أقلام حرة

قل خيرا أو أصمت..!

نكبة حزيران الماضي وضعت العراق تحت ضغط هائل من جميع الاتجاهات، وهي بمثابة نتيجة متوقعة لسنوات من سوء الإدارة في كل المجالات الأمنية منها والخدمية والاجتماعية، وسوء استخدام الثروات الهائلة الفائضة من الميزانيات السابقة وتبديدها.

حكومة العبادي الحالية التي يشارك فيها الجميع، أصبحت فريق قوي ومنسجم، كما خطط لها، لكن المصاعب التي تواجهها كبيرة جدا، وبحاجة الى إبداع غير اعتيادي خاصة بعد هبوط أسعار النفط بالتناغم مع احتلال داعش لجزء كبير من العراق.

بسطاء الناس معرفتهم بقدر ما تستطيع أصابعهم الخمسة من حمله للوصول إلى أفواههم الجائعة، ولذلك لا يرون الا ما يحصل الآن ثم ينسونه تماما، عند تجدد الأحداث، وبعض السياسيين يتصرفون عمدا بطريقة البسطاء، حتى يخفوا مسؤولياتهم السابقة.

مثلا قال احدهم لا تستطيع هذه الحكومة أن تنجح لأن الحكومة السابقة يقال عنها فاشلة، وقال آخر وزارة النفط مطلوبة للكثير من الشركات وهذا خلل كبير فيها، بينما ينتقد أحد النواب الموازنة المعدة لهذا العام لأنها تعتمد على النفط، وقال وزير سابق لوزارة معينة ونائب حالي، سأطور الوزارة من خلال عملي رئيسا للجنة الخاصة بها..!

فلنأخذ مثلا الشركات الأجنبية التي تعمل مع وزارة النفط، التي لها استحقاقات مالية بعشرات المليارات، لم تدفعها الحكومة السابقة، برغم توفر السيولة المالية ووصول النفط إلى أسعار خيالية، ولا نعرف السبب، وقد نضيفه إلى مئات علامات الاستفهام الأخرى.

كذلك الموازنة تعتمد على النفط منذ زمن بعيد وليس هذا الأيام، والغريب في الأمر إن بعض النواب كانوا ينتقدون مجلس النواب الذي ينتمون إليه في عدم إقرار الموازنة، أما اليوم وقد فارقتهم الحكومة، فهم أول من يعتلي المنابر ليظهر مساويء إعداد الموازنة ويرميها في ملعب الحكومة.

لسنا ضد الانتقاد ونحن مع كل من يريد التصحيح، لكن التطبيق الكامل للسذاجة والبلاهة من قبل سياسي أو مسؤول أو نائب منتخب، ينذر بخطر كبير يداهم المجتمع، لأنه من يقود المجتمع شئنا أم أبينا، وعليه أما يقول خيرا أو يصمت.

في المثقف اليوم