعني ان ايران او الدول الغربية لم تلعب اللعبة ذاتها، بل كل منهم على السحة ذاتها .

ان ما يهم الانسانية في هذه المرحلة هو الشعوب المبتلية في هذه المنطقة وهي الحائرة من الامر ومن يلعب بهم هو المجموعة من المصالح للدول التي تريد ان تنظم المنطقة على ضمان مصالحها فقط، بعيدا عن اي مفهوم او قيمة انسانية، وفي المقابل هذه اللعب المخابراتية الخطرة التي اصبحت الاداة الوحيدة في سياسات هذه الدول تسبب في سفك الدماء وان تذهب جراءها ضحايا من الابرياء من المنطقة، وكل الفعاليات والعمليات تكون على حسابهم فقط . وعليه يمكن ان نقول بان الاطراف جميعا؛ تركيا والاتحاد الاوربي وامريكا قبل الجيمع هم من يجب ان يلامون على ما يلعبونه وهم من جعلوا المنطقة ساحة صراع عالمية وماكنة للعمليات ومنطفة للخبائث التي تجمعت في بلدانهم ويريدون اعادة تاهيلهم هنا مهما افرزت تداعيات عملياتهم المخابراتية السرية .

لذا لا يمكننا ان ننتظر تحولا كبيرا في سياسات البلدان في المنطقة طالما بقت الدواعي تفرض ذلك، وتركيا هي العمال المساعد في استدامة تلك الحال بما تسير عليه من السياسة الداخلية كانت وتعاملها مع القضايا الحساسة او الخارجية مع منافسها ايران التي هي ومصالحها في المنطقة الاكثر تاثيرا فيما يجري ولها اليد الطولى فيه .

 

في المثقف اليوم