أقلام حرة

الإرهاب الصهيوني والعواقب الوخيمة

jafar almuhajirعلى مدى أكثر من خمس وستين عاما قدم الكيان الصهيوني الدليل تلو الدليل على إنه كيان إرهابي توسعي عدو للسلام والأمن في المنطقة العربية. ولو استعرضنا جرائمه ابتداء من مجزرة دير ياسين وكفر قاسم إلى صبرا وشاتيلا وبحر البقر والخليل وقانا والمسجد الأقصى والفاكهاني والإعتداء على السودان ولبنان والعراق، والحربين الشرستين الدموييتين على قطاع غزة عامي 2012 و2014 والتي ذهب ضحيتها الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ. والهجوم الوحشي على قافلة الحرية العزلاء التي تألفت من ست سفن تضم حوالي 600 شخص من دعاة حقوق الإنسان تضم صحفيين وأطباء وكتاب ونواب في البرلمانات الأوربية. ثم الهجمات الجوية المتكررة على الأرض السورية خلال السنوات الأربع حين بدأت الحرب الإرهابية الدولية عليها، وهي سلسلة طويلة جدا من العربدة الصهيونية العدوانية. وكانت تلك الجرائم المروعة، والتدمير الهائل في البنية التحتية بأحدث الطائرات الحربية بمثابة تحد صارخ لكل القيم الإنسانية والأخلاقية في العالم . وقد تركت صفحات سوداء في سجل مرتكبيها لايمكن أن ينساها التأريخ.

أما الحروب السرية والإغتيالات التي قام بها الموساد الإسرائيلي فتحتاج إلى بحث طويل أيضا. وقد أُلفت كتب عديدة في هذا المضمار وأحدها كتاب :

(حروب الموساد السرية) لمؤلفه (ايفونيك دونويل) وهو مؤرخ فرنسي اختصاصي بعالم الاستخبارات والأجهزة السرية الكبرى والشهيرة في العالم.عرض ومناقشة: الدكتور (محمد مخلوف) ويعرض فيه المؤلف الكثير من عمليات الإغتيال التي قام بها هذا الكيان منذ تأسيسه. وآخر جريمة إرهابية قام بها هي الإعتداء الجوي على عدد من كوادر حزب الله في مزارع الأمل التابعة لمنطقة القنيطرة داخل الأراضي السورية . وقد آرتكب الكيان العدواني كل جرائمه في ظل الحماية الأمريكية والغربية له والتي أمدته بكل وسائل البقاء من دعم اقتصادي هائل، ومده بكل أنواع الأسلحة المتطورة ومن أحدث ماتنتجه المصانع العسكرية الحربية في أمريكا والغرب. ومساندته في مجلس الامن بآستعمال حق الفيتو السيئ الصيت، وكذلك ضعف المواقف العربية وتخاذلها، وانشغال الحكام العرب بتثبيت سلطانهم وكراسييهم وسيرهم في الفلك الأمريكي، وإشعال الحروب باسم الثورات العربية التي تقودها داعش والنصرة والقوى الإرهابية التي تتلقى الدعم المادي والتسليحي من هؤلاء الحكام حسب الأوامر الأمريكية . وانشغال أبواقهم الإعلامية من فضائيات وصحف وإذاعات بإثارة الفتن الطائفية، والسعي الدائم والمستمر لأيجاد عدو وهمي أطلقوا عليه لقب (العدو الفارسي) بدلا من العدو الحقيقي الذي آغتصب الأرض، وسفك الدماء، ويضرب بطائراته الحربية في كل مكان في الأرض العربية. وذلك بأمر من أسيادهم الأمريكان لأشغال هذه الشعوب بأوهام تعشعش في أذهانهم المريضة بالطائفية المزمنة . لبث المزيد من الضعف والخذلان والنكوص في جسد الأمة العربية والإسلامية حتى يعربد العدو الصهيوني على هواه، ويغوص في عدوانيته، ويفرض سيطرته التامة على المنطقة. كل هذه الأمور شجعت هذا الكيان العدواني الإرهابي على تصعيد عدوانه يوما بعد يوم بكل وقاحة وشراسة وعنجهية. وقد أصبح مجلس الأمن الذي هو أعلى هيئة دولية مسؤولة عن حفظ الأمن في العالم مجلسا مشلولا وعاجزا عن إدانة أي عدوان يقوم به هذا الكيان بفضل الموقف الأمريكي والغربي.

أن أمريكا ومن سار في فلكها من حماة هذا الكيان الصهيوني العدواني الغاصب أصبحوا اليوم على المحك تماما أمام هذه القرصنة الغير مسبوقة في تأريخ الدول. ولا يمكن أن تستمر هذه العربدة ألى الأبد بعد أن سقطت ورقة التوت عن عورة هذا الكيان العدواني. وقد آن الأوان لمحاسبة مرتكبي الجرائم بحق الإنسانية من قادة هذا الكيان الصهيوني من قبل محكمة الجنايات الدولية وعليها يقع الواجب القانوني والأخلاقي لتثبت مصداقيتها وتتحرك بالإدانة ضد مجرمي الحرب من أمثال نتنياهو وليبرمان وباراك وأولمرت وليفي وكبار ضباط الجيش الإسرائيلي حتى تأخذ العدالة الدولية مجراها في هذا العالم،ومنع سيطرة شريعة الغاب التي يسلكها هؤلاء المجرمون الذين يعتبرون أنفسهم فوق القانون الدولي، وعلى العالم أن يرضخ لمشيئتهم وأهوائهم العدوانية النهمة بفضل الفيتو الأمريكي الذي يحميهم من كل عقاب يستحقونه بموجب القوانين الدوليه.

لقد سقط تماما ذلك الادعاء الصهيوني بأن إسرائيل هي (القمر المنير) وسط ظلام دامس. و(الواحة الديمقراطية) وسط الصحراء.وأصبحت هذه الكلمات تثير سخرية كل إنسان له حس إنساني صادق.

لقد جاء العدوان الأخير بعد يومين من تصريحات السيد حسن نصر الله إلى قناة المنار الفضائية وهو يهدف إلى تحقيق عدة أمور منها: تخريب المفاوضات النووية بين إيران ودول خمسة + واحد وبين حزب الله وتيار المستقبل لتبقى المنطقة في توتر دائم.ويأتي ضمن حالة التعاون والتنسيق بين قادة هذا الكيان وبين جبهة النصرة الإرهابية في منطقة القنيطرة لإيجاد شريط عازل أشبه بالشريط   السابق في لبنان الذي أوجدوه للعميل أنطوان لحد وأعوانه وما سموه ب (جيش لبنان الجنوبي) معتقدين بأن الظرف الدولي مهيأ لذلك.لكن أحيانا تجري الرياح بما لاتشتهي السفن الصهيونية.وإن لغة الغطرسة والعدوان لابد أن تؤدي إلى المرتع الوخيم. ويمكنني كمتابع للأحداث أن أضم صوتي المتواضع إلى أصوات عشرات المحللين السياسيين والعسكريين في العالم الذين قالوا بأن حزب الله لم يسمح بأن تمر هذه العملية الإرهابية مرور الكرام . وكل المراقبين يؤكدون إذا آشتعلت الحرب هذه المره فإنها ستختلف عن الحروب السابقة . وإن الكيان الصهيوني سيدفع الثمن غاليا عن كل الجرائم الإرهابية التي آرتكبها في المنطقه. وإن غدا لناظره قريب.

 

جعفر المهاجر.

20/1/2015.

 

في المثقف اليوم