أقلام حرة

سنجار بين الحانة والمانة

emad aliلا اريد اعادة قصة الرجل مع الحانة والمانة وكيف طارت لحاه بينهما، انها معروفة للجميع وكيف خسر الزوج شعره كاملا بين نظرة واذواق زوجتيه وتعاملهما معه. اليوم وبعد المآسي التي مرت بها سنجار ولم تتحرر بعد لحد الان كاملة، برزت خلافات سياسية بين القوى وليس لاهالي سنجار فيها لا ناقة ولا جمل، في هذا الوقت بالذات . انها مدينة ضمن المناطق المتنازعة وتقرر مصيرها المادة 140 من الدستور العراقي، ولكن تتحارب عليها محافظة الموصل والحكومة المركزية واقليم كوردستان سياسيا بكل السبل، وهي حدودية وتحت سيطرة الحزب العمال الكوردستاني لحد كبير في هذه الظروف، عندما تم تحرير المناطق المحاذية لهذه المدينة وتم فتح الطرق لانقاذ المحصورين في جبل سنجار وتم اخلاء الكثير منهم، وفكان بامكان البيشمركة وبمساعدة الاتحاد الديموقراطي والحزب العمال الكوردستاني تحرير المدينة لو كانوا يهدفون ذلك خلال ساعات، الا ان الخلاف السياسي وسحب البيشمركة افسح المجال فقط لقوات الاتحاد الديموقراطي والعمال الكوردستاني لوحدهم محاربة داعش وحرروا جزء منها لحد اليوم، وكما توضح فيما بعد ان انسحاب قوات البيشمركة وعدم تقدمها لتحرير المدينة كان خوفا من سيطرة الاخرين عليها على اساس نقمة الشعب من قوات البيشمركة لعدم مقاومتهم لداعش اثناء اجتياحه للمدينة، مما ادى الى ان تذهب ضحية تلك الانكسار الضحايا والتشريد والسبي وتعرض اهل المدينة لابشع جرائم ابادة على ايدي داعش، ولهم الحق ان يتذمروا ويحتقنوا من لم يقاوم من اجلهم في حينه . وبعد تحرير جبل سنجار والمناطق المحاذية لها انبرت القوات الكوردية الموجودة على الجبل تشكيل ادارة ذاتية للمدينة بعيدا عن السلطات في اقليم كوردستان وفي محافظة الموصل على امل ان تتسلم هذه الادارة زمام ادارة المدينة بعد تحريرها .

لا يمكن ان نقيٌم الحال حياديا الا ان كنا نريد ان نتكلم من منظور الشعب الكوردستاني واهالي المدينة وما تتطلبه المصالح العليا بعيداعن التحزب والاهداف السياسية الضيقة التي لازالت مسيطرة على توجهات كافة القوى المشاركة في الجبهات دون استثناء يجب ان نبعد الاحزاب كافة عن ما ينوون من الادارة المستقبلية. فان مثل هذه الخطوات الاستباقية لها سلبياتها على مصالح الاقليم وان كانت لها ايجابيات لاهالي المدينة التي تريد ان تدير نفسها منذ الان من جهة ولكن سيطرة جهة واحدة فقط على زامام الامور تعقد الامور اكثر من جهة اخرى. اما ادارة توافقية من اهالي المنطقة والايزيديين ذاتهم تزيد من ثقتهم بنفسهم وتقوي قاعدتهم كي لا تتعرض لمثل هكذا مآسي مستقبلا، ولكن الامور الرسمية التي هي مسالة الحدود والمواثيق الدولية وعدم التوصل الى حالة نهائية في اقليم كوردستان مع المركز العراقي سوف يزيد الطين بلة فيما يخص موضوع سنجار . انا على اعتقاد بانها خطوات متسرعة نسبيا لم تحت الوقت المناسب لها الان ولا يمكن ان نعتبرها مثالية وملائمة مع الظروف السياسية الحالية للمنطقة بشكل عام ولاقليم كوردستان ولغرب كوردستان ايضا . فان الوضع الامني وحالة الحرب وعدم التوصل لنهاية المطاف في امور ساسية خاصة بوضع الكورد في جميع الاجزاء لا يمكن ان يسمح لنجاح اية خطوة تبدوا معقدة ولا يمكن نجاحها في الوقت الحالي، ويمكن حل مثل هذه الاشكاليات الكبيرة من خلال وجود مرجعية كوردية عليا التي اصبحت من الضرورة التاريخية لهذه المرحلة، ولكن المصالح الضيقة والتبعية لهذا وذاك يمنع انبثاقها لحد اليوم، فنجد ان وضع العراقيل امام انعقاد المؤتمر القومي الكوردي يُعتبر اكبر العوائق امام الحلول الموضوعية للقضايا الداخلية والخارجية لكوردستان بحيادية بشكل عام .

بعدما كنا ضحايا التاريخ وكيف اُستخدمنا بين اطراف وقوى كبرى ضد مصالحنا، اخشى ان نعيد الكرٌة من جديد من خلال اللعب على مصالح الاطراف السياسية وان كانت من بني جلدتنا او من الكورد انفسهم من اجل مصالح حزبية ضيقة لا تنظر الى المسالة الا من نافذة حزبية وشخصية لحد هذه الساعة . وتعتبر هذه العملية اكبر فرصة وعيدا للاعداء، وسوف يتدخلون ويزيدون الوضع تعقيدا ويمكن ان يعيدوا الحال وان كانت ناقصا في مكانها الى عهد الاحتلال وخطوات كبيرة الى الوراء، وتنتهي وتقع لافادة الاعداءو ضررا للكورد، لمكانتهم وقوتهم وامكانياتهم الكبيرة التي تمكنهم من الحكم على الامور في النهاية مقارنة بامكانية الكوردو كما يعلمنا التاريخ في الامور المشابهة لما يحصل اليوم في سنجار .

من الحق ان نقول يجب ان تدعو الجوانب كافة اهل سنجار ليتحرروا اولا ولا يضغطوا عليهم سياسيا وهم ادرى بمن يفيدهم ويهتم بهم ومن يريدهم للاصوات فقط ومن قام بنتف شعرهم في وقت كان لابد ان يحميهم بينما فرٌ امام داعش مخذولا (الغريب في الامر وفي مناظرة تلفزيونية قال ممثل للحزب الديموقراطي الكوردستاني وجها لوجه معي، انهم ادخروا قوتهم واثروا على عدم التفريط بها اثناء هجوم داعش، وسالته عن القوة والسلاح لاي وقت ضروري اكثر من وقت الدفاع عن شرف وعرض الامة، وذكرته بمثل كوردي في استخدام الخنجر لا يليق ان اذكره هنا). اما الادارة والاعلان عنها ومن على الجبال بدلا من مركز الميدنة انه لامر غير واقعي وبعيد عن ما يهم اهل المدينة وما مروا به، رغم اننا يمكن ان نعتبرها تخصيب او تجسيد لارضية الادارة الذاتية. فلنا ان نقول للجميع احذروا من الاخطاء واعادة التاريخ، ولا تضيعوا الفرص المتاحة اماكم الان، لقد عانى الايزيديون كثيرا كفى تعذيبهم نفسيا وجسميا، انهم ضحية التاريخ وليس مرحلة داعش فقط. دعوا لحى الشيوخ الايزيدية وهي جميلة بطبيعتها كما هي لا تضيعوها بين حانتكم ومانتكم ايها الاحزاب الكوردية المتصارعة، تصارعوا مع اعداكم المتربص وليس بين انفسكم، وهؤلاء اناس مسالمون ولهم رجالهم وقدرتهم على ادارة انفسهم بالشكل والكيفية التي تلائمهم .

في المثقف اليوم