أقلام حرة

حرية التعبير لاتعني الاساءة

الحرب المعلنة اليوم على رسول الله والتي يرفع لواءها الأعداء الحاقدون، هي ليست حربا جديدة، وانما هي استمرار للحرب القديمة على الرسول لكريم من بداية بعثته وحتى اليوم، ولكنها باساليب جديدة تفتقر الى القيم والأخلاق واللياقات، وتتحدى مشاعر اكثر من مليار ونصف مسلم يؤمنون بنبوته ويهيمون بحبه، كل ذلك يجري تحت يافطة حرية التعبير، وانا أتساءل، هل هناك معنى لما نسميه حرية التعبير؟؟، فحرية التعبير ليست مفهوما ذهنيا تجريديا فضفاضا، هلاميا، لاشكل له، ولاحدود ولاقيود عليه. يكننا ان نتصور حرية للتفكير، فبامكانك ان تفكر بكل شيء حتى الممنوع والمحظور، لان عملية التفكير لاتقبل وضع القيود والحدود عليها، فهي واسعة، ومتمردة على القيود والحدود، اما حينما نريد ان نعبر عما فكرنا فيه فهنا لابد من الحدود والقيود والاشكال والمقادير، لأننا حينما نعبر فنحن لانعبر في فراغ، وانما نعبر ونحن ضمن مجتمع، وضمن منظومة من القيم والتقاليد فلابد من وضع القيود، والحدود، وهذا المبدا مبدا انساني يمارسه كل البشر على اختلاف مللهم ونحلهم ومذاهبهم والوانهم وانتماءاتهم، ففي بريطانيا على سبيل المثال، هناك قيود وضوابط خاصة عند الحديث عن الملكة، وفي الغرب، هناك قيود بل حظر ومنع من الاقتراب من مسالة الهولوكوست، وكانها قضية مقدسة لايجوز حتى التشكيك في الأرقام التي ذكرت بشانها، فالكتاب لايمتلكون ان يعبرواعن كل شيء يتعلق بها، فلماذا حين يتصل الامر برسول الله صلى الله عليه واله وسلم وبمقدسات المسلمين تطرح مسالة حرية التعبير،لماذا لاتكون المقدسات ومن ضمنها الرسول صلى الله عليه واله وسلم خطا احمر لايجوز تجاوزه، لماذا يستهينون بنا؟، ولماذا يهينون مقدساتنا؟، وينتهكون حرماتنا؟، ويسيئون الادب مع مقدساتنا ؟ ولايحترمون مشاعرنا؟؟ لماذا يعتبرون إساءة الادب حرية تعبير؟، انه عالم الأقوياء، لايفهمون الا اللغة القوية، انهم يحترمون الاقوياء، ويسحقون الضعفاء ويتجاوزون على حقوقهم ويدوسون مقدساتهم، وينتهكون كراماتهم، فكما وضعتم تشريعات وقوانين تجرم المساس بالهولوكوست، لماذا لاتضعون قوانين تجرمالمساس بالمقدسات؟؟

 

زعيم الخيرالله

كاتب عراقي مقيم في كندا              


 

في المثقف اليوم