أقلام حرة

وفيق السامرائي لازال يلعب لعبة البعث

emad aliمن يقرا ما يعرضه رئيس استخبارات البعث السابق وفيق السامرائي من مواقف حول كوردستان والعراق يتوضح لديه بانه يهدف الى بث الفرقة بين القوى الكوردستانية باراءه غير الواقعية النابعة من فكر البعث وخلفيته الفكرية العقيدية المعلومة للجميع، رغم انكاره لما يحمل مرات وتكتيكاته التي عبر بها ما يريد تحقيقه وما يريد له شخصيا عندما كان ابان الرئيس العراقي السباق جلال طالباني له موقع سياسي وعينه مستشارا عسكريا له، رغم تاريخه البائس ازاء الكورد والشعب العراقي بشكل عام. عندما انكشف امره وخوفا من التغييرات التي حصلت واصبحت لغير صالحه، فحمل ما في جعبته ورحل الى لندن على امل العودة بمنصب من هناك، بعدما قيٌم الوضع العراقي اثناء حكم المالكي بما يشتهيه ولكن دون ان يلتفت اليه المالكي ولم يمن عليه بشيء،ور غم ما اصر السيد السامرائي على تحسين وجهه وملمحا احيانا ومصرحا في اخرى لتبيض وجه المالكي امام العالم، الا انه راهن على الحصان الخاسر. وجاءت مواقفه المضادة لاقليم كوردستان ليس حبا بالعرب او مصالحهم وانما بحثا عن دور يُكلف به ويوسع الطريق للعودة الى العراق ولازال مستمرا على امل ان يلقة اذنا صاغية لدى العبادي الان، وانه حتى في كلامه يصر دائما على فصل السامراء عن اهله وكانها ملكه الخاص متمنيا له رصيدا شعبيا بعدما كُشفت اهدافه للجميع .

كان البعث العراقي دائما يلح على تفريق الشعب الكوردي وفصله عن قادته وثورته ولم ينجح، وكان اصراره على تفرقة القوى الكوردية الثائرة والتدخل من اجل اندلاع حرب داخلية بينهم ونجح في بعض منه . اليوم وبعد ان انتقل الشعب العراقي الى مرحلة وواقع جديد لم يكف السيد السامرائي عن ما تربى عليه من العقائد البعثية التي من المعتقد انه نبتت في كيانه سواء بعلمه او لا، وعلى امل تحقيق اهداف خاصة باسم وحدة العراق تضليلا وظلما وبهتانا على حساب الكورد ومستقبلهم .

ان تكلمنا صريحين، ان السيد وفيق لم يحصل على موقع ما عن طريق الكتل السنية وغسل يديه منهم، انه يربط بين اقليم كوردستان والسنة كي يحن عليه الكتل الشيعية ومن يرى فيه ربما كما يدعي هو بانه يمتلك خبرة عسكرية ليستفيد منه، لا يعلم بان الكتل الاخرى ايضا لا يثقون به كونه خريج المدرسة البعثية ومن اخطر اقسامها.

اننا لو ناقشناه لا نحصل منه الا على راي وموقف يصر عليه وهو ما يدعيه ويمكن تلخيصه بان الكورد يلعبون بين السنة والشيعة وهو مازال منذ سقوط الدكتاتور يصر على هذه المقولات المبتذلة، الا الفترة التي عينه الطالباني في قصره . وانه يضلل ويدعي احداث لم يكن للكورد يدا فيها ابدا املا تصديقه من قبل السلطة عسى ولعل .

انه يقوٌل الناس باراء ومواقف وكلمات ويدعي سريتها ولم يصدقه احد في هذا ايضا، ويرمي منه الى انه يملك ما يمكن اعتباره ادلة على صحة ادعاءه، انه غير عالم بخصائص هذا الزمن والعصر الذي لا يُخفي اي كلام عن احد ان كان سرا او علنا ويمكن كشف صدقية اي ادعاء في برهة من الزمن ولا يعلم به السيد السامرائي لكونه لازال عائشا في زمن البعث وتضليلاته بعيدا عن التقدم التكنولوجي والتواصل الذي يصل الى زوايا بيته وهو غير عالم به .

ان هذا الكلام ليس دفاعا عن احد، ولرئيس اقليم كوردستان من يتكلم عنه ناطقا رسميا من رئاسة الاقليم او من اعضاء حزبه، واننا ننتقده على تعامله مع القضية الكوردية الداخلية اكثر من السامرائي، ولكن ما يهدفه وفيق ليس حبا باي مكون عراقي وانما ما ينطق به نابع من خلفيته واعتقاداته القديمة، طمعا لموقع _و هو ينفيه دائما_ ولكنه يحاول من اجله سرا ويريد الحصول عليه ببيان مثل هذه المواقف التي لا يكل منها دون اي يعير احد اي اهتمام به .

اما من الناحية العقيدية البعثية المزروعة في كيانه، فانه لا ينظر الى العراق الجديد وفق ما تفرضه المستجدات على الارض وانما يتكلم وكانه لازال الدكتاتور موجودا ولديه القوة من الاسلحة الكيمياوية وبمقدرته ان يضرب الكورد والشيعة بها . وهكذا يدعي وحدة العراق دون ان يعلم ان الاسس التي يمكن ان يُبنى عليها العراق لا يمكن ان تكون بعيدة عن اللامركزية والحكم الذاتي والاقلمة للمكونات التي تفرض نفسها على الارض وليس تمنيا لتغييرها كما يحلم السيد وفيق . هل تامل وحلل السيد السامرائي نظرة _كي لا نذهب بعيدا _ اهله الى المكون الاخر وليس طائفته فقط، هل يريد الاستمرار في قتل خيرة شباب العراق بدعوى خيالية غير قابلة التحقيق، هل كان بامكانه ان يصد داعش بكلماته الرنانة، وهل كان استجابة اهله وطائفته لما استهدفه داعش جائوا من السماء ام كانوا على ارض طائفته، وهل العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص والمساواة والمواطنة وتوزيع الثروات بشكل عادل دون غبن اي مكون، يمكن ان يتم بخيال او ادعاءات عقيدية مر عليها الزمن . انه يخلط بين التمنيات الشخصية والافكار التي يحمله وايديولوجيته البعثية الراسخة على عقليته نتيجة تربيته وما تبنى عليه منذ نعومة اظافره .

 

في المثقف اليوم