أقلام حرة

النطيحة والمتردية في عقود التوريد

mohamad thamerان الاغريق عندما رفعوا ميزان الحق بالقلم كناية عن الحكمة ما لبثوا ان تراجعوا فرفعوه بالسيف كناية عن الحزم ان من يرى سيف السلطة يتهيب من زفيرها وان القانون شرع ليهابه من حدثته نفسه الامارة بالسوء اكل السحت والاستحواذ على قوت الضعفاء والاستكبار على شرائع الله و التجني على خلقه.

عندما تطلع على عقود التوريد الخاصة بالمستشفيات والجيش والسجون وخصوصا ما تعلق منها بتوريد اللحوم الحمراء ستجد ان المورد قدم سعرا خياليا للتوريد لا يمكن للدائرة ان ترفضه اذ انه يقل عن سعر السوق بنسبة الثلث او الربع وهو انجاز يحفظ المال العام ولكنك عندما تتبع سلوك هذا المورد تجد انه يتصل بكل القصابين في شرق العراق وغربه ليزوده باللحوم مهما كانت طبيعتها وجودتها واولها لحوم النطيحة والمتردية التي درج البعض على استقصاء اثرها اينما حلت فيعند الى خلط قليل من اللحم الجيد مع كثير من اللحوم الرديئة التي يمدها بها شبكة توزعت في انحاء المحافظات او انحاء المحافظة الواحدة بعد ان وعدهم بتصريف كل ما لديهم من كميات من تلك اللحوم واستحثهم على الاسراع بذلك باي سعر يرغبون، وبدل ان يتناول المريض ما يستقوي به على السقم والمرض اصبح يتناول المرض ذاته،ليس من المعقول ان تصل دناءة النفوس والايغال في الفساد والاجرام الى حد ان تبتز المرضى الذين لا يرجون الا الله ان ينتقم من الفاسدين، ليس معقول ان نتناسى الاخلاق، بعض الفساد ينطوي على جرأة على القانون وانتهاك له وبعضه هتك لقيم الاخلاق واستهتار بقيم الله وأنبياءه ورسله، هل وصل الفساد في العراق الى المزايدة على قوت المرضى والمساجين وابطال الجيش. هل وصل الفساد الى درجة ان نتدوال اموال الناس ونبخسهم قوتهم وصحتهم وان نعلم الفساد ونعلمه .

في المثقف اليوم