أقلام حرة

أوربا تتحول الى اليسار

MM80لا شك ان فوز اليسار في اليونان لم يكن بداية للتغيير في اليونان وحدها بل انها ستكون بداية للتغيير في اوربا كلها اي انه بداية مرحلة جديدة في اوربا

فوز اليسار في اليونان يعني انه فتح الباب امام اليسار الاوربي وهذه الحالة تذكرنا بانتفاضة الشعب التونسي التي فتحت الباب امام الكثير من الشعوب العربية للانتفاضة ضد حكامها الظالمين المستبدين وفتحت باب ما سمي الربيع العربي

لكن فوز اليسار في اليونان لا يعني ان الطرق امامه معبدة ولا بمجرد وصوله الى كرسي المسئولية يعني حلت ازمات البلاد وشفيت آلام ومعانات الشعب واصبح كل ما يريد الشعب تحت الطلب

فأمام اليسار والشعب اليوناني مرحلة صعبة تطلب تضحية ونكران ذات وبالذات من المسئولين الذين تصدروا المسئولية الذين اختارهم الشعب ووثق بهم

فأمام اليسار امتحان عسير وصعب جدا فليس امامه الا النجاح في تحقيق مهمته وكسب ثقة الشعب اليوناني بوضع الخطط المدروسة دراسة دقيقة والابتعاد عن الانفعالات والعواطف والنظر للامور بواقعية دقيقة وعقلانية رصينة واختيار عناصر نظيفة نزيهة لا تفكر في مصالحها الخاصة ومنافعها الذاتية اي تفكير يجب ان يكون كل تفكيرها وكل شغلها هو المصلحة العامة مصلحة الشعب ومنفعة الشعب

رفض اي سلبية اي خطأ حتى لو كانت غير مقصودة فاليسار الان في ظرف يتطلب منه ان لا يسمح لاي خطأ اوسلبية غير مقصودة لان اليساري منزه تماما من السلبيات والاخطاء المقصودة عليه ان يرفض المقولة التي قيلت من لا يعمل لا يخطأ فهذه المقولة بررت للسلبيين والمخطئين الاستمرار في الاخطاء والسلبيات وبالتالي النتيجة الانهيار لهذا يجب التحرك بسرعة لأزالة اي خطأ اوسلبية وانهاء اي اثر لها اي يجب الاسراع في ازالتها حال وقوعها لان استمرارها ولو لساعة يعني مقصودة وهذا يعني ان القوى اليسارية المسئولة بدأت تنحرف بدأت تفسد وهذا غير مقبول بل مرفوض وهذا ليس مستحيل بل امر ممكن اذا اشترك الجميع في تحمل المسئولية والتخلي عن الانانية وحب الذات وهذه الصفة الاساسية والميزة الوحيدة بالنسبة للانسان اليساري التي تميزه عن القوى والتيارات الاخرى والتخلي منها اي من هذه الميزة يعني التخلي عن اليسارية وكل ما يدعية مجرد كذب وافتراء وخداع ومثل هذا يشكل اكبر خطرا على اليسار والشعوب بل اكثر خطر من اعتى الوحوش البشرية

من الطبيعي ان فوز اليسار في اليونان لا يرضي الكثير من اللصوص ومصاصي الدماء وانهم لم ولن يقبلوا بذلك وسيعملوا بكل امكانياتهم وقدراتهم على افشال اليسار وتجربته بكل الطرق والوسائل لهذا على القوى اليسارية ان تتنبه لهؤلاء ومحاولاتهم المكشوفة وغير المكشوفة والرد بقوة لمواجهتهم والرد لا يعني باعلان الحرب وتسليح البلاد بل من خلال الالتزام بالقانون واحترام ارادة الشعب من خلال الالتزام بالامانة والنزاهة المطلقة والتضحية التي لا حدود لها للشعب يجب ان يسود التنافس بينكم حول من يضحي اكثر من يخدم اكثر

والويل لليسار وللشعب اذا ساد التنافس بين عناصره من اجل مصلحة شخصية ومنفعة ذاتية وكان فشل التجربة الاشتراكية واحزابها ومن يمثلها نتيجة لسيادة وغلبة هذه النزعة الحيوانية

لا شك ان فوز اليسار اليوناني قد اثلج وافرح كل اليسارين في اوربا وفي العالم وخاصة في الوطن العربي ومنهم اليساريون في العراق وعزز الثقة والامل في نفوسهم

كما ان فوز اليسار اليوناني عزز طموح كل اليسارين في العالم ورفع من معنوياتهم وجدد روح العزيمة والتفاؤل بالنجاح والفوز في اسبانيا في البرتغال في فرنسا في دول اخرى منها العراق

فالظروف ملائمة لليسار العراقي والقوى الديمقراطية ان تلعب دورا فعالا في انقاذ العراق والعراقيين من الحالة المزرية التي وصل اليها وذلك من خلال ما يلي

اولا وحدة القوى اليسارية والديمقراطية في تيار واحد جبهة واحدة

ثانيا ان يضم هذا التيار هذه الجبهة كل العراقيين من كل القوميات والاديان والطوائف ومن كل المحافظات والاقضية والنواحي في العراق

ثالثا ان يتفقوا على برنامج واضح وشفاف ويسعون لتنفيذه وتطبيقه

رابعا ان يكون هدفهم ترسيخ الديمقراطية ودعمها ويكون التنافس بينهم على تطبيق البرنامج وتنفيذ المهام والالتزامات وليس على الحصول على المصالح الشخصية والمنافع الذاتية

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم