أقلام حرة

سلاماً على سياسة الطمطمة

goma abdulahشهد تولي السيد حيدر العبادي منصب رئاسة الحكومة، قبول وموافقة عريضة وواسعة من الشعب والاحزاب والكتل النيابية، بهدف اخراج العراق من النفق المظلم، وانفراج في الازمة السياسية الخانقة، وكي تعالج التركة الثقيلة والمرهقة والصعبة، التي تركتها الحكومة السابقة (حكومة المالكي)، وبالقيام بالاصلاحات الواسعة في المسار السياسي، وفي مرافق الدولة ، من اجل السير نحو الاستقرار السياسي، ونقل العراق الى نقلة نوعية، بانتهاج سياسات تخدم الشعب والمصالح الوطنية، وانهاء الحالات الشاذة والنشاز، في التقصير الواجب والمسؤولية واستغلال المنصب والموقع الحكومي لاغراض اشباع المصالح الشخصية ، وتطهير وتنظيف الدولة ومؤسساتها من الفساد المالي والاداري، وانقاذ الشعب من طاحونة الارهاب الدموي، والاسراع بعملية البناء والتغيير، بالمراجعة الشاملة بالملفات التي تعيق العراق من الخروج من الازمات الخطيرة، التي دفعته على حافة الهاوية السحيقة . واولها تطهير المؤسسة العسكرية والامنية من القيادات الفاشلة والهزيلة، وتلك المتهمة بالتورط والخيانة في تسليم الموصل، وتلك القيادات التي تساهلت مع عصابات داعش، في ارتكاب العديد من المجازر ومنها مجزرة ( سبايكر)، وتنظيف مؤسسات الدولة من الفاسدين، الذين نهبوا المال والعباد والبلاد، وان هذه الملفات صعبة ومعقدة وشائكة، تحتاج الى ارادة الحسم، باتخاذ قرارات شجاعة، توقف الانحدار والتدهور، ورغم اتخذت بعض الاجراءات التطهيرية، وخاصة في مؤسسات العسكرية والامنية، لكنها اتسمت بالبطئ ابطئ من خطوات السلحفاة، وكذلك شكلت العديد من اللجان البرلمانية التحقيقية، لكشف الملابسات والدوافع التي قادت العراق الى الازمة السياسية والاقتصادية والعسكرية ، ولكن دخلت هذه اللجان التحقيقية في دهاليز عويصة، لا مخرج وباب تخرج منها، والخوف والخشية من هذا التأخر والتماهل ، ان ترجع حليمة الى عادتها القديمة . لترقص على مآسي ونكبات الشعب . ويطرح السؤال الكبير متى تنهي هذه اللجان من بحثها وتحقيقها الطويل في المجازر التي حدثت في مناطق مختلفة من العراق ومنها مجزرة سبايكر . لمعرفة المسؤول والمتورط فيها؟ وماحدث في عمليات الذبح والاعدامات الجماعية الواسعة بحق الجنود والضباط الابرياء، ومن هم المجرمين القتلة والمتورطين والمسببين بسفك الدماء بهذه الغزارة البشعة؟ متى يعرف الشعب الاسباب التي ادت الى سقوط الموصل ومناطق اخرى، في قبضة داعش دون مقاومة؟ من هو المسؤول عن سقوط ثلث اراضي العراق في فترة قياسية اقل من 48 ساعة؟! . اين ساعة كشف الحساب من لجنة النزاهة البرلمانية، حين اعلنت عن وجود اكثر من 6 آلاف مشروع وهمي، كلف خزينة العراق عشرات المليارات الدولارات، ذهبت الى جيوب اللصوص والحرامية والسراق، من هؤلاء وماهي اسماءهم وعناوينهم وهوياتهم؟، ام انهم نزلوا من السماء؟ اين اللجان التحقيقية عن الجيوش الفضائية الجرارة، التي احتلت المؤسسات ومرافق الدولة، وليس لها وجود سوى في استلام الرواتب الدسمة والضخمة .. لماذا لم يصدر لحد الان، قانون من اين لك هذا؟ للحد من النصب والاحتيال والسرقة، اين وصلت المساعي في ارجاع الاموال المنهوبة والمسروقة، ام ان هذه اللجان مازالت تغط في نوم عميق، كنوم اهل الكهف؟. وفي هذه الظروف المعقدة والصعبة، بالازمة الاقتصادية والمالية، والعجز في الميزانية العامة، لماذا لا تسرع وتيرة الاجراءات والخطوات، التي تصب في اعادة الاموال المنهوبة والمسروقة، ان هذه الاموال كافية لانقاذ العراق من العجز المالي، وارهاق المواطنين في سياسة التقشف وفرض الضرائب المجحفة بحق المواطنين . ان الظروف ملائمة ومناسبة، في الاسراع في اتخاذ قرارات شجاعة في عودة الاموال المسروقة . انها تمثل في هذه المرحلة الصعبة، اكسير الحياة للعراق والعراقيين، لانها تبعدهم من الاختناق في دخان الازمة المالية

 

جمعة عبدالله

في المثقف اليوم